بعد سحب أمريكا قواتها من سوريا لماذا أثار القرار خوف فرنسا وبريطانيا؟

تابعنا على:   21:00 2019-10-14

أمد/ واشنطن: بدأت الولايات المتحدة صباح الاثنين سحب قواتها من مناطق الشريط الحدودي مع تركيا في شمال سوريا، ما يفتح الطريق أمام تنفيذ أنقرة تهديدها بشنّ هجوم ضد المقاتلين الأكراد. لطالما لوّحت به.

ودافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن موقفه، معتبراً أنه على الأطراف الضالعة في النزاع السوري أن "تحل الوضع"، وآن الأوان للخروج من "هذه الحروب السخيفة".

وكتب المتحدث الإعلامي في قوات سوريا الديموقراطية مصطفى بالي على تويتر، "لا نتوقع من الأمريكيين حماية شمال شرق سوريا. لكنهم مدينون للناس هنا بتفسير حول اتفاق الآلية الأمنية (الحدودية) وتدمير التحصينات وفشل الولايات المتحدة في الإيفاء بتعهداتها".

كما أعلن عن هذا القرار الرئيس الأمريكي  دونالد ترامب في تغريدة جاء فيها: "لقد هزمنا تنظيم الدولة، وهو السبب الوحيد لوجود (القوات الأمريكية) في سوريا خلال رئاستي".

المتابع للتطورات يجد أن نفوذ واشنطن انحسر على الأحداث في سوريا ناهيك عن فشل السياسة الأمريكية المتمثلة في منع الأسد من إعادة تأكيد سلطة الدولة على المناطق التي خسرتها خلال النزاع المستمر منذ أكثر من ثماني سنوات مع مقاتلي المعارضة الذين يحاولون إنهاء حكمه.

وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر أوضح أن سببا آخر لهذا القرار الأمريكي يعود إلى أن قوات سوريا الديمقراطية، حليفة واشنطن، تتطلع إلى إبرام اتفاق مع روسيا وسوريا للتصدي للهجوم التركي.

وبعد قرار ترامب قد لا تجد فرنسا أمامها من خيار سوى سحب قواتها من التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية .

ورغم أن الحكومة الفرنسية لم تؤكد رسميا وجود القوات الخاصة في سوريا، إلا أن الرئيس ايمانويل ماكرون اعترف ضمنيا بوجودهم هناك عقب اجتماع مع مسؤولي الدفاع الفرنسيين الاحد.

وحسب بيان للرئاسة الفرنسية عقب اجتماع لمجلس الدفاع والأمن القومي في باريس برئاسة ماكرون ذكر أنه سيتم اتخاذ اجراءات "لضمان سلامة العاملين الفرنسيين العسكريين والمدنيين الموجودين في المنطقة".

وبدأت القوات الفرنسية سحب قواتها من سوريا فعلياً.

وتساهم باريس في نحو الف جندي في التحالف في سوريا والعراق، وتقول مصادر عسكرية إن من بين هؤلاء نحو مئتين من عناصر القوات الخاصة في شمال سوريا.

مصدر دبلوماسي فرنسي يقول "لم نخف مطلقا حقيقة أن الدول التي لها وحدات عسكرية صغيرة لن تكون قادرة على البقاء في حال انسحاب الولايات المتحدة".

أما الحكومة البريطانية تقول إنها مستمرة في حربها ضد "داعش" الإرهابي في سوريا حتى ضمان هزيمة التنظيم بشكل كامل، جاء ذلك بعد ساعات من إعلان الولايات المتحدة سحب قواتها من سوريا.

و ذكر بيان للحكومة البريطانية، نشر على موقعها الإلكتروني الخميس الماضي، أن "المملكة المتحدة مستمرة في العمل مع الدول الأعضاء بالتحالف حتى تحقيق ذلك الهدف"، مشيرا إلى تصريح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأن إعلان سحب قوات بلاده من سوريا "لا يؤشر على نهاية التحالف الدولي ضد داعش أو الحملة ضد التهديد الذي يمثله".

وأكد البيان، أن "بريطانيا ستعمل مع دول التحالف لحرمان داعش من الأرض وضمان هزيمته الكاملة، والعمل إلى جانب الشركاء الإقليميين المهمين في سوريا وغيرها".

وأكدت الحكومة البريطانية، أنه "يتبقى الكثير للقيام به، ويجب ألا نغفل التهديد الذي يمثله داعش حتى وإن فقد السيطرة على الأرض".

تلك القرارات تتيح لنا التساؤل ..

هل الرئيس ترامب بقراره المفاجئ بالانسحاب من شمال سوريا يستدرج  الرئيس التركي، إلى مصيدة بالغة الخطورة، قد يصعب الخروج منها، تمامًا مثل المصيدة السعودية في اليمن، والأمريكية في أفغانستان والعراق؟

كلمات دلالية

اخر الأخبار