الثوابت السعودية من القضية الفلسطينية

تابعنا على:   11:18 2019-10-06

علي أبو حبلة

أمد/ هناك توجه سعودي بات أعمق واشمل في التغير تجاه مجمل الصراعات الاقليميه ومسعى لفتح آفاق جديدة واحداث توازن في علاقات السعودية الاقليميه والدولية والعربية وهناك توجه لدى القيادة السعودية لإنهاء حربها على اليمن وبفتح قنوات اتصال مع دمشق قد تفضي لإعادة العلاقات الديبلوماسيه بين البلدين وإعادة فتح السفاره السعودية في دمشق ، وقد فشلت كل الضغوط الامريكيه والاسرائيليه لحرف السعودية عن ثوابتها تجاه اولويه القضية الفلسطينية وان التصريحات الاسرائيليه والامريكيه وما ينشر في ألصحافه عن تغير في مواقف السعودية تجاه القضية الفلسطينية ثبت عدم صحته وزيف ادعاءاته .

تصريحات الملك سلمان تؤكد على ثوابت المملكة تجاه القضية الفلسطينية. حيث تؤكد السعودية أن حل الدولتين وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة هي الأساس الوحيد لحل الصراع، وهو ما تبنته مبادرة السلام العربية التي حظيت بالتأييد في المجتمع الدولي

"موقف المملكة العربية السعودية من القضية الفلسطينية يعد امتداد لموقف المرحوم الملك فيصل بن عبد العزيز من عام 1384 - 1395هـ / 1964-1975م" والذي أرسى دعائمها الملك عبد العزيز والملك سعود باعتبارها قضية إسلامية عربية وسعيهما لحلها بشتى الطرق، وكان موقف المملكة من القضية الفلسطينية في عهد الملك فيصل والمحاولات التي بذلها في ظل الأحداث التي كان يمر بها العالم العربي والإسلامي في تلك الفترة وتبدأ بموقف الملك فيصل من القضية الفلسطينية منذ توليه مقاليد الحكم وحتى حرب 1387هـ - 1967م، ويأتي في مقدمتها رؤية الملك فيصل للقضية الفلسطينية منذ أن كان وزيراً للخارجية وحتى توليه الحكم وكذلك الدعم السياسي والاقتصادي الذي قدمه للفلسطينيين طيلة حكمه وجهوده المتواصلة لإكساب الكفاح الفلسطيني شرعية دولية، ويعد موقف المملكة في عهد الملك فيصل موقف مشهود وغير مسبوق من العدوان الإسرائيلي على البلاد العربية عام 1387هـ - 1967م، وما قدمه من دعم مادي ومعنوي لهذه الدول ودعمه للقضية الفلسطينية حيث دعوته لعقد المؤتمرات العربية لمساندتها، وكان موقف المملكة عندما أقدم أحد المتطرفين اليهود على إحراق جزء من المسجد الأقصى حيث أعلن الملك فيصل الجهاد ضد إسرائيل ، وكان للمغفور له الملك فيصل دور في إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي وكانت زياراته لجميع أنحاء العالم أن أسدت للقضية دعم ومسانده ومؤازره ثم موقف الملك فيصل من حرب العاشر من رمضان 1393هـ - السادس من أكتوبر 1973م حيث كان قراره قطع إمدادات النفط عن الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية المساندة لإسرائيل وإصراره على تخليص القدس من الإسرائيليين وتقديمه الدعم الدائم للقضية الفلسطينية،

موقف المملكة العربية السعودية من القضية الفلسطينية في عهد الملك فيصل اتسم بالتأييد اللامحدود على كافة الصعد من الدعم السياسي والمادي والمعنوي الذي قدمته المملكة للقضية الفلسطينية، وأن الدعم المالي والسياسي الذي قدمه الملك فيصل لدول المواجهة كان له أثر كبير في صمود هذه الدول في وجه العدو الإسرائيلي في حرب 1973م، بعد أن تمكنت من إعادة بناء قواتها بمساعدة الدعم الذي قدمه الملك فيصل وكان النصر حليفاً لهم، حيث أثبتت للولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية المساندة لإسرائيل أن الدول العربية قادرة على اتخاذ موقف موحد في الدفاع عن حقوقها، وأكد الملك فيصل أن البترول سلاح يمكن استخدامه وقت الضرورة كما سعى لإقناع الكثير من الدول الآسيوية والإفريقية بإعادة النظر في علاقاتها مع إسرائيل وحث بعضها بقطع علاقاتها مع إسرائيل، وكل ذلك بفضل دعوة الملك فيصل للتضامن الإسلامي حيث تحولت القضية الفلسطينية من قضية عربية إلى قضية إسلامية وأصبح للشعب الفلسطيني ممثلين في جميع المحافل "منظمة التحرير الفلسطينية" وقد دافع الملك فيصل عن القضية الفلسطينية والدول العربية في كل المحافل الدولية.

وقد احتلت القضية الفلسطينية موقعاً خاصاً لدى السعوديين منذ تأسيس الدولة، جهد الملك المؤسس عبد العزيز على حفظ الحق بالأرض، وبقيت منذ ذلك الحين تأخذ مساحتها من الاهتمام الرسمي في المباحثات منذ لقاء الملك عبد العزيز بروزفلت وتشرشل وحتى اليوم.

عملت السعودية بواقعية من أجل ضبط الحق المعتبر لدى الفلسطينيين بالأرض، ودرج على ذلك الملوك كلهم من بعد، منذ الملك سعود وحتى الملك سلمان.

أدركت السعودية مبكراً أن الحفاظ على الحق طويلاً يحتاج إلى مثابرة وأناة وطول صبر، لذلك لم تفضل المشروعات الصوتية والكلام الخطابي الرنان، بل عملت على وثيقة تكون محل اتفاق دولي جامع، وكانت المبادرة السعودية التي وافق عليها العالم ومنهم العرب، وبلغت شكلها النهائي حين طرحها الملك عبد الله في قمة بيروت 2002، وعرفت لاحقاً باسم «مبادرة السلام العربية».

وقد درج على هذا الوفاء للقضية الفلسطينية الملك سلمان وسار على درب والده المؤسس الملك عبد العزيز وأشقائه من الملوك السابقين رحمهم الله ، فقد رئس اللجنة الشعبية لمساعدة الشعب الفلسطيني منذ تأسيسها، ورئيس اللجنـة العليـا لجمع التبرعات لانتفاضة القدس بمنطقـة الرياض 2000م / 1421هـ . و الملك سلمان لن يدخر جهدا في دعم الاونروا رغم الضغوطات الامريكيه التي مارستها لوقف دعم الاونروا ، وان الملك سلمان هو على موقفه الداعم للسلطه الوطنيه الفلسطينيه ولم يتاخر عن تقديم هذا الدعم ، وجميعنا يعلم موقف الملك سلمان من قرار ترمب بشان القدس حين اعلن ترمب عن قراره الاعتراف بالقدس عاصمه لاسرائيل ونقل السفارة اليها فقد " أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خلال الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الـ29 في مدينة الظهران (شرق السعودية)، عن ، تسمية القمة «قمة القدس»، وقال: «ليعلم القاصي والداني أن فلسطين وشعبها في وجدان العرب والمسلمين».

كما أعلن خادم الحرمين الشريفين تبرع السعودية بمبلغ 150 مليون دولار لبرنامج دعم الأوقاف الإسلامية في القدس، وبمبلغ 50 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا).

وأكد «إعلان قمة القدس» على مركزية القضية الفلسطينية، مشدداً على «بطلان وعدم شرعية القرار الأميركي بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل»، داعياً إلى «أهمية تعزيز العمل العربي المشترك المبني على منهجية واضحة وأسس متينة تحمي أمتنا من الأخطار المحدقة بها وتصون الأمن والاستقرار». وعلينا ان نعلم المقوله الشهيره للملك سلمان قوله " نحن رفاق مصير ولسنا رفاق طريق " وهده لها معانيها ودلالتها ، وفي كل المناسبات تجدد الدولة السعودية تأكيدها على الثوابت المرعية تجاه القضية الفلسطينية.

من كل ما تقدم، يمكننا القول أن السعودية ثابتة على مواقفها الداعمة للحق الفلسطيني وهي لا تدخر جهدا في سبيل تقديم كل ما يلزم لعودة الحق الفلسطيني لأصحابه ورفض أي حلول مجتزئه ورفض التسليم بقرار ترمب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل وتصر كما أصر الملك فيصل رحمه الله بعودة القدس عربيه إسلاميه ، وأعلنت رفضها لصفقة القرن وأصرت على موقفها ودعمها المبادرة العربية للسلام والمدعومة عربيا وإسلاميا ورفض التطبيع المسبق مع إسرائيل وتصر على انسحابها من كافة الأراضي المحتلة بحدود الرابع من حزيران وإقامة ألدوله الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس هذه المواقف السعودية كانت وستبقى ضمن أبجديات السياسة السعودية تجاه القضية الفلسطينية وهي ثابتة على مواقفها وثوابتها الداعمة للحقوق الوطنية الفلسطينية.

اخر الأخبار