لقاء دحلان .. دلالات وعِبَر

تابعنا على:   09:15 2019-11-06

سامح عوني العمصي

أمد/ في هذه الأسْطُر ، لن أتوقف عند ثبات الرجل وهدوءه وثقته الكبيرة واعتداده بنفسه .. فهذا أمرٌ ذاتي لطالما عمل عليه وشمّرَ له سواعد الجِدّ والإجتهاد .

ما يُلفِت النظر دائما ، هو شخصيته الجدلية التي باتت تسكن عقول كل مخالفيه وخصومه وشانئيه !

والحقيقة ؛ أنه يسير بخطىً واثقة سيرة الراحل ياسر عرفات ، حذو القُذّة بالقُذّة .
فقد كان الزعيم أبو عمار " صُداعاً " لازَمَ العدو والخصم معا .

لا أريد أيضا أن أستعرض أوجاع المحاور من شخص محمد دحلان ..
فلا تركيا ولا قطر ولا إيران ولا حتى جماعات الإسلام السياسي تهمنا الآن ..

فليبقَ محمد دحلان يسكن رؤوسهم إلى الأبد ..

المهم في لقاءه ؛ هو ما يتعلق بالشأن الفلسطيني ..

فقد تكلم الرجل في قضيتين أساسيتين ، هما :
علاقة تيار الإصلاح الديمقراطي بالحركة الأم ، ورأيه في قضية الإنتخابات العامة .

# أما فيما يتعلق بموقف التيار من الحركة الأم :

فقد ضرب الرجل نموجا حيا وشجاعا لمن يمد يده لمصالحة فتحاوية داخلية على قاعدة احترام اللوائح الداخلية للحركة دون اقصاء أو تهميش ، ودون اعتبار الحركة ملكية خاصة أو عزبة يديرها شخص .

ولازال في كل مرة يعرض على السيد الرئيس حلولا تُفضي إلى لملمة شتات فتح وتصليب جبهتها الداخلية .. وللأسف ، لازالت ردود الرئيس سلبية وباهتة ولا ترتقي لمستوى الألم والدمار الذي أحدثته سنوات الفرقة والتشرذم .

كما أن السيد دحلان أراد ويريد أن يُعلي من قدر الأجيال الشابة ، وجعلها منغمسة في مهام القيادة وتولي زمام المبادرة .

# وفيما يتعلق بموقف الرجل من الإنتخابات :

فقد أكد مرارا ولازال ، على الذهاب أولا لمصالحة وطنية حقيقية تؤسس لأمرين :
الأول / إعادة صياغة برنامج سياسي واقعي يتناسب مع معطيات اللحظة وتعقيدات الواقع .
الثاني / الذهاب مجتمعين لتجديد الشرعيات ، وعلى رأسها المجلس الوطني ، ثم الرئاسة والبرلمان .

وفي تقديري أن هذا التوجه هو الأجدى والأوفر حظا في النجاح إذا صدقت نوايا الجميع .

ملاحظة أخيرة : يبدو أن الرجل زاهدا في الترشح بأي انتخابات قادمة ، ويضرب مثلا حيا في احترام المؤسسات التي يترأسها ، ويُرجِع الأمر إلى مؤسسات التيار إذا قررت تفويضه ودعمه للترشح أم لا .

هذا الموقف حقيقةً غريب بعض الشيء عن وعي وممارسة أنظمتنا التقليدية ، غير أن مواقف الرجل التاريخية تؤكد صدق أقواله .

في المحصلة ، لازال محمد دحلان الشخصية الأكثر قربا من هموم وأوجاع المواطن الفلسطيني في ظل غياب دور المؤسسات الرسمية عن أداء واجباتها .

كلمات دلالية

اخر الأخبار