كيف أسعد سعيد الفلسطينيين

تابعنا على:   09:55 2019-10-14

خالد معالي

أمد/ ضجت وسائل التواصل الاجتماعي الفلسطيني على مختلف مشاربها،  بالتهنئة والفرحة بفوز قيس سعيد بالانتخابات الرئاسية التونسية، وهو ما يشير الى ان الرأي العام الفلسطيني قد أجمع ولاول مرة على أمر محمود.

ما سبب سعادة الشعب الفلسطيني بفوز سعيد؟! انها التجربة الديمقراطية في تداول السلطة بشكل سلمي دون قتل وتعذيب ومجازر جماعية في ميادين عامة، ووضع الاف في السجون، وهدر طاقات البلاد والعباد في التنازع والتناحر على الكرسي وتسلم السلطة.

فرح الشعب الفلسطيني خاصة من فتح وحماس، لان سعيد أسعدهم بتصريحاته التي اعتبر فيها ان التطبيع خيانة عظمى، وهو ما اقلق الاحتلال وقوى الثورة المضادة، وأحرج من يقول ان زيارة السجين لا تعتبر تطبيع، كون المقارنة لا تصح واستخفاف بالعقول، ففرق كبير بين فعل بالاكراه لا مفر منه، وبين فعل بالايجاب وعن رضا.

سعد الفلسطينيون وانتابتهم سعادة غامرة، كون الرئيس الجديد لديه رؤية وخطة للانطلاق بتونس ودعم القضية الفلسطينية التي نسيتها دول كثيرة، وما عادت تكون ضمن اولياتها، او على اجندتها، فجاء سعيد ليصحح البوصلة.

مخاوف مشروعة من انقلاب الثورة المضادة على سعيد كما انقلبت على مرسي، كون المعركة لم تحسم بعد، وان كانت الثورة المضادة قد حققت هدفا وتقدما، في مرمى حرية الشعوب وطموحها بالتخلص من الحكم المستبد الدكتاتوري.

لكن لو دققنا النظر في ظروف فوز الرئيس مرسي وظروف فوز الرئيس التونسي لوجدناها لا تتطابق، ففشل الثورة المضادة في ليبيا واليمن ومواقع اخرى جعلها تترنح، وليس بالهين عليها انقلاب في تونس يخرب العملية الديمقراطية.

ما يخشاه الحكم المستبد والدكتاتوري والثورة المضادة، ان يكون نموذج تونس المشرق هو محط انظار شعوبها للتخلص منهم، فتداول السلطة هو الاكثر كرها لانظمة الاستبدات والتخلف العربي المقيت.

طبعا الاحتلال قلق من البرنامج الانتخابي لرئيس تونس، فقد ينسحب لاحقا على بقية انظمة العرب في حال تحررها من انظمتها القمعية، وهو ما يعني قرب زوال دولة الاحتلال التي تخاف من ظلها.

تجربة تونس الوليدة ينظر لها 400 مليون عربي بالترحاب، وهي تجربة وليدة لم يشتد عودها، فقد نتفاجئ بهجوم من قوى الاستبداد لوأدها.

هتافات في الشارع التونسي بعد فوز قيس سعيد تطالب بتحرير فلسطين، هي هتافات عفوية، ولكنها لامست قلوب كل الشعب العربي، وهي هتافات ستتحقق قريبا في حال مضي قطار الديمقراطية قدما في كنس الانظمة القمعية.

ما الذي يريده الشعب الفلسطيني وبقية الشعوب العربية؟ باختصار يريدون العيش بحرية وعدم العبودية سواء لمحتل او حاكم ظالم، وكلاهما اظلم من بعضهم البعض، فهل هذا كثير على شعوب عربية كانت قد قادت العالم مئات السنوات؟!

اخر الأخبار