بالصور .. غزة: اللجنة الشعبية للاجئين تنظم ندوة سياسية حول صفقة ترامب وتفويض الوكالة

تابعنا على:   14:06 2019-10-23

أمد/ غزة: نظمت اللجنة الشعبية للاجئين مخيم البريج ندوة سياسية بعنوان صفقة ترامب وتداعياتها على القضية الفلسطينية وتفويض الوكالة والدعم المالي لها في صالة نادي خدمات البريج.

وقد استضافت اللجنة الشعبية الدكتور فوزي عوض المحاضر الجامعي والباحث والمختص في شؤون اللاجئين للحديث عن تفويض الوكالة والدعم المالي لها، والأستاذ جمال البابا رئيس دائرة المفاوضات في دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني التابعة للمنظمة بحضور عدد كبير من الشخصيات الوطنية والمجتمع المدني والمحلي ومخاتير ووجهاء المخيم وقادة الفصائل الفلسطينية التابعة للمنظمة وبعض من قادة العمل النسوي.

حيث ادار اللقاء إبراهيم وشاح عضو اللجنة الشعبية للاجئين مخيم البريج ومسؤول دائرة الشباب والرياضة في اللجنة، ثم تحدث عن ممهدات صفقة ترامب التي اصبحت ملامحها واضحة مؤكداً على التحرك الشعبي الجماهيري بجانب التحرك السياسي، لنقف ونسمع صوتنا عالياً لكل العالم بأننا متمسكون بحقوقنا الوطنية وعلى رأسها حق العودة، مؤكداً على ان هذه الندوة ضمن سلسلة من الفعاليات تقوم بها اللجنة الشعبية بالبريج والتي تهدف لحشد قوى أبناء شعبنا عامة للوقوف ضد كل المؤامرات والتحديات التي تواجه قضيتنا الفلسطينية مشيراً لأهم الآثار المتوقعة على هذه الصفقة من أبرزها ضم القدس لدولة الاحتلال ،وشطب قضية اللاجئين، وتحويل القضية الفلسطينية لقضية انسانية تهتم بتحسين الوضع المعيشي للفلسطينيين.

ومن جانبه قال الدكتور جمال البابا خلال حديثه عن صفقة ترامب وتداعياتها على القضية الفلسطينية بأن القضية الفلسطينية تمر في منعطف خطير وهناك العديد من المؤامرات التي ربما تؤدي الى انهاء القضية بطريقة لا تتوافق مع مشروعنا الوطني وثوابتنا الوطنية ، مؤكداً على ان الصعوبة في الحل السياسي للقضية الفلسطينية يكمن في تفرد الولايات المتحدة الامريكية بملف القضية وعدم وجود تحفيز دولي لحل القضية حيث انها لا تسمح لاحد بالتدخل بهذا الملف الا بالقدر الذي يحقق مصالحها ، مضيفاً بأن إسرائيل مقتنعة من وجهة نظرها بأنها بقوتها العسكرية وعلاقتها الدولية مع الدول المؤثرة والاعلام الغربي المنحاز لها واللوبي الصهيوني المؤثر لديها القدرة المطلقة على حل القضية الفلسطينية بطريقة تعكس مصالحها الحيوية .

وتحدث ايضاً عما يحدث بالساحة الفلسطينية بطريقة مباشرة مشيراً الى عدم قدرة الفلسطينيين ارغام إسرائيل بالتعامل بجدية مع الجانب الفلسطيني والعودة الى مفاوضات جادة في سبيل التوصل لاتفاقيات بين الطرفين تستند الى القوانين والقرارات الدولية وذلك بسبب الانقسام الفلسطيني والأطراف الخارجية التي تحاول ان تجد نفسها بديل عن القيادة الفلسطينية، للتحدث مع إسرائيل مما أدى الى عدم اهتمام إسرائيل للواقع الفلسطيني حيث كان منذ عشرات السنوات قضية فلسطين ضمن الأولويات لديهم والان اصبح الملف الإيراني ثم ملف الإرهاب ويأتي ثالثاً الملف الفلسطيني .

واستكمل حديثه ان إسرائيل تعتقد الان ان ما يمكن ان تدفعه في مرحلة إدارة الصراع اقل بكثير مما ممكن ان تدفعه في حالة انهاء الصراع وطي الملف الفلسطيني من خلال تنفيذ اتفاق أوسلو وخارطة الطريق ، مؤكداً ان مميزات إدارة إسرائيل للصراع أدى الى مزيداً من الإجراءات الإسرائيلية على الأرض والاستيطان والتهويد حيث هنالك حوالي " 700 الف " مستوطن بالضفة الغربية والقدس ، وايضاً تنكرت إسرائيل لحل الدولتين وتعمل جاهدة على اخراج قطاع غزة من دائرة الصراع ، وبين ان الموقف الإسرائيلي بمجمله من قضايا الصراع اصبح واضح للجميع وأن صفقة القرن أصبحت ملامحها واضحة ايضاً من خلال ماتم ذكره سابقاً وهي تريد حل القضية الفلسطينية بما يتماهى مع الموقف الإسرائيلي وبما يحقق المصالح الحيوية لإسرائيل واكد ان هذه القناعة موجودة لدى القيادة الفلسطيني بكل مكوناتها ، معرجاً على الموقف الأمريكي من هذه الصفقة حيث ان إدارة ترامب أصدرت 11 قراراً معادياً للقضية الفلسطينية وشعبها وهي اكثر من القرارات التي أصدرها نتنياهو ضد شعبنا الفلسطيني بداياً من الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وقطع مساعدات الأونروا ، وازاحة قضية اللاجئين عن طاولة المفاوضات وقطع كامل المساعدات عن السلطة الوطنية ووقف دعم مشافي القدس واغلاق الحسابات المصرفين لمنظمة التحرير واقتطاع حوالي 10 مليون دولار من البرامج الشبابية وطرد السفير الفلسطيني من واشنطن واخرها كان حذف اسم السلطة الفلسطينية من قائمة تعريف المناطق بالشرق الأوسط.

واختتم البابا حديثه بان القيادة الفلسطينية لديها قرار وخطة واضحة للمجابهة وهي خطة طموحة تستدعي توظيف كل الطاقات الفلسطينية لتتصدى للموقف الصهيوأمريكي ، مؤكداً على ان الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام والالتفاف الشعبي حول القيادة الفلسطينية سيكون عثرة في وجه كل من يحاول التأمر على قضيتنا الفلسطينية وسلب حقوقنا المشروعة ،

وحول تفويض الوكالة والدعم المالي لها تحدث الدكتور فوزي عوض عن بداية مشكلة اللاجئين الفلسطينيين منذ نكبة 1948 حيث تم تشريد مليون فلسطيني من منازلهم الى جميع بقاع المعمورة بشكل عام والى أماكن اللجوء الخمس بشكل خاص ، وبناء على القرار 302  تم تأسيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى على ان تكون وكالة متخصصة للاجئين الفلسطينيين ، وذكر انه في بداية تأسيس الوكالة كان يقف المفوض العام لوكالة الغوث امام الجمعية العامة للأمم المتحدة ويقول " لازالت قضية اللاجئين الفلسطينيين لم تجد حلاً عادلاً " وكان يتم تجديد التفويض لها تلقائي ، وفي بداية الستينات عندما بدأت تظهر قضية اللاجئين بشكل خاص والقضية الفلسطينية بشكل عام ولم تجد حلاً سريعاً تم تجديد التفويض كل ثلاث أعوام على ان يتم التجديد بشكل تلقائي.

وتابع د. عوض على انه في الوقت الحالي من يحاول الغاء تجديد التفويض للأونروا هي الولايات المتحدة الأمريكية وهذا حصل بعد ان تبنت أمريكا حل قضية اللاجئين من وجهة نظر الإسرائيليين ، وقال ان المنظور الإسرائيلي لحل قضية اللاجئين يقوم على أساس توطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية وإلغاء تفويض وكالة الغوث وانهاء عملها لأنها الشاهد الوحيد والأخير على حق اللاجئين وذلك من اجل تصفية قضية اللاجئين ، واكد على ان الولايات المتحدة الأمريكية بدأت بتنفيذ الحل لقضية اللاجئين من المنظور الإسرائيلي عندما أوقفت تبرع 365 مليون دولار كانت تقدم للاجئين الفلسطينيين و " 65 مليون دولار " كانت تقدم لتعليم اللاجئين بالقدس عبر وكالة الغوث ، وبدأت تصيغ تعريف جديد عن اللاجئ الفلسطيني .

وأوضح عوض ان الولايات المتحدة الامريكية تزعمت حملة تحريض علنية ضد تجديد التفويض لوكالة الغوث وضد الشعب الفلسطيني، حيث كان سابقاً تجديد التفويض لوكالة الغوث هي مسألة روتينية والأن أصبحت المسألة بحاجة الى اعداد خطط محكمة للوصل لهذه الغاية مشيراً الى انه في منتصف شهر نوفمبر من العام الحالي سيتم التصويت بالجمعية العامة للأمم المتحدة لتجديد تفويض وكالة الغوث لمدة ثلاث سنوات وتعمل السياسة الامريكية بكل قوتها لمحاولة اقناع المجتمع الدولي التصويت ضد تجديد التفويض للوكالة من منطلق بأن مؤسسة الأونروا هي مؤسسة فاسدة استهلاكية وغير مجدية ولم تقدم حلول وغيرها من المبررات التي تطرحها إدارة ترامب في محاولة منها لطمس قضية اللاجئين الفلسطينيين بما يتناسب مع المصالح الإسرائيلية .

وفي الختام شارك الحضور ببعض المداخلات تركزت معظمها على ضرورة العمل بجدية على حشد الجماهير واستمرار الفعاليات على الصعيد المحلي والخارجي للدفاع عن قضية اللاجئين ، وشكرت اللجنة الشعبية للاجئين مخيم البريج الحضور على المشاركة في هذه الندوة والتي أكدت من خلالها انها ضمن سلسلة فعاليات قادمة ستنفذ من فترة لأخرى .

البوم الصور

اخر الأخبار