قيادات فتح أمام تحدي الالتفاف حول الحركة ومشروعها الوطني

تابعنا على:   09:39 2019-10-14

لارا أحمد

أمد/ تعيش حركة فتح هذه الأيام على وقع أزمة داخلية حادة جعلت الكثير من التساؤلات تطرح حول مستقبل هذا الفصيل الوطني المقاوم بين من يرى أن في هذه الأزمات العابرة منفعة كبرى للحركة باعتبار أنها تجبرها على تجديد ذاتها وطريقة تعاملها مع التحديات السياسية التي تواجهها بعيداً عن الحلول التقليدية المتبعة، وبين من يراها لعنة تعجل في سقوطها وفقدانها لنفوذها السياسي، تتشابك الأسئلة تعقيداً، وتأخذ الإجابات مسارات مفتوحة لا يمكن التنبؤ بها.
نسلط الضوء في مقال اليوم على الأزمة السياسية التي تمر بها حركة فتح الفلسطينية وأبرز ردود الفعل داخل المطبخ الداخلي لهذه الحركة.
ما لا يمكن إنكاره بأي حال من الأحوال هو أن فقدان فتح لوزنها السياسي ليس حالة حادثة أو غير متوقعة، فالجميع يدرك أن فتح اليوم لم تعد تلك الحركة التي تعلو ولا يُعلى عليها في المشهد السياسي الفلسطيني، لا سيما وأن فصائل مقاومة أخرى استطاعت بفضل عملها الميداني أن تفتك لها مكاناً في السلطة ونقصد بذلك حركة حماس الإسلامية، فمنذ انسحاب فتح من قطاع غزة إبان انقلاب صيف العام 2007 والأزمات تتساقط على الحركة الواحدة تلو الأخرى.
يمكن القول إذاً أن الأزمة الحالية التي تواجهها حركة فتح ليست جديدة أو غير متوقعة، لكن حالة التشرذم التي بدأت شيئاً فشيئاً تسيطر عل قيادات الصف الأول هي التي دقت ناقوس الخطر ولعل الخلاف الحالي بين أبو مازن وبين عضو اللجنة المركزية المطرود محمد دحلان يمثل مرحلة أعلى من الخلاف العلني.
حكماء فتح يدعون للتعقل وتغليب مصلحة الحركة
أشارت تقارير إعلامية كثيرة من مصادر مقربة من فتح أن أصوات كثيرة داخل قيادة الحركة بدأت تتعالى داعية الأطراف المتنازعة للتريث والتعقل خاصة وأن الخلافات القائمة لا تمس أجندة النضال أو سبل تحقيق التحرر الوطني، بل يمكن تلخصيها في تنافسات شخصية ومصالح فئوية ضيقة.
يدرك الفتحاويون إذ أنه دونما استقرار داخلي لا يمكن للحركة أن تتقدم للأمام، فالفرقة والشتات لا تخدم سوى أعداء فتح داخل فلسطين وخارجها، فسقوط المشروع الفتحاوي القائم على الحرية والكرامة وتقديم مصلحة المجموعة على مصلحة الفرد يعني ضرورة سيطرة حركة حماس الإسلامية -التي لا تتبنى ذات الرؤية المجتمعية- على الضفة الغربية، وبالتالي ضياع سنوات من الكفاح والنضال في سبيل تحقيق المشروع الوطني الذي ضحت أجيال من قيادات الحركة لتحقيقه.

اخر الأخبار