بالصور

"شابة فلسطينية" تتحدى عنجهية قوات الاحتلال وتنفذ "مشروع النحل" قرب السياج

تابعنا على:   15:02 2019-11-06

أمد/ غزة- صافيناز اللوح: تحت صوت الرصاص، ودموع قنابل  الغاز، والاستهدافات شبه اليومية التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق كل صامت تحرك قرب السياج الفاصل، وضعت "سمر عثمان البع" قدمها قبل عاماً تقريباً، للبدء في مشروعها الذي تجلب منه قوت عائلتها المكونة من (8) أفراد.

تقاوم سمر ابنة الـ(28) عاماً، عنجيهة الاحتلال الإسرائيلي، متحديةً جنوده المدججين بالسلاح والذين يقفون للفلسطينيين بالمرصاد، ليطلقوا عليهم الرصاص وقنابل الغاز السامة، حتى لا يصلوا إلى أراضيهم أو أعمالهم القريبة من الحدود الشمالية قرب بوابة الـ16.

خلال مقابلتها مع "أمد للإعلام"، قالت "سمر" وهي  خريجة تعليم أساسي من جامعة القدس المفتوحة عام 2013، إنّها تسكن في بلدة بيت حانون بمنطقة الزراعة الحدودية، وبدأت مشروعها في "شهر 11 عام 2018".

وأضافت "البع"، أنّ الخبرة اكتسبتها من والدها قبل استشهاده عام 2016، خلال استشهد الاجتياح الأخير لبلدة "بيت حانون" فيما أصيب شقيقها، بينما حوّل منزلهم لثكنة عسكرية من قبل جيش الاحتلال، وخرجوا منه آنذاك.

وأوضحت، أنّه "يتم الفتح على النحل إما في فترة الصباح أو المساء، وهى الأوقات التي تتعمد قوات الاحتلال اطلاق النار، واستهداف من يتواجد في المناطق القريبة من الحدود، مؤكدةً " أحاول انهاء مهمتي قبل اقتراب موعد الاستهداف أي حوالي الساعة الخامسة مساءً أكون قد انهيت عملي داخل المنحلة".

وتابعت، "خففت في فترة الصباح الذهاب إلى المنحلة بهذه الفترة، بسبب كثرة استهدافنا من قبل الاحتلال قبل الساعة الثامنة، فهناك تخوف كبير من استهدافنا في هذه المنطقة.

وسائل حماية

لا تبعد منحلة  سمر، سوى 400 متر عن الحدود بين قطاع غزة والبلدات الإسرائيلية، ما يجعل الوصول اليها مهمة محفوفة بالمخاطر، ناهيك عن اللسعات التي تصيبها من قبل النحل والأذية الجسدية.

لم يسيطر اليأس والإحباط على الفتاة الفلسطينية التي تحاول أن تتحدى جيش لا يعرف الانسانية، بل سارت على خطى والدها التي كانت تشاهده منذ الصغر حيث كانت ترافقه الى مزرعة النحل.

تضررت "سمر"، جسدياً من خلال لسعات النحل، مضيفةً: "أقوم بأخذ حبوب حساسية أو أضع قطع "ثوم" فوق اللسعات والتي تعمل على تطهير المكان".

تقول سمر لـ"أمد للإعلام"، "أحاول قدر المستطاع حماية نفسي وأرتدي اللباس الخاص بالمنحلة التي بدأتها بـ(24) خلية فقط، حتى وصل الى 60 بفضل مثابرتها واجتهادها.

وتضيف: "الفترة التي اعتمدتها في المنحلة طول العام فترة الربيع فقط اخر شهر 4 بداية 5".
تتفقد "سمر" بحسب ما أفادتنا به، الخلية حتى  لا يوجد بها سوى ملكة واحدة فقط، لأنّ النحل لا يتقبل ملكتين في الخلية، وذلك يهدد تواجده، فيما يتأثر النحل بالبرد الكثير أو الحر الشديد.

مشروع أخر

غير الترويج لمنتجات العسل التي تخرجها منحلة "الأصيل" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهناك العديد من الصيدليات اعتمدت شراءه، لا سيما أنه يمتاز بطريقة تعبئة وتغليف رائعة كهدية، وهناك أصناف يتم خلطها بالمكسرات وحبة البركة والسمسم".

يعتبر مشروع المنحلة، خطر كبير على "سمر" خاصة تواجده قرب الحدود مع البلدات الإسرائيلية، ولكن في نفس الوقت هذه المنطقة مفيدة جداً للنحل، حيثُ يغادر النحل لجمع الرحيق من داخل البلدات الإسرائيلية.

تقوم "الفتاة العشرينية"، بزراعة نباتات طبية مثل المورنجا والزعتر والمرمية، كمشروع أخر جانب مشروع "المنحلة"، حيً تعتبر المعيل للعائلة بوجود شقيق مصاب متزوج ولديه أسرة تعيش مع عائلته.

وختمت البع حديثها برسالة إلى الفتيات وخاصة للخريجات قائلةً: "أنّ أي فرصة تكون أو فكرة ابداعية يشتغلوا عليها وأن لا ينتظروا وظيفة التخرج لان وضعنا الاقتصادي الصعب والحالة التي يعيشها المجتمع الفلسطيني وقلة فرص العمل فيه، عليهم كسب الوقت والعمل بمشاريعهم الخاصة.

وأشارت، إلى أنّ "الكثير من خريجي الجامعات يتواصلون معي لاطلاعهم على تجربتي والاستفادة منها من خلال امكانية فتح مشاريع صغيرة في ظل ارتفاع معدلات البطالة والفقر المدقع في قطاع غزة جرّاء الحصار الإسرائيلي"

كلمات دلالية

اخر الأخبار