على فساد الحكومة

احتجاجات العراق تتحول إلى انتفاضة تودي بـ 65 قتيلاً

تابعنا على:   23:04 2019-10-04

أمد/ بغداد- متابعة :تحولت الاحتجاجات على فساد الحكومة  في العراق منذ حدوثها يوم الثلاثاء الماضي إلى انتفاضة ،ارتفع عدد القتلى فيها  إلى 65 شخصا خلال المواجهات بين المحتجين وقوات الأمن، وفق مصادر إعلامية عراقية. 

وفي يومي الخميس والجمعة قتل عشرات المتظاهرين في أنحاء مختلفة ، وهذا  يمثل أسوأ اضطرابات منذ هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.

وأعلنت خلية الإعلام الأمني في العراق، يوم الجمعة، مقتل منتسبين اثنين من القوات الأمنية ومواطنين اثنين في ساحة الطيران ومجمع النخيل في بغداد بنيران قناصين مجهولين.

ووجهت خلية الإعلام الأمني أصابع الاتهام بقتل أربعة من القوات الأمنية والمتظاهرين إلى من أسمتهم بـ "قناصين مجهولين".

وأفادت مصادر عراقية محلية بأن القوات الأمنية ضبطت مسلحين إيرانيين، حاولوا المرور من نقطة أمنية، شمالي البلاد.

وقال المصدر إن القوات العراقية ضبطت عناصر مسلحة إيرانية الجنسية، حاولوا المرور، مساء أمس، من النقطة الأمنية لقضاء بلد، جنوبي محافظة صلاح الدين، شمال العاصمة بغداد.

وألمح المصدر إلى أن السفير الإيراني لدى العراق، وصل إلى قضاء بلد، وسط طيران مكثف وتشدد أمني واسع النطاق.

وأشارت مصادر اعلامية  في العراق إلى أن المتظاهرين في بغداد، تمكنوا قبل يومين، من الإمساك بأحد العناصر الذين يطلق عليهم "المندسين"، الذين يقومون بضرب المتظاهرين والقوات الأمنية معا، وعند التحدث معه تكلم باللغة "الفارسية".

وكانت السلطات العراقية قد قطعت خدمات الإنترنت بشكل كامل عن بغداد، وكذلك المناطق الأخرى في جنوب ووسط البلاد، التي تشهد استمرارا للاحتجاجات الشعبية.

دعوة إلى الهدوء..

 رئيس الوزراء عادل عبد المهدي دعا إلى الهدوء لكن المحتجين انتقدوا وعوده بالإصلاح السياسي.

من جهته ألقى المرجع الشيعي الأعلى في البلاد بالمسؤولية عن العنف على الساسة الذين فشلوا في تحسين مستوى معيشة الجماهير وأمرهم بتنفيذ مطالب المحتجين.

وسيتسبب سحب رجل الدين الذي يتمتع  بنفوذ سياسي قوي نواب فصيله المعارض من البرلمان بتأجيج  المشاعر التي تحرك الاضطرابات.

وحسب ما ذكره تلفزيون رويترز  إن قناصة الشرطة تتمركز على أسطح المباني ويفتحون النار على حشد مما أسفر عن إصابة محتج واحد على الأقل في الرقبة.

ويأتي العنف بعد عامين من هزيمة العراق لتنظيم الدولة الإسلامية. وتفجرت الاحتجاجات في الجنوب معقل الأغلبية الشيعية لكنها سرعان ما امتدت دون قيادة رسمية من أي فصيل سياسي منظم أو حركة دينية.

وفي رسالة تلاها أحمد الصافي ممثل المرجع الأعلى في صلاة الجمعة بمدينة كربلاء، قال آية الله العظمى علي السيستاني إن الاحتجاجات ”خلفت عشرات الضحايا واعدادا كبيرة من الجرحى“.

وأضاف ”اليوم تؤكد المرجعية مرة أخرى على ما طالبت به من قبل، وتدعو السلطات الثلاث الى اتخاذ خطوات عملية واضحة في طريق الإصلاح الحقيقي، وتشدد على أن مجلس النواب بما له من صلاحيات تشريعية ورقابية يتحمل المسؤولية الأكبر في هذا المجال، فما لم تغير كتله الكبيرة، التي انبثقت منها الحكومة، من منهجها ولم تستجب لمتطلبات الإصلاح ومستلزماته بصورة حقيقية فلن يتحقق منه شيء على أرض الواقع“.

وأمر رجل الدين مقتدى الصدر الذي يقود أكبر كتلة معارضة بالبرلمان نواب كتلته بتعليق مشاركتهم في البرلمان إلى أن تطرح الحكومة برنامجا يخدم كل العراقيين.

ويمثل العنف اختبارا لم يسبق له مثيل لعادل عبد المهدي وهو سياسي مخضرم هادئ الطباع تولى المنصب العام الماضي بوصفه مرشحا توافقيا دعمته جماعات شيعية قوية تهيمن على العراق منذ سقوط صدام حسين في 2003.

وتعهد رئيس الوزراء في خطاب بثه التلفزيون أثناء الليل بإجراء إصلاحات لكنه أضاف أنه لا يوجد ”حل سحري“ لمشاكل العراق. وأكد أن الساسة على علم بمعاناة الجماهير وقال ”لا نسكن في بروج عاجية نتجول بينكم في شوارع بغداد وبقية مناطق العراق ببساطة“.

وعود عادل عبد المهدي تهدف لخداع الشعب..

وانتقد شاب ضمن مجموعة صغيرة فرت من طلقات القناصة في ميدان رئيسي بوسط بغداد في الساعات الأولى من صباح الجمعة رئيس الوزراء وقال إن ”وعود عادل عبد المهدي تهدف لخداع الشعب واليوم يطلقون علينا الرصاص الحي. احتجاج اليوم كان سلميا. أقاموا هذه الحواجز والقناص جالس هناك منذ الليلة الماضية“.

وقالت الشرطة ومصادر طبية لرويترز إن من بين القتلى 18 سقطوا في الناصرية بجنوب البلاد و16 في بغداد وأربعة بالعمارة في الجنوب وأربعة في بعقوبة فيما امتد العنف إلى شمال العاصمة. وأفادت تقارير بسقوط قتلى في مدينتي الحلة والنجف الجنوبيتين.

وتم فرض حظر التجول في عدد من المدن. وأغلقت السلطات الطرق المؤدية من الشمال والشمال الشرقي إلى العاصمة وأرسلت تعزيزات إلى شرق بغداد ذي الكثافة السكانية العالية.

وأرسلت قوافل عسكرية إلى الناصرية وهي المدينة التي شهدت أكثر أعمال العنف كثافة.

وتجمع المحتجون في شوارع بغداد خلال الليل يوم الخميس حول نيران أشعلوها في حطام مدرعة في الجهة المقابلة لمقر الحكومة عبر نهر دجلة.

وصاح أحد الأشخاص ”إنهم يطلقون الرصاص الحي على الشعب العراقي والثوار. يمكننا عبور الجسر وطردهم من المنطقة الخضراء“.

وأضاف مخاطبا رئيس الوزراء ”سيعبرون الجسر. من الأفضل أن تستقيل، الشعب يريد إسقاط النظام“.

تأتي الاحتجاجات قبيل أربعينية الإمام الحسين إذ من المتوقع أن يقطع نحو 20 مليون شيعي رحلة لعدة أيام سيرا على الأقدام إلى مدينة كربلاء في جنوب العراق لحضور المراسم التي تقام سنويا.

وخرج الزوار إلى الشوارع يوم الجمعة ولكن بأعداد أصغر من الأعوام السابقة. وأغلقت إيران معبرا حدوديا يستخدمه ملايين الزوار. وحذرت قطر مواطنيها من السفر للعراق.

وحمل رجل دين إيراني كبير الولايات المتحدة وإسرائيل المسؤولية عن الاضطرابات وقالت إن الهدف هو إحباط إحياء ذكرى أربعينية الحسين.

وقد يتسع نطاق الاحتجاجات إذا تلقت دعما رسميا من الصدر الذي لطالما ندد بالفساد والنخبة الحاكمة.

وقال عواد العوادي السياسي المنتمي للتيار الصدري إن كتلته تؤيد الاحتجاجات بكل الوسائل لكنها تنتظر أوامر الصدر قبل النزول ِإلى الشوارع ووصف الاحتجاجات بأنها ”ثورة على الجوع“.

وقال أحمد الكناني النائب بالبرلمان من حزب مرتبط بفصيل مسلح قوي تدعمه إيران إن معظم المحتجين يطالبون بحقوقهم وحسب لكن أقلية تستغل المظاهرات لاستهداف قوات الأمن. وأضاف أن حزبه مستعد للقيام بما يلزم لتهدئة الوضع بما في ذلك القبول بإجراء تعديل وزاري.

وبعد عامين من هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية حظي العراق بالسلم وحرية التجارة لأول فترة طويلة منذ السبعينيات. وارتفعت صادرات النفط لمستويات قياسية. لكن العراقيين يقولون إن هذا لم يعد عليهم بفائدة تذكر في ظل استمرار تداعي البنية التحتية وقلة فرص العمل.

مقتدى الصدر يدعو نواب كتلة "سائرون" إلى تعليق عضويتهم..

بعد أن دعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الجمعة، نواب كتلة "سائرون" إلى تعليق عضويتهم في البرلمان العراقي، إثر التظاهرات الدامية التي شهدتها بغداد، فضلاً عن مناطق عدة جنوب العرا، أعلنت الكتلة في وقت لاحق تعليق عضوية نوابها، حتى الاستجابة إلى مطالب المتظاهرين

وأوضحت الكتلة في بيان أن تعليق العضوية يتوقف على رئيس الحكومة العراقية في حل مطالب المتظاهرين. وشددت على وقوفها مع مطالب المتظاهرين "المشروعة"، داعية المحتجين الحفاظ على سلمية التظاهر وحصر المطالب بالخدمات

كما طالبت رئيس الوزراء، عادل عبد المهدي، ببرنامج حكومي قابل للتطبيق.

إلى ذلك، حذرت "سائرون" من "بعض المندسين"، معتبرة أنهم حاولوا تغيير بوصلة التظاهرات.

يذكر أن موقف الصدر أتى بعد أن انتقد المرجع الشيعي الأعلى في العراق، آية الله علي السيستاني، في وقت سابق الجمعة، الحكومة العراقية بحدة في أعقاب أعمال العنف المميتة.....

كلمات دلالية

اخر الأخبار