شجرة الزيتون..والأسرى

تابعنا على:   23:16 2019-10-11

رامي عزارة

أمد/ قد يستغرب البعض من الجمع بينهما..ولكن بعد التأمل بهما قليلا، وبالصفات التي يمتازان بهما سنلاحظ العديد من القواسم المشتركة والصفات الوطنية التي تجمع بينهما وتتحدث عنهما، فهما يمثلان رمزا للعطاء والفداء وللتاريخ، وللصمود، وللإجماع الوطني الفلسطيني، وشاهدين على نضال شعبنا، وليس هذا وحسب بل وقد زاد الإحتلال بسياساته وبطشه تجاههما من هذه الروابط والصفات.

شجرة الزيتون..هذه الشجرة المباركة الجميلة التي عودتنا دائما أن تعطي ولا تأخذ مثلها مثل أسرانا الذين مازالوا يضحون بزهرة شبابهم وبأعمارهم من أجل حرية شعبهم ووطنهم، وكما أن هذه الشجرة مازالت تمثل رمزا من رموز الإجماع الوطني الفلسطيني التي يلتف حولها كافة مكونات شعبنا، وأحد المكونات الهامة للثقافة والتاريخ الوطني الفلسطيني ونضاله ضد الإحتلال، وتمثل شاهد أخر وهام على تجذرنا في هذا الوطن وفي عمق الأرض الفلسطينية، فإن أسرانا وبنفس المقام والمكانة مازالوا يشكلون إجماعا وطنيا من كافة أبناء شعبنا على كافة مشاربهم السياسية والإجتماعية، وأثبتوا في العديد من المحطات بل ويثبتون في كل يوم بأنهم الأحرص على وحدة وتماسك شعبنا، وأن قضيتهم كما شجرة الزيتون والقدس تجمع ولا تفرق، ويلتف حولها ويتفق عليها الكل الفلسطيني.

وكما أنهما يجتمعان في الصفات الجميلة والوطنية والوحدوية فإن أشكال التنكيل والبطش التي تمارس عليهما من قبل الإحتلال الإسرائيلي زادت من روابطهما ومن صفاتهما المشتركة، حيث تتعرض شجرة الزيتون للعديد من هذه الممارسات مثلها مثل الأسرى في سجون الإحتلال، يقتلع ويقطع العشرات إن لم يكن المئات منها بفعل سياسة جنودها وممارسات قطعان مستوطنيه، ويتعرض بعضها الآخر إلى التسميم ورشها بالمبيدات كي لا تنبت مرة أخرى وحتى لا تبقى شاهدة على سكان هذه الأرض الأصليين، فيما بعضها الآخر يحرم المزارعين من رعايته وقطفه بشكل حر ودون أن يرافق ذلك العديد من أشكال المضايقات والتنكيل.

يحاول الإحتلال أن يغتال هذه الشجرة ويقتلعها من جذورها كما يفعل تماما وليل نهار مع أسرانا في السجون الإسرائيلية فهو يحرمهم من أدنى حقوقهم الإنسانية ويحاول أن ينال من كينونتهم وتاريخهم ويسعى أن يؤثر في ثقافتهم، ويمارس عليهم سياسة الإهمال الطبي المتعمد، ويحرمهم من الرعاية الصحية المناسبة، وتقوم قواته الخاصة بإقتحام غرفهم والتنكيل بهم، ورشهم بالغازات الضارة.

وفي جانب أخر من أوجه التشابه بينهما فمازالت المؤسسات والمجالس الأممية المختصة وعلى رأسهم المجلس العالمي للزيتون صامتون على الانتهاكات والجرائم تجاه شجرة الزيتون، وذلك بالتطابق تماما مع صمت المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية على الإنتهاكات المستمرة تجاه الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

الأسرى وشجرة الزيتون متجذران في هذه الأرض، ويمثلان أحد رموزه الوطنية الجامعة، ويقفان في طليعة النضال الوطني بل وفي الخنادق الأمامية للمواجهة مع الإحتلال، وللدفاع عن الحقوق المشروعة لشعبنا وعن التاريخ الفلسطيني وثقافته.

حمى الله أسرانا وزيتوننا، والحرية لهما.

كلمات دلالية

اخر الأخبار