لتتضافر الجهود الإعلامية والشعبية لدعم أسرانا البواسل وأسيراتنا الماجدات

تابعنا على:   16:48 2019-10-20

محمد حسن أحمد

أمد/ نستذكر شهداءنا الأبرار والأكرم منا جميعًا، وفي ذكرى استشهادهم نستلهم روح العطاء والفداء، فهم من بذلوا حياتهم ليحيا الوطن بكرامة وعزة، لذلك نقول عهد الشهداء ، كما نقول عهد الأسرى الذين يقبعون في سجون الاحتلال، فأسرانا ضمير الوطن وصوت الوطنية الهادر الذي لا يخبو يومًا، فقد صنعوا ثقافة للأجيال وقدوة للقادة، فهم الشهداء الأحياء الذين يحدوهم الأمل لغدٍ مشرقٍ لفلسطين الحرة كاملة السيادة، وهم من يعيشون فينا وبيننا، كما أن الوطنية تسكنهم وهؤلاء الفرسان يخوضون معركة التحدي ضد السجان فهم يسجنون السجان بعنفوانهم وعزتهم، عزة رجال وماجدات فلسطين، فقضية الأسرى ليست قضية طارئة أو عابرة، إنما هي قضية شعب لم تخلُ عائلة إلا ولها امتداد من الأسرى والأسيرات الذين ينزفون ألمًا وهم قابضون على الجمر ويدفعون في كل لحظة ضريبة الكرامة والعزة لفلسطين الوطن والهوية وهاماتهم عالية وإرادتهم لن تلين، أفنوا زهرة شبابهم في أقبية السجون الصهيونية في ظل الإهمال الطبي لهم والإمعان في إلحاق الأذى النفسي والجسدي بهم.

في حملة مسعورة من قادة الاحتلال الذين يدركون أن مقولاتهم الكبار يموتون والصغار ينسون فوجدوا أن المعادلة قد قُلبت وأن الصغار من تمسكوا بالعهد وبسلامة الهدف وتحديد بوصلة الصراع ، ووفاءً لأسرانا البواسل وأسيراتنا الماجدات حريٌّ بنا أبناء الشعب الفلسطيني أن نتذكر من صاغ وثيقة الأسرى للمصالحة الوطنية هم أسرانا البواسل وأسيراتنا الماجدات، فالهم الوطني يسكن قلوبهم وحالة الانقسام يعيشون مرارتها وهم في أقبية السجون، والسؤال هل ما نقوم به يرتقي للوفاء لأسرانا؟ بالتأكيد أن قضية الأسرى حاضرة بيننا إلا أن المطلوب تسليط الأضواء إعلاميًا بكثافة في كافة منابرنا الإعلامية بشكلٍ عام لفضح ممارسات الاحتلال وجرائمه ، ونسترشد بموقف السيد الرئيس "أبومازن" رئيس دولة فلسطين الذي تحدى حكومة الاحتلال معلنًا أن الإرادة الوطنية الفلسطينية لن تكسر ولن تثنى عندما قال وفعل بأن مخصصات ذوي الشهداء والأسرى لن تُمس والأولوية لهم ، فكثير من أسرانا يتهددهم خطر الموت من الأمراض والإهمال الصحي وسياسة القمع والتنكيل والعزل والاعتقال الإداري إلى آخره من أشكال العنصرية والجرائم.

ونسجل في هذا المقام التقدير لوزارة الأسرى والمحررين في المبادرة لتدويل قضية الأسرى في المؤتمر الدولي الأول لمناصرة الأسرى الفلسطينيين والعرب الذين نظم بدعوة وإشراف الوزارة بتاريخ 24/11/2009م في مدينة أريحا ؛ لتحريك الساحات الدولية والإقليمية لإلزام إسرائيل بالقوانين الدولية المتعلقة بالأسرى السياسيين وتطبيق اتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة على الأسرى، كما دعم الرئيس "أبو مازن" في العام 2012م تبني عقد مؤتمر دولي للأسرى الفلسطينيين تنفيذاً لقرار القمة العربية في بغداد وليبيا، وفي السياق ذاته في 25/10/2010م تبنى مجلس الوزراء الفلسطيني في جلسته المنعقدة بتاريخ 25/10/2010م التوجه إلى الأمم المتحدة؛ لإصدار قرار بإحالة قضية الأسرى الفلسطينيين إلى محكمة العدل الدولية لطلب رأي استشاري حول الوضع القانوني لهم، وفي مقر الأمم المتحدة في فينا عاصمة النمسا بتاريخ 7/3/2011م عقد مؤتمر حول قضية الأسرى بحضور ومشاركة أكثر من مائة دولة وعدد من مؤسسات حقوق الإنسان وخبراء في القانون الدولي.

وأمام التحركات والجهود الرسمية المقدَرة، إلا أننا بحاجة ماسة إلى تفعيل الجهود الشعبية والفصائلية والإعلامية لتتكامل مع الجهود الرسمية وفاءً لأسرانا الذين ينزفون معاناة في معركة صراع الإرادات مع تحرك عقارب الساعة.

التحية لأسرانا البواسل ولأسيراتنا الماجدات ، وإن الفجر آتٍ والنصر بإذن الله حليف شعبنا.

اخر الأخبار