صفحة المنسق ذراع ناعم للاحتلال ووجه آخر للشاباك

تابعنا على:   10:03 2019-10-16

محمود مرداوي

أمد/ الإنذار المبكر يقع في قلب النظرية الأمنية، بحيث لا يستغني العدو في كل المراحل عن المعلومات البشرية ، فمهما امتلك من التكنولوجيا وأدواتها المتنوعة والمتعددة لا يستغني مطلقاً عن المعلومات التي يُحصلها من البشر بطرق متعددة .
حاجته للمعلومات ولأهمية دورها في ترسيخ الاحتلال ووأد الحلم الفلسطيني في مواجهة هبات وانتفاضات الشعب الفلسطيني ومحاولاته المستمرة في نضاله الطويل المتواصل لاستعادة حقوقه .
هذه المعلومات يحصل عليها بوسائل يخدع فيها الفلسطينيين، وكلما كُشفت طريقة شكلت ثغرة نفذ منها وحصل على معلومات من فلسطينيين أدت لقتل مجاهدين أو قصف مواقع للمقاومة فيها مقدرات مهمة بحث عن وسيلة أخرى بطريقة مختلفة لإيقاع أبناء الشعب الفلسطيني في حبائل شره ومخططاته الإجرامية.
وما صفحة المنسق إلا ذراع ناعم للاحتلال ووجه آخر للشاباك وممر موصل إلى التهلكة وإيقاع المصائب والضرر للشعب ومصالحه .

لقد مثل المنسق وكل الأدوات التي تنبثق عن هذا الموقع بأشخاصها وعناوينها لغماً عاثت فساداً وأسفرت في حالات عدة إلى وقوع بعض الفلسطينيين في شرك وفخاخ المنسق وأعوانه .
لقد شكل المنسق في بيت إيل حكومة ظل تولت نزع الصلاحيات من السلطة ومزاحمتها في التواصل مع الشعب مباشرة لاعتبارات سياسية وأمنية قاتلة في الضفة الغربية، ثم ما أن لبثت وابتكرت الصفحة وأدواتها أساليب مختلفة في غزة لكنها تسعى لتحقيق نفس الهدف والغاية المتمثلة بكسر الحاجز المعنوي الفاصل ما بين الغزي المحاصر والاحتلال المحاصِر القاتل المجرم 
ثم محاولة ربط حياة الفلسطينيين الضرورية بالتواصل مع مكتب المنسق لتجاوز الجهات الرسمية بهدف ابتزاز أصحاب الحاجات الملحة من خلال الاتصال المباشر إن كان في مجال فرص العمل والعلاج والتعليم والسفر كما هو الحال في الضفة وغزة ، في خضم هذا التواصل ومحاولة الاختراق بأساليب شتى يهدف لجمع المعلومات عن المقاومة وقراءة التوجهات لبناء تقديرات موقف متعلقة بالحرب وتوقيتها، إضافة لاستمزاج الرأي العام من القضايا الحياتية والاجتماعية والسياسية .
إلى جانب التركيز على معرفة ما يدور في الفصائل وعلاقتها وتوجهاتها حول مسيرات العودة وجمع كل المعلومات التفصيلية والشاملة المتعلقة فيها، والعائلات وعلاقتها فيما بينها ودور الوزارات ونسبة الرضى والغضب منها .
إن الاتصال مع المنسق هو صورة من صور الابتزاز التي تؤدي في بعض الحالات لنتائج وخيمة ، يكفي وقوع قلة من الناس في شرك هذا الابتزاز تؤدي إلى قتل مجاهدين مناضلين انبروا وقدموا أوقاتهم وأموالهم وأرواحهم في سبيل الوطن، كما أن التواصل مع المنسق وأدواته قد يؤدي في المستهين إلى السقوط الأمني أو الاخلاقي ، وقد تمثل المعلومات التي يدلي بها لشعرة تقصم ظهر البعير باتجاه قرار صهيوني يؤدي لإراقة دماء الفلسطينيين بغزارة.

اخر الأخبار