في حوار شامل ..

مدير عمليات الأونروا يتحدث لـ "أمد" عن تأثير القرار الأمريكي على ميزانية الوكالة .. والدور العربي

تابعنا على:   00:11 2019-10-03

أمد/ غزّة -عبد الله أبو كميل: تُصنف وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"  كل من فقد منزله أو مقومات حياته منذ عام (1946-1948)، أنّه لاجئ يحق له الاستفادة من كافة خدماتها المختلفة، بما فيهم المهجرين داخل البلدات الفلسطينيّة، وتعمل الأونروا على تقديم خدماتها لما يزيد عن 5.4" مليون فلسطيني" في خمس مناطق أساسيّة الأردن، لبنان، سوريا، الضفة الغربيّة، وقطاع غزّة.

قرابة المليون لاجئ في غزّة يتلقون مختلف المساعدات من قبل الأونروا، ولديها عجز مالي يقدر بحوالي 89 مليون دولار بعد الدعم السعودي لها بخمسين مليون دولار قبل عدّة أيام، هذه الأزمة نتجت بعد قرار حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بوقف كافة دعمها المالي لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "أونروا".

لكن ثمة عدَّة سيناريوها تواجهها الأونروا في ظل الأزمة الماليّة التي تعصف بها

أثر القرار الأمريكي على خزينة الأونروا.

آلية سداد الديون المستدانة لتسير علمها.

 اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقرار تجديد ولاية الأونروا.

في تمام الساعة الواحدة ونصفها التقى "أمد للإعلام" بمدير عمليات الأونروا السيد ماتياس شمالي؛ وفي مكتبه أجرينا معه الحوار حول الأزمة الماليّة التي تمرّ بها وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "أونروا".

وجاء نص حورانا على النحو التالي:

قبل عدّة أيام دفعت السعودية لخزينة الأونروا مبلغ 50 مليون دولار هل ساهم ذلك بحل الأزمة الماليّة لديكم؟

بالفعل المساعدة من قبل المملكة العربيّة السعودية كانت الأكبر خلال المؤتمر الذي عقد في نيويورك، وحسب زملائي في مكتب الرئاسة لدى الأونروا إنَّ نسبة العجز المالي الآن يقف عند 89  مليون دولار لإمكانيّة التخلص من الأزمة الحاليّة.

ما مدى تأثير هذه الأزمة على تقديم خدماتكم للاجئ الفلسطيني وهنا أقصد سكان غزّة؟

في الحقيقة نأمل أن نصل في نهاية العام الجاري لحلول من قبل الداعمين لخزينة الاونروا، بحيث لا تتأثر خدماتنا بشكل سلبي على المستفيدين من خدماتنا خلال الثلاثة أشهر المتبقية على الأقل في ظل هذه الأزمة، ليس لدينا أي خطط سوى التغلب على هذه الأزمات.

إذًا لديكم عجز مالي 89 مليون دولار ما المساعي المبذولة من قبلكم للتغلب على أزمتكم؟

نحن في الإدارة العليا للمفوض العام للأونروا دائمًا على تواصل مستمر مع العديد من الدول؛ لمحاولة جلب الأموال والمصادر المختلفة لجسر القوة، وكوني مدير لعمليات الأونروا في غزّة أقوم بدوري من خلال التواصل المستمر مع الزائرين للنقاش الهام، بالإضافة للقاءات التي نعقدها مع الجهات المانحة، كما أنّ الموظفين لدينا يقومون بعملهم من خلال تقديم خدماتهم بشكل مكثف.

الولايات المتحدة الأمريكية أوقفت دعمها لخزينة الأونروا ما مدى الأثار المترتبة لذلك، وكيف تعملون للتغلب على هذا القرار؟

صحيح، نحن في الأونروا في العام الماضي فقدنا 300 مليون دولار كانت تقدما الولايات المتحدة الأمريكيّة؛ وهذا العام فقدنا 60 مليون دولار إضافيّة، بالتالي ليس هناك أيّ دعم من قبل أمريكيا وهذا يعني أنَّنا فقدنا الداعم الأكبر لخزينتنا، لكن، استطعنا العام الماضي التغلب على أزمتنا المالية من خلال مساعدة 42 دولة ومؤسسة من ضمنها الاتحاد الأوروبي، في هذا العام نسعى بشكل كبير للتغلب على الأزمة المالية، نحن نأخذ تجديد ولايتنا من قبل الجمعية العموميّة للأمم المتحدة التي تضم 190 دولة نعمل معها جميعًا لجلب المال وجسر الحالة التي نمر بها.

باعتقادك ما المغزى الحقيقي من وراء قرار وقف الدعم الأمريكي لخزينة الأونروا؟

بالنسبة لأمريكا لم يكن أي تواصل بيننا، وعندما تم قطع المساعدات من قبلهم لم يتم إبلاغنا بشكل مباشر، علمنا بذلك من خلال البيانات العامة التي نشرت على الإعلام، تابعنا بقلق قرار قطع المساعدات، ما قامت به الحكومة الأمريكية من خطوات مثل نقل سفارتها إلى القدس ربما يكون لهم أجندة معينة من أجل الوصول إلى خطوات للوضع النهائي لعدة سيناريوهات، ونحن ناكد أنّ قطع هذه المساعدات يؤثر بشكل كبير على عملنا، لكن أودُّ الإشارة أنَّ القرار الحكومي من قبل الولايات المتحدة يختلف عن عامة الشعب الأمريكي، فنحن لدينا مجموعة USA في واشنطن  لم يتم إيقافهم واستكملوا عملهم في دعم الأونروا، الشعب الأمريكي مستاء لما قامت به الحكومة من قطع لدعمها.

ما مدى التزام الدول المانحة لخزينة الأونروا بعد القرار الأمريكي بوقف مساعداته؟

لا أخفي عليك أنّه من الممكن أن يكون بعض المانحين تأثروا بقرار وقف الدعم الأمريكي للأونروا، نحن لدينا علم أنَّ حكومة الولايات المتحدة الأمريكية لديها بعض التحفظات على عمل الأمم المتحدة، ففي الوقت الذي كان فيه تحفظات للمساعدات التي تأتي للأونروا كان هناك تحفظات لدعمهم UNFPA "صندوق الأمم المتحدة للسكان والمرأة" كذلك ، كان هناك تحفظات على عمل USA التي أوقفت عملها في فلسطين بشكل عام.

حدثني عن طبيعة الموقف العربي اتجاه دعم خزينة الأونروا؟

نعم الدول العربيّة هي جزء من الأمم المتحدة ولها وضعها ومسؤوليتها وجميعهم أعضاء في الجمعية العمومية للأمم المتحدة التي يتم من خلالها تجديد ولاية الأونروا، في العام الماضي كان لدول الخليج الأثر الكبير في إنقاذ وضع الأونروا مثل من؟  "السعودية، الامارات، الكويت، وقطر"، كلًا منهم ساهم بخمسين مليون دولار،  فهي شكلت قوة في الخروج من الأزمة المالية كان آخرها منذ أيام تبرع السعودية بذات المبلغ 50" مليون دولار" الأمر الذي جعل نسبة العجز لدينا تتقلص نوعًا ما.

ما هي إمكانيّة وجود عقبات في تجديد ولاية عملكم في الأرضي الفلسطينيّة أقصد تفويضكم من قبل الجمعيّة العموميّة؟

بطبيعة الأمر كل ثلاث سنوات يتم جديد ولاية عمل الأونروا من قبل جمعية الأمم المتحدة، ففي أكتوبر القادم تبدأ اجتماعات الجمعية العموميّة لاتخاذ القرار، لدينا معلومات من الدول المانحة أنَّنا سنحصل على التجديد، كون الأغلب مع بقاء الأونروا لتقديم الخدمات، لكن يوجد بعض الدول التي قد تطلب تغير لهذه الولاية وهم أقلية، لا بد من التأكيد أنّ الأونروا وجِدت لحين وجود حل عادل لقضيّة اللاجئين الفلسطينيين.

ما مدى تأثير الأزمة على تقديم خدماتكم؟

استمرارنا يشكل معجزة في ظل الأزمة، فلم يتم إغلاق أي مؤسسة تابعة للأونروا؛ لم يغلق أيّ مركز صحي، افتتحنا العام الدراسي بشكل طبيعي رغم كل المخاطر التي تهددنا بسبب الأزمة الماليّة، لكن في المقابل كان تقليص في فرص البطالة مثل "المال مقابل العمل"،  وكذلك خدمات الدعم النفسي،  كذلك حال التقاعد لدى الموظفين،  لم يمكنا العجز المالي من وجود بديل للموظف الذي تقاعد وبالتالي ترك شاغرًا وهو ما صنع ضغط في طبيعة العمل لدى موظفينا من خلال القيام بعدّة مهام.

صندوق الطوارئ كيف ساعدكم في هذه الأزمة؟

يكون هذا الشأن معتمد على المساعدات الإنسانيّة، في العام الماضي قمنا باستدانة مبالغ من مكاتب الأونروا التابعة لنا وعملنا على تسديدها من خلال المانحين، لكن هذا العام لازال لدينا دين بمبلغ 30 مليون دولار بخصوص المساعدات الإنسانية في غزّة.

بالمفارقة للوضع المعيشي في غزّة وأعداد المستفيدين من المساعدات الإنسانية بين عام 2007" 2019…" ما الملاحظ خلال هذه الفترة في تقديم خدماتكم؟

كان في الماضي عدد المستفيدين من المساعدات الإنسانيّة للأونروا في غزّة مئة ألف، بينما الآن بات يستفيد منا خدماتنا قرابة المليون شخص، لعلّ السبب الحقيقي تراجع الوضع الاقتصادي في صفوف سكان غزّة.

ما هي مجريات التحقيق بالادعاءات المرتبطة بمسؤولين للأونروا؟

نعم هناك تحقيق، وصحيح أنَّ هناك ادعاءات ببعض القرارات التي اتخذت من قبل الإدارة العليا في الأونروا، لكن  لا أعتقد أن تكون هناك علاقة للمانحين بهذه التحقيقات، لأنَّ أصل الدعم يأتي بناءً على الحالات الإنسانيّة، لا اعتقد معاقبة اللاجئين بسبب سلوك معين لأحد المسؤولين.

ماهي قراءتكم المستقبلية لسير عمليات الأونروا على الأقل لثلاث سنوات التي قد تجدد ولايتها؟

كافة الدول المانحة تؤمن بضرورة استمرار عملنا في تقديم الخدمات للاجئين؛ فلا بد أن تستمر المدارس بعملها، وتقديم الخدامات الصحية وغيرها لا بد أن تستمر حتى الوصول لحل عادل في قضية اللاجئين، لكن لابد من الموضوعية في توقعاتنا المستقبلية فهناك عدة معضلات في أغلب الدول، وبالتالي نحن نعمل بجد ونضاعف اجتهادنا لتقديم الصورة الحقيقية في عملنا اتجاه اللاجئين.

 

البوم الصور

اخر الأخبار