ما يحتاجه الواقع السياسي العربي في مواجهة الانحطاط

تابعنا على:   15:04 2019-10-15

محمد جبر الريفي

أمد/  الواقع السياسي العربي الآن محتاج إلى دولةوطنيةقومية كقاعدة انطلاق تحررية لاستنهاض الجماهير العربية التي وصلت إلى مرحلة الإحباط واليأس وعدم اللامبالاة مما يجري في المنطقة من فوضى سياسية وامنية وذلك بسبب انهزامية النظام العربي الرسمي بكل أطرافه دون استثناء وعجزه المتواصل عن تحقيق أدني صور الوحدة والتضامن مع قضايا الأمة القومية الأساسية المركزية كالقضية الفلسطينية التي تراجعت اولويتها عند بعض الأقطار العربية فأخذت تنسج العلاقات التطبيعية مع الكيان الصهيوني قبل التوصل إلى تسوية سياسية عادلة لها تلبي مطالب الشعب الفلسطيني في التحرر والاستقلال الوطني. .وكذلك الحاجة ماسة للدولة الوطنية القومية قاعدة الانطلاق لمواجهة ما يخطط للمستقبل العربي من تبديد الهوية القومية بدعم النزعات والنعرات الانفصالية العرقية والطائفية والجهوية بهدف خلق شرق أوسط جديد يرسم سياساته الإقليمية والدولية التحالف الأمريكي الامبريالي الصهيوني الرجعي...الواقع السياسي العربي محتاج الآن أكثر ما يكون إلى قائد قومي تقدمي ليقود النضال العربي في وقت خلت الساحة العربية تماما من قادة وطنيين كبار تلتف حولهم الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج رافعين راية الوحدة والحرية والاشتراكية تلك الأهداف السياسية التقدمية التي شكلت برنامج لحركة التحرر العربية في مرحلة الخمسينات والستينات وبتراجعها أنتعشت القوي الظلامية التكفيرية والرجعية العربية ذلك أنه لم يعد الآن في العالم العربي قائد كبير يقف في مواجهة التدخل الاقليمي والدولي ويعيد للدور القومي العربي فاعليته في السياسة الدولية كما كان الحال في مصر ايام الفترة الناصرية فكل الحكام العرب اليوم في سلة واحدة من الضعف وعدم القدرة على صناعة الأحداث أو التأثير في مسارها حيث ليس لهم مكانة كبيرة في السياسة الدولية بل هم مجرد أدوات تنفيذية تربط بلدانهم علاقات التبعية لتحقيق أجندات خارجية مما أفقد القضايا العربية تأييدها الدولي الكبير فأصبحت قضايا مزمنة تبحث عن حلول سياسية فلا تتوصل اليها وهو الأمر الذي جعل العديد من البلدان العربية بيئة صالحة لنمو الصراع الداخلي على السلطة السياسية . ..الواقع السياسي العربي محتاج إلى تجديد في بنية اليسار العربي الذي أصبح أغلب صفوف تنظيماته خليطا طبقيا مشوها انتعشت فيه الانتهازية اليسارية والنفعية والشللية الحزبية والركض وراء سياسة المصالح بعيدا عن الالتزام بالمبادىء والايدولوجيا الثورية جريا لتحقيق مكاسب تنظيمية وفئوية مسايرة لما تمارسه قوى اليمين العربي التي تميل إلى التكيف دائما مع السياسات الغربية ..

اخر الأخبار