فلسطين تحارب تحت الكساء...

تابعنا على:   12:04 2014-07-13

محمد صادق الحسيني

للمرة الأولى في فلسطين نحن من يبدأ الحرب ونحن من ينهيها… للمرة الأولى نشهد حرب «رمضان أكتوبر» عربية تحدث فوق أرض فلسطين… للمرة الأولى تشارك إيران مباشرة في الحرب ضدّ العدو «الإسرائيلي» فوق أرض فلسطين…


للمرة الأولى نحارب أميركا مباشرة فوق إحدى حاملات طائراتها على اليابسة… للمرة الأولى نقاتل مباشرة وبوعي قوي وثابت تحت الكساء وفي إطار الولاء والبراء…

أعرف أنّ هذا الكلام قد يكون مفاجئاً للبعض ومستنكراً للبعض الآخر… لكنها الحقيقة العارية، وهو الواقع مثلما هو، بلى مثلما هو، ولا داعي للفّ أو دوران…

لا تحصوا الصواريخ التي تسقط على مواقع ومنشآت حاملة الطائرات الأميركية التي اسمها «إسرائيل»…

لا تحصوا شهداء فلسطين الذين يرتفعون الى السماء قرباناً في معركة الولاء والبراء…

لا تنتظروا نزول الجماهير الى الشوارع في أي عاصمة من عواصم العرب… فالمعركة هذه المرة مختلفة ومتفاوتة تماماً، وأرجو أن تصدقوني بأنها كذلك فعلاً.

أعرف أنّ ما ذكر أعلاه قد يكون مطلوباً كجزء من أجزاء معارك الحشد والتعبئة والحرب النفسية والمعنوية… لكنني هنا في صدد شرح الأهمّ وجوهر ما يدور على أرض فلسطين الحبيبة…

كي لا يذهبنّ اليأس أو القنوط بأحد من احتمال عدم تجاوب الشارع هنا او هناك مع هذه الحرب الضروس… حتى، وهنا الأهمّ، لا يظننّ أحد أنّ جوهر ما سينهي المعركة هذه المرة هو الاتصالات السياسية أو الديبلوماسية…

ذلك كلّه مهمّ، أعرف…

لكن الأهمّ أنّ من سيحسمها هذه المرة هو المشهد الدمشقي المشهور الذي لطالما حدثتكم عنه…

سورية الأسد، نعم سورية الأسد… وإيران الولاية، نعم إيران الولاية… وضاحية أشرف الناس… نعم ضاحية أشرف الناس، هو ذلك المشهد الذي أطلق الطلقة الأولى هذه المرة، وهو سيطلق الطلقة الأخيرة…

شروط التفاوض واضحة وشفافة ويعرفها العدو الأساس هذه المرة، إن في نيويورك أو في تل الربيع…

اسحبوا «دواعشكم» ومرتزقتكم من دهماء القتل والتدمير وسفك الدماء من وهابيّي الجزيرة العربية من مدننا وحواضرنا…

اتركوا العراق وشأنه ودعوه يقرّر مصيره بنفسه دولة عربية مستقلة إنّما موالية لجبهة المقاومة ورغم أنف الوهابية المسعورة والصهيونية المقهورة…

اتركوا لبنان وارحلوا منه سريعاً، واتركوه يختار الرئيس الذي يناسبه ويناسب أهله من عائلة المقاومة الكبيرة…

ارحلوا من سورية الحبيبة فوراً، إذ حان وقت تربّعها على عرش العالم الجديد…

أخيراً وليس آخراً، لن تنالوا من طهران الإسلام والمقاومة والثورة واستقلال القرار، لا في نوويّها ولا في فلسطينها ولا في دعمها اللامحدود لأشرف الناس…

وإنْ عدتم عدنا…

بعض ما يجري في عمران اليمنية على مشارف صنعاء قد يكون إضافة نوعية في معركة الولاء والبراء…

بغداد لنا وسنهزمكم على تخومها مثلما هزمناكم على أسوار الضاحية وبوابات الشام…

هل تتذكرون ليلة الثالث من أيلول من العام الفائت يوم اضطررتم أنتم وسيدكم القابع في نيويورك أيها الصهاينة إلى تجرّع كأس سمّ التراجع عن العدوان على دمشق العروبة والإسلام…

ستشربون كأس السمّ من جديد يوم ستتراجعون وقريباً جداً عن استمرار عدوانكم على بغداد العروبة والإسلام، بل وتركعون هذه المرة على أسوار القدس الشريف…

لا تتوقّفوا كثيراً عند الأرقام والأسماء ومن يطوف على السطح ويسبح في فضاء الخطب الرنانة موظفاً ما يجري لزعامة موقتة وزائلة من خارج فلسطين الحبيبة أياً يكن اسمه أو اللواء الذي يرفعه…

بلى، سرايا القدس والقسام وألوية الناصر وكتائب أبوعلي والأقصى والأسماء كلّها هي التي تقاتل، لكنها هذه المرة هي التي أطلقت الطلقة الأولى وهي ستطلق الطلقة الأخيرة…

لكن في إطار الولاء والبراء ودائماً تحت الكساء تحت الكساء…

هل اطّلعتم الآن على الردّ السوري الإيراني الذي لطالما تساءلتم عنه…

من المليحة وحلب ودرعا، وبصواريخ سورية الصنع والولاء، نأتيكم هذه المرة أيها الجبناء…

من طهران والبحرين واليمن وبغداد والكويت وسلطنة عمان والمغرب العربي الكبير ومشرقه الأكبر والأكبر نأتيكم هذه المرة أيها الغدّارون الصغار…

دائماً وأبداً من قلب القدس، ولأجل القدس، ودفاعاً عن القدس، لكن تحت الكساء…

نقاتل بيد ونرفع أيدينا الى السماء باليد الأخرى وننادي بأعلى صوت: بلى، بعدنا طيبين، قولوا الله…

عن البناء اللبنانية

اخر الأخبار