اسطورة إعلام الثورة الفلسطينية الكاتب الفلسطيني زياد عبد الفتاح

تابعنا على:   19:19 2019-10-20

سامي ابراهيم فودة

أمد/ إخوتي الأماجد أخواتي الماجدات أعزائي القراء أحبتي الأفاضل فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على سيرة عطرة وذكرى طيبة لرجل من رجالات الوطن, وفدائي من مغاوير الثورة الفلسطينية, وإنسان في كينونته, واجتماعي في علاقاته, ومخلص وجاد في عملة, وصادق في انتماءه وولاءه لوطنه, وأسطورة من أساطير الإعلام الفلسطيني بامتياز,
فهو مدرسة في الصحافة والإعلام وحياته زاخرة بالعطاء والتضحية والفداء لقضية شعبه العادلة، مدافعاً صلباً عن المشروع الوطني, ذو شخصية وطنية وقيمة عالية وقامة إعلامية وفكرية وثقافية وأدبية وشعرية سامقة ومنارة من منارات الفتح العملاقة وعلماً من أعلامها يستحق منا كـل الاحترام والتقدير,
تلاقتْ في شخصيته التراكمية كلُّ تلك الصفات مجتمعة، والتي نادراً ما تلتقي في الذات الواحدة ,فالحديث هنا عن حياة ومسيرة هذا القائد المناضل الإعلامي المخضرم والذي تشرفت بمعرفتي به وسعدت برؤيته والاستماع له في مقر نقابة الصحفيين الفلسطينيين في اللقاء الاسبوعي والذي جاء بعنوان تجربة صحفي لن أوفيه ولن اعطيه قدر حقه, انه الكاتب والمفكر والإعلامي والأديب والروائي الفلسطيني الكبير,زياد عبد الفتاح,
ولد الكاتب والإعلامي والروائي المرموق زياد عبد الفتاح الهيجر بتاريخ 1939م في مدينة طولكرم بفلسطين مسقط رأسه وقد نشأ في كنف أسرة فلسطينية مناضلة محافظة على تقاليد المجتمع الفلسطيني وملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي وترجع أصول جذور عائلته إلى مدينة طولكرم ,فهو متزوج وأب وله من الأبناء" بنت "وعائلته الكريمة تتكون من الوالدين والذين هم في ذمة الله وله من الأخوة اثنين ومن الأخوات اثنتين وأكبرهن قد وأفتها المنية,
تلقى تعليمه الدراسي والابتدائي والاعدادي في مدرسة- صدى الفاضلية مدينة طولكرم وأنهى دراسته الثانوية فيها وقد عمل بعدها لمده ثلاثة اعوام في أريحا ثم في نابلس ثم في مخيم طولكرم وقد حصل على دبلوم في التربية وعلم النفس أثناء عمله كمدرس، وانتسب لكلية الحقوق في دمشق ثم جامعة عين شمس كلية الحقوق في القاهرة عام 1975,حيث تخرج منها أثناء عمله كمدير عام لوكالة 'وفــا' عام 1975,
استضافت نقابة الصحفيين الفلسطينيين في غزة المؤسس الأوّل لوكالة الأنباء الفلسطينيّة الرسمية "وفا" الكاتب والإعلامي الأديب/ زياد عبد الفتاح الهيجر المكنى بـ"أبو طارق" وذلك اليوم الخميس الموافق 17\10\2019في تمام الساعة 11صباحا,بحضور نائب نقيب الصحفيين الدكتور/ تحسين الأسطل، وعضو الأمانة العامة/ بسام درويش، والعديد من الكتاب والصحفيين وخلال هذا اللقاء والذي جاء تحت عنوان تجربة صحفي, وقد استعرض تجربته الإعلامية بشكل مقتضب لضيق عامل الوقت من بداية انطلاقته نحو العمل الإعلامي في كتابة القصة القصيرة حتى يومنا هذا أمام الصحفيين والكتاب, معرجاً على محطات عديدة مضيئة ومشرقة في حياته الإعلامية, وعلى الرغم من الإمكانيّات المتواضعة لتلك المرحلة إلا أنه استطاع بمساعدة مجموعة من زملائه أن يجعلوا للقضيّة الفلسطينيّة محطة اهتمام من خلال توثيق المعلومات وجمعها لتكون مصدر ثقة في تلك المرحلة,
وإليكم محطات مضيئة ومشرقة في حياة ومسيرة الإعلامي القدير الكاتب والأديب والروائي/ زياد عبد الفتاح "أبو طارق"
- انتسب لحركة 'فتح' عام 1967 وقضى فترة قصيرة نسبياً في الاغوار وعمان قبل أن يطلب إليه الذهاب إلى القاهرة للمشاركة في تأسيس اذاعة العاصفة.
- عمل كادراً رئيسياً معلقاً وكاتباً وعضواً في قيادتها التنظيمية.
- عام 1971 طلبت القيادة اليه المشاركة في تأسيس اذاعة درعا وبعدها بشهور الانتقال الى بيروت للعمل في الاعلام حيث عمل مراسلاً للإذاعات الفلسطينية ومحرراً وكاتباً في مجلة فلسطين الثورة.
- عام 1972 بدأ العمل على تأسيس وكالة الأنباء الفلسطينية 'وفــا' من الصفر حيث كان ومجموعة الشباب الذين يعملون معه يقومون بإصدار النشرة ابتداء من كتابتها على الآلة الكاتبة وحتى توزيعها.
- في 5/6/1972 قررت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رسمياً جعل وكالة 'وفــا' ناطقة باسمها كمؤسسة من مؤسسات الاعلام الموحد. وكان زياد عبد الفتاح أول رئيس تحرير لها بقرار من اللجنة التنفيذية.
- عام 1972 أسندت إليه بالإضافة لرئاسة التحرير الادارة العامة للوكالة فكان أول مدير عام لها كذلك.
- في عام 1974 رافق زياد عبد الفتاح القائد الشهيد الرمز ياسر عرفات الى الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك كمسؤول عن الفريق الاعلامي الفلسطيني.
- شهد كل المواقع والحرب الاهلية في لبنان وخاض معارك الدفاع عن الثورة.
- في عام 1982 دعا زياد عبد الفتاح الكتاب والصحفيين الفلسطينيين واللبنانيين والعربُ الذين تواجدوا في بيروت أثناء حصارها الى اجتماع عام خرجوا اثناءه بعدد من القرارات: تنشأ بموجبها جريدة يومية باسم 'المعركة' واذاعة جوٌاله تطوف المحاور، بالإضافة الى فرق صغيرة تذهب الى الصامدين في الملاجئ كي ترفع من روحهم المعنوية. وكان المغني المصري عدلي فخري أحد الابطال الذين عملوا بلا كلل في كافة الملاجئ، معرضاً نفسه أثناء تنقلاته للخطر.
- أسند اجتماع الصحفيين والكتاب الذين كان في مقدمتهم الشاعر الكبير محمود درويش والشاعر المقاتل المرحوم معين بسيسو، رئاسة تحرير جريدة المعركة الى زياد عبد الفتاح الذي قام بدوره بكل ما يملك من عزيمه.. وعند الخروج من بيروت خرج بحقيبة يده فقط ، ومن بين الاوراق التي احتوتها الحقيبة مجموعة أعداد جريدة 'المعركة' التي صدر منها على الرغم من القصف والتدمير، وانقطاع الكهرباء، وشح المطابع، ستين عدداً بالتمام والكمال, لقد صدرت المعركة في اليوم الثاني والعشرين للحصار، ولقد إنتهى الحصار بالخروج ابتداء من اليوم السابع والثمانين، وهذا يعني ان خمسة اعداد فقط هي التي سقط اصدارها لأسباب فنية وصعوبات في الطباعة، واحياناً في عدم توفر المحروقات. لم تكن تلك صعوبة فحسب وانما استحالة كاملة.
- في عام 1984 اختير زياد عبد الفتاح نائباً لرئيس تحرير مجلة 'لوتس' الناطقة باسم اتحاد كتاب آسيا وافريقيا، خلفاً للمرحوم الشاعر معين بسيسو وكان رئيس التحرير آنذاك الشاعر الكبير فايز احمد فايز من الباكستان، ثم اصبح زياد عبد الفتاح في عام 1986 رئيساً للتحرير
- في تونس بعد الخروج اعاد زياد عبد الفتاح بناء وكالة الأنباء الفلسطينية 'وفــا' مع رفاقه الذين رحلوا بخبراتهم الصحفية الى تونس، وعندما غادر القائد الرمز ياسر عرفات تونس سراً الى طرابلس عز على زياد عبد الفتاح ان يظل مغلول اليدين في تونس، فغادر بعد ايام الى' ليماسول 'في قبرص ثم الى طرابلس على متن سفينة شحن صغيرة ضاعت في البحر يومين كاملين، وهناك ،في طرابلس قضى ثلاثة أسابيع طلب منه الأخ ابو عمار بعدها العودة لتونس لتنظيم حملة إعلامية إتفقا عليها لمواكبة الصمود الفلسطيني في طرابلس.
- في عام 1994 صدر مرسوم من الرئيس الخالد ياسر عرفات بتشكيل وكالة الأنباء الفلسطينية وكان زياد عبد الفتاح رئيس مجلس إدارتها ورئيس تحريرها برتبة وكيل مساعد.
- في 1996 اصدر الرئيس ياسر عرفات قراراً بإنشاء الهيئة العامة للاستعلامات يقضي بأن يكون زياد عبد الفتاح أول رئيس لها الى جانب عمله رئيساً لوكالة 'وفــا'.
- وفي العام 1997 صدر قرارُ آخر بإنشاء المكتبة الوطنية الفلسطينية وكان زياد عبد الفتاح أول رئيس لها بمرسوم. لكن المشروع توقف بعد ان تنازعته وزارة الثقافة والاعلام، فاعتذر زياد عبد الفتاح وابلغ 'الوالد' اعتذاره مسبباً بأن لديه من العمل ما يكفي واذا كان ثمة جهة اخرى بدأته وتعمل على استكماله فخير وبركة، ولا داعي للدخول عليها.. لكن تلك المكتبة الوطنية لم تقم لها قائمة لأسباب ربما خارجة عن إرادة وزارة الثقافة والاعلام في ذلك الوقت.
- عام 1976 صدرت له عن الاعلام الموحدة مجموعة قصصية بعنوان 'بلاغ خاص لأحد الرجال العاديين' وهي قصص نضالية عن نضال أبطالنا الفدائيين داخل الارض المحتلة.
- عام 1984 صدرت له عن دار العودة مجموعة قصصية قصيرة بعنوان' قمر على بيروت'، جميعها تناولت الحصار وهموم الناس الصامدين ومشاعرهم العاطفية والانسانية.
- في 1986 اصدر مجموعة اخرى بعنوان 'قطة سوداء في الشارع الاخير' تضمنت أعمدة وخواطر وأفكار كان يكتبها يومياً لجريدة المعركة بقلم بهلول، ساخرة احياناً ودامية اخرى، فكانت تسجيلاً لتلك المرحلة.
- عام 1991 صدرت له أول رواية 'وداعاً مريم'.
- وفي عام 2003 صدرت له رواية 'المعبر' التي تناولت المعاناة الفلسطينية على معبر رفح وكل معبر اسرائيلي عنصري آخر.
- عام 2004 اصدر رواية 'ماعلينا' التي تدور أحداثها بعد الخروج من بيروت .
- وقد صدرت الروايتان الاخيرتان عن دار 'الهلال' العتيدة في القاهرة.
وأصدر عبد الفتاح العديد من الكتب، منها: بلاغ لأحد الرجال العاديين 1975، وقمر على بيروت 1982، وقطة في الشارع الأخير 1984، والأسنان البيضاء 1986، ووداعا مريم 1992، والمعبر 2005، وما علينا 2006، ودار الجيش 2010، وورق حرير 2014، والبحر يغضب 2014، والقرى المهجرة 2015.
كل التحية والاحترام والتقدير للكاتب القدير/ زياد عبد الفتاح - اطال الله عمره في طاعته وامده بالصحة والعافية
التحية والتقدير لكل الصحفيين والإعلاميين والكتاب الفلسطينيين والعرب

اخر الأخبار