الجمعة 82.. "مستمرون"

تابعنا على:   14:25 2019-11-09

خالد صادق

أمد/ نمضى بها غير آبهين بمحيطنا الواهن والمتخاذل, وبكل فخر واعتزاز يواصل شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة مسيرات العودة الكبرى على الحدود الشرقية للقطاع للأسبوع الثاني والثمانين على التوالي, ارادوا ان يصدروا إلينا ضعفهم ووهنهم فازددنا قوة وارادة في مواجهة الاحتلال, وأعلنا أننا مستمرون في مسيرات العودة الكبرى حتى تحقيق الاهداف, واولها رفع الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة, شدد الاحتلال الصهيوني المجرم من ضرباته ضد المتظاهرين السلميين واوقع عشرات الاصابات والشهداء الاسبوع الماضي, لكن هذا لم يثن شعبنا عن الاستمرار في المسيرات الجماهيرية الغاضبة, واعلنا اننا مستمرون رغم القتل والاستهداف المباشر من جنود الاحتلال, ضيقوا علينا الخناق ومنعوا ادخال الاموال للقطاع واقفلوا معابرهم التجارية امام الافراد والبضائع, دون طائل, فلا مجال لوقف مسيرات العودة لا بالقوة المسلحة, ولا بزيف السلام, ولا بالوعود المهترئة, فشعبنا الفلسطيني يعلم ان المقاومة وحدها والكفاح المسلح هي القادرة على تحقيق الانجازات والمكاسب لقضيتنا الفلسطينية, وان دون ذلك فلن نجني إلا الخيبات وسنبقى ندور في حلقة مفرغة دون طائل.
الجمعة 82 في مسيرات العودة وكسر الحصار شهدت تطوراً في اداء المتظاهرين في الميدان, وبدء استعادة بعض الوسائل «الخشنة» في العمل الميداني, كي يدرك الاحتلال اننا قادرون على تأجيج الميدان بشكل كبير في اللحظة التي يراها شعبنا مناسبة, فسقوط الشهداء والجرحى لا يخيف شعبنا, ولا يدفعهم للتراجع امام اجراءات الاحتلال القمعية, فحاجز الخوف كسر تماما, واصبح الطفل يخترق الاسلاك الشائكة والحدود ليزرع العلم الفلسطيني فوق ارضه المغتصبة, وهناك من كان يصل الى مناطق متقدمة في الشريط الحدودي ليكسر كاميرات المراقبة الاسرائيلية, ويستجلب معدات عسكرية كالمناظير الليلية بعد هروب الجنود من ثكناتهم وتركها فارغة خوفا من حجارة الابطال, انها الارادة التي تغلب الواجب على الامكان, وتسطر ملاحم بطولية للأجيال القادمة, بطولات يحتذي بها اطفال وشبان ثائرون على الاحتلال, تؤدى لها التحية العسكرية وتتوج بالنياشين, انهم لا يعرفون الخوف ولا يتراجعون امام الرصاص المنهمر عليهم من كل جانب, لا تخيفهم قنابل الصوت ولا الغاز المسيل للدموع, هل شاهدتم الفتى الذي امسك بقنبلة الغاز ووضعها في فمه كالسيجارة.
لذلك قالها المتظاهرون بالأمس بوضوح في جمعة مستمرون, نعدكم اننا سنبقى مستمرين بمسيرتنا ولن نتراجع عنها مهما عظمت التضحيات, فهي رصيدنا في مواجهة الاحتلال وإجباره على التراجع عن خطواته وأطماعه التوسعية في ارضنا, واسقاط ما تسمى بصفقة القرن, لا تعتقدوا أن شيئا سيشغلنا عن مقارعتكم ايها الصهاينة في كل الميادين, فوجهتنا ستبقى نحوكم, وفوهة بندقيتنا نحوكم, وجبهتنا مفتوحة ضدكم, اننا مستمرون في مسيرتنا حتى تحقيق الاهداف, وما ذلك على الله بعزيز.

اخر الأخبار