وانتصرت إسرائيل في معركة ذات العجول

تابعنا على:   22:31 2019-10-29

صالح الهمص

أمد/ كثير هي المعارك التي خاضتها السلطة الفلسطينية مع دولة الكيان وخرجت منها السلطة باقل من خفي حنين
في معركة ذات المقاصة وقف عباس وامسك السيف وأعلن للجميع انه لن يستلم المقاصة الا اذا أوقفت دولة الكيان خصم الأموال التي كانت تخصمهما من أموال المقاصة والتي كانت مخصصة لأهالي الأسري والشهداء
فما الذي حدث ؟
بعد عدة أشهر من الرفض وما رافق ذلك من امتناع عن استلام المقاصة دخل عباس ومن خلفه حسين الشيخ من الشباك ولم يدخل من الباب واستلم المقاصة ولكن بطريقة ملتوية وفيها كثير من الفذلكة والفهلوة السياسة فلم يتم استلامها بصورة مباشرة بل اتفاقية تبادل خصم مخصصات الكهرباء التي كانت توردها السلطة بالإضافة الي ضريبة المحروقات وبقي الخصم من قبل دولة الكيان ولم ترجع أموال المقاصة كاملة وبقي الثابت الوحيد عند عباس وهو وقف رواتب الجرحي الأسري والشهداء وحرمان أسرهم من هذا الراتب
اما عن معركة ذات العجول فحدث ولا حرج فقد امتشق محمد شتيه رئيس وزراء عباس سيفه وأعاننا للجميع بوقف استيراد العجول والإبقاء من الجانب الإسرائيلي وان لدي السلطة مخزون يكفيها لمدة ثلاثة أشهر وأنها ستبحث عن بدائل سواء من مصر أو من غيرها لتكون بديلا العجول الإسرائيلية
ولكن ما والذي حدث ؟
لوبي العجول من الطرفين حاول الضغط وبقوة لإيقاف هذا القرار ويحسب لمحمد شتيه تمسكه بوقف الاستيراد لآخر لحظة ولكن لوبي التجار وأصحاب المصالح في جانب السلطة سواء كان بوزير الشئون المدنية حسين الشيخ أو ماجد فرج مسئول المخابرات حاول وبكل قوة كما تقول الأنباء لإبطال قرار شتيه ويبدو أنه نجح اخيرا
وما تحدثت عنه الأنباء اليوم من موافقة السلطة علي استئناف استيراد العجول مرة اخري لهو مؤشر علي حالة الوهن والضعف وانحراف البوصلة التي تعيشها السلطة الفلسطينية
فمن حلم إقامة الدولة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين تقزم المشروع الفلسطيني ليصبح صفقة هنا أو هناك لأصحاب المصالح
لقد انتصرت دولة الكيان في معركة ذات العجول وفي الوقت الذي يحيى فيه الشعب الفلسطيني ذكري وعد بلفور المشئوم لتنبهنا ان من اعطي الوعد لدولة الكيان وكان لا يملك وأعطاه لمن لا يستحق يوجد من هو أسوء منه الان علي الساحة الفلسطينية فهو لم يعط دولة الكيان فقط بل أصبح خادما لمصالحها التجارية أيضا
هنيئا لكم أصحاب العجول علي نصركم في هذه المعركة ولكن لا تحدثونا عن الثوابت أو القدس فهي بالنسبة لكم اقل من مزرعة عجول عندكم ممتلئة بالعدول الإسرائيلية

اخر الأخبار