أمد/ واشنطن: كشف الديمقراطيون في مجلس النواب الأميركي الأربعاء، عن خطط لجعل التحقيق في قضية عزل الرئيس دونالد ترامب مفتوحا، بما يسمح بعقد جلسات استماع علنية يمكن أن يشارك فيها ترامب أيضا في الوقت الذي يتم فيه العمل على ملف عزله.

وبعد خمسة أسابيع من الجلسات المغلقة للاستماع إلى شهود حول مزاعم ممارسة ترامب ضغوطاً على أوكرانيا تفيده سياسيا، اقترح الديمقراطيون تشريعات جديدة للمراحل التالية من العملية تمنح الجمهوريين الحق في طلب شهود وإصدار مذكرات استدعاء.

وبعد ذلك تتولى لجنة الاستخبارات في مجلس النواب عملية تثبيت الأدلة من الشهادات والوثائق، مع قدرة كلا الطرفين على استجواب الشهود في مكان عام. أما المرحلة الثالثة فستشهد تقديم الأدلة ضد ترامب إلى اللجنة القضائية لتحديد الاتهامات التي سيتم توجيهها، ومن ثم سيتم التصويت عليها في مجلس النواب.

وصرحت لجنة الأنظمة الداخلية في مجلس النواب، أن القواعد الجديدة تمنح ترامب ومحاميه فرصتهم الاولى للاضطلاع بدور مباشر والمرافعة في القضية ومقاطعة شهادات وأدلة، ولكنها أضافت بأنه إذا استمر البيت الأبيض برفض الاستجابة لمذكرات الاستدعاء والادلاء بشهادات كما فعل حتى الآن، فقد يتم حرمانه من بعض الحقوق الموعودة في جلسات الاستماع.

ومن المقرر أن يتم التصويت على القواعد الجديدة في مجلس النواب ذي الغالبية الديمقراطية الخميس، 31/10/2019، ما سيزيد من التهديد الذي يواجهه ترامب.

ورفض البيت الأبيض الثلاثاء، تشريعات الديمقراطيين هذه لجعل التحقيق في عزل ترامب علنيا، معتبرا أن العملية تبقى مجرد "خدعة".

وقالت ستيفاني غريشام، المتحدثة باسم ترامب في بيان لها، ان "التحقيق الذي يجريه الديموقراطيون كان خدعة غير شرعية منذ البداية لأنه يفتقر إلى أي تفويض مناسب من خلال تصويت في مجلس النواب". .

وجاء الكشف عن هذا المخطط للديموقراطيين مع مثول العقيد أليكزاندر فيندمان في الجيش الأمريكي، الذي عمل كأحد المسؤولين في البيت الأبيض في مجلس الأمن القومي أمام الكونغرس يوم الثلاثاء، 29/10 للإدلاء بشهادة محرجة في التحقيق الهادف إلى عزل الرئيس. وفي شهادته القوية، قال الخبير في شؤون أوكرانيا بمجلس الأمن القومي (العقيد فيندمان)، إنه أصغى شخصيا لضغط ترامب على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الاتصال الهاتفي الذي جرى يوم 25 تموز الماضي.

وشبه الرئيس الأميركي فيندمان الثلاثاء، بأنه حزبي (أي أنه ديمقراطي)، بينما كان (الرئيس) قد شبه الأسبوع الماضي التحقيق الرامي إلى عزله بعمليات "الإعدام خارج إطار القانون"، مستخدما عبارة مشحونة بالعنصرية تعود إلى أحلك أيام العبودية في أميركا.

وكان وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر كشف قبل أسبوعين ان البنتاغون مستعد للتعاون مع التحقيق الذي يجريه ديموقراطيو الكونغرس لعزل ترامب في خرق واضح لسياسة الرئيس لإفشال التحقيق. واوضح إسبر أن وزارته ستحاول الامتثال لمذكرة استدعاء من الديموقراطيين في مجلس النواب، الساعين للحصول على سجلات تتعلق بحجب المساعدات العسكرية الأميركية عن أوكرانيا.

ويقود رؤساء لجان الاستخبارات، آدم شيف، والشؤون الخارجيّة، إليوت إنغل، ولجنة مراقبة السُلطة التنفيذيّة في مجلس النواب تحقيقا لكشف معلومات تتعلق بضغط ترامب على نظيره الأوكراني لإلحاق ضرر بنائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، الذي لا يزال يعتبر المرشح الأوفر حظا لتمثيل الحزب الديموقراطي في الانتخابات الرئاسية في العام 2020 في مواجهة ترامب، على أن يكون ذلك شرطا لتلقي المساعدات العسكرية.

وتعتبر أهمية الجلسات العلنية بأنها مرحلة متقدمة في تحقيقات عزل الرئيس، بعد أن استخلصت اللجان المعنية الأدلة الكافية وراء الأضواء.