وااا ضرطتاه

تابعنا على:   08:32 2019-10-17

نصار جرادة

أمد/ أصرخ بها حزينا متألما آسفا مشفقا على حالي البالي الذي يجتر شبيهاتها لغة واصطلاحا عند الزنقة والحنين للماضي وانكشاف العورة والتغني الفارغ بالأمجاد ، فلم تعد خلايا أنفي الحسية الواهنة المشوهة بقادرة فعليا على تنسم روائح دجل تاريخي أشبعت به مبكرا ، أعني منذ سنوات الطفولة والدراسة المبكرة في مدارس الحشو والحفظ والتلقين والقولبة واغتيال العقل .
لما سبق وغيره لم تعد خلايا أنفي الرقيقة الواهنة التي أدمنت مرغمة تنشق زيف ودجل تاريخي رخيص ، وكذا قبح روائي مٌجّمل ومزين غير مجاني وغير بريء بقادرة بسهولة على تمييز كذب أبيض بريء من كذب أسود مغرض لعين أو التفريق بين غث وسمين رغم أنها قد بلغت من الكبر عتيا وقرونا مديدة كالحة ، وكذا التفريق بين روائح حقيقة قاسية جارحة مؤلمة ، علاجية ومفيدة في آن ، وروائح حماسة شعرية مضروبة لأبي تمام ، منتهية الأجل والصلاحية ، روائح تسللت إلى روحي ومداركي ولا زالت عالقة بهما منذ الصبا الأول ، روائح أورثتني انتعاش زائف و وهم تاريخي مسكر عمره ألف عام ونيّف ، انتعاش زائف لا يغادر مخيلتي البدائية إلا ليسطو على وعي الواهن السقيم ليخطفه حينا ويتبول عليه ويتبرز كيفما شاء و وقتما شاء ، وفقا لظروف اقتضاء الحاجة وما ارتبط بها أو أستجد عليها من أحوال ومتغيرات ...!!
وكلما أوغلت أكثر في القراءة والبحث الاطلاع ازداد قرفي ونفوري من تاريخي ورموزه وكتابه في آن ، وحزني وإشفاقي على ذاتي الكالحة القميئة المتهالكة ، فمنذ احتلال ( فتح !! ) عمورية - البلدة البيزنطية الصغيرة المندثرة تماما والمتلاشية والتي أضحت في اللاوعي والوهم التاريخي المضخم عامدا حاضرة كبرى ، ذات قيمة وشأن – بجيش جله من الترك الأغراب المستقدمين من بلاد ما وراء النهر ( كازخستان وأوزباكستان وتركمانستان وقرغيزيا حاليا ) بدواع أخرى غير معلنة أو ظاهرة وفي إطار الصراع العالمي الدائر حينها وأنا متخم ومنتش ، عار تماما من يقيني ولاه عن نفسي ، لا أدري على وجه اليقين كحنبلي مصلوب موؤود ومجلود ، أأنا فاعل حقا أم مفعول ، غاصب أم مغتصب ... !!
فقد كان الدجل المختلط بالمقدس متحفزا دائما ، حاضرا وجاهزا وقويا لإسناد المؤلف وناقل الرواية المغرضة من جيل لجيل ، لأن الاستبداد ساد وعم وغاب الوعي والعقل والمنطق !!
ولم يكن من الضروري أن تكون تلك السبية الهاشمية المتخيلة المضطهدة معروفة أسما أو رسما أو موجودة فعلا وواقعا لتخبر بالحقيقة وتكذب مزاعم الزاعمين وكذا من سباها أو لطمها أو اغتصبها من عوام الروم الافتراضيين !!
وغابت الحقيقة من يومها بين ثنيات التاريخ الغابر ( الزاهر ظاهرا ) وتوارت ، ولكن هيهات ... فذلك صائر إلى حين !!
وأفلت الطاغية المستبد الجبري الطيني الأمي ثامن المجرمين العباسيين حفيد السفاح المبيح المبيّر أبو العباس ، وارث حكم القطيع ( نحن ) الغضوب وائد حريتي الذي لا يبالي من قتل ولا ما فعل ، الكافر بجل القيم الإنسانية والمؤمن فقط بجدوى استعمال السيف القاطع المضمخ بدمي ، أفلت من يد العدالة وحساب التاريخ برواية تجميلية صغيرة صاغها وأخرجها مؤرخ منافق مغرض مرتزق دجال كما أفلت إلى حيّن من حساب الله الواقع حتما والآتي من خُلق من مارج من نار ...!!

اخر الأخبار