"فيرينا".. الصعيدية التي علمت أوروبا النظافة بجرة ماء ومشط

تابعنا على:   15:53 2019-10-04

أمد/ على اسمها بُني أكثر من 70 كنيسة في سويسرا و30 في ألمانيا، فلم تكن تعلم السيدة المصرية "فيرينا" أو كما يلقبونها بـ"أم الراهبات في أوروبا" أن ستحظى باهتمام الأوروبيين وأنهم سيأخذونها مثلًا يحتذى به في النظافة، حتى إن المؤرخين قالوا عنها إنها السيدة التي علمت أوروبا النظافة.

بالرغم من أن "فيرينا" مصرية وولدت ببلدة جراجوس بالقرب من محافظة الأقصر، إلا أنها حين توفيت عام 344 دفنت في سويسرا وبنيت كنيسة فوق قبرها في مدينة تمبورتاخ في سويسرا.

ارتباط "فيرينا" بالنظافة جعل الأوربيين يعتبرونها أيقونة النظافة في بلادهم وشعارًا لها، فباتوا يرسمونها بشكل فريد وهي تحمل في إحدى يديها جرة ماء وفي الثانية مشط، لأنها هي التي علمت شعوب الجرمان والغاليين وهم "الهمج وقتها" أصول النظافة الشخصية والتداوي بالأعشاب، ونجحت بالحب والتفاني فيما فشلت فيه سيوف الرومان بأن تجتذب الشعوب الجرمانية الوثنية القاسية إلى الحضارة والإيمان بالله.

وتركت "فيرينا" مصر وسافرت رغمًا عنها، حيث ترجع قصتها إلى عصر الملك الروماني الوثني دقلديانوس الذي جاء مصر في نهاية القرن الثالث الميلادي فأحسن أهلها استقباله، فقرر أن يأخذ أفرادا من أقباط مصر ليكون بهم جيشًا ليخوض به حربًا طاحنة كانت تنتظره، فجمع أكثر من 6 آلاف شاب جعلهم في جيشه، وأطلق عليهم اسم "الكتيبة الطيبة"، نسبة إلى مدينة طيبة العاصمة الفرعونية القديمة.

استطاع أبناء الكتيبة الطيبة أن يسحقوا أعداء الملك الروماني فأقام الاحتفالات وطلب من الجنود أن يحرقوا البخور لتمثاله كونه الملك المنتصر، ولكنهم رفضوا أن يتعبدوا للملك ويحرقوا البخور له، فغضب الملك وأمر بأن تقف الكتيبة صفوفاً ويمر الجلاد بينهم، وبعد كل 9 جنود يجلد العاشر، ثم تقطع رأسه، ولكن الباقين ازدادوا إصراراً على إيمانهم، وظل الملك يكرر الأمر حتى اضطر أن يقتلهم جميعاً في النهاية، لأنه لا يوجد من بينهم قبطي واحد رجع عن إيمانه.

قسوة الملك مع الكتيبة الطيبة جعلت النساء يهربن بعيدًا عن نظره، وحينها كانت "فيرينا" قبطية عذراء، من الفتيات المصاحبات للكتيبة لإعداد الطعام وعلاج الجرحى، ورغم أنها شاهدت المذبحة التي وقعت لأهلها إلا أنها هربت وبقيت في أرض الغربة، فسكنت أحد الكهوف، وأخذت تعلم الوثنيين قواعد النظافة الشخصية والعلاج بالأعشاب الطبية.

وحسب موقع "العربية"، فإن أدبيات الكنيسة المصرية تقول عنها "لقد قابلت الإساءة بالمحبة، والدم بالتضحية، فمنحها الله لمسة شافية، لقد انتصر الحب على السيف، ودم الشهداء على صلف الملوك، وما فشلت فيه سيوف القيصر نجحت فيه جرة فيرينا ومشطها".

كلمات دلالية

اخر الأخبار