ماذا يحدث في مصر ... حراك قد يقود إلى ثورة ؟

تابعنا على:   22:25 2019-09-27

د. ياسر الشرافي

أمد/ منذ أسابيع تتعرض جمهورية مصر العربية إلى حملة إعلامية مدروسة سوف تشتد ذروتها حتى يوم الجمعة القادم، فيها تتشابك أجهزة مخابرات عالمية مع جماعات من يدعون ( الإسلام السياسي)معلومة المصدر و التمويل لعدم إيمانهم بالدولة الوطنية من حيث الإنتماء ، حيث ما تتعرض له مصر من تشويه لفظي و أخلاقي لا يشير الى أن هؤلاء يريدون الخير لمصر ، فبعد سيطرة الدولة المصرية على منابع الإرهاب في سيناء و إجتثاثه إجتثاثاً شبه كامل، و الذي أدى إلى تثبيت الدولة المصرية وعدم انزلاقها كباقي الدول العربية المشتعلة بها النيران حتى يومنا هذا، و زد على ذلك قطار التنمية الذي يسير بسرعة البرق بدرجات عالية بعد إصلاحات إقتصادية قاسية كانت لابد منها، حتى تستعيد الدولة المصرية لاحقاً عافيتها و عدم إفلاسها.

حيث تلك الإصلاحات لها تكاليف باهظة من غلاء معيشي و أيضا في خفض شعبية من يقود تلك الدولة، لأن التحول من دولة مستهلكة إلى دولة منتجة يجب أن يمر عبر هذا الإصلاح ، حيث لا يعقل أن تستعمل مرافق الدولة من كهرباء و غاز و مواصلات إلى كثير من الخدمات العامة دون أن يدفع المواطن المصري التكلفة الحقيقية من هذا الاستخدام ، حيث تحتاج تلك المرافق إلى صيانة أو تجديد أو تطوير ، و هذا لم يحدث في دول غنية مثل المانيا أو أمريكا ، لذلك كانت هناك إستراتيجية واضحة لهذا النظام منذ أول يوم اعتلى فيه سدة الحكم ، كان أول قرار بتأسيس مجلس إستشاري من علماء مصر الذين يشار اليهم بالبنان وذات قيمة عالمية عالية جداً، كل في مجاله مثل البروفيسور المهندس الكبير هاني عيزار و فاروق الباز و مجدي يعقوب و كثير من العلماء المرموقين ؛ لوضع أصابعهم على نقاط الخلل في الوضع المصري بأكمله ،و وضع خطة قصيرة و طويلة المدى لكل مرفق من مرافق الدولة حتى 2030.

حيث حراك التنمية الذي يحصل في مصر ليست محل صدفة كما يدعو الحاقدون على مصر بل بتخطيط محكم و مدروس ، ما يحدث في مصر من ثورة في البناء و الطرق و الكهرباء و إرسال البعثات الدراسية إلى كثير من الدول المتقدمة ، إلى توطين صناعات كثيرة على أرض مصر ، و جلب عشرات المليارت للاستثمار بسب تلك الخطوات من تجهيز ما تحتاجه المصانع و عجلة الإنتاج من بنية تحتية متماسكة متينة ، فكل هذا يزيد من نسب النمو الإقتصادي و يؤدي إلى خفض نسبة البطالة بصورة كبيرة ، و هذا ما يعيشه المواطن المصري كل يوم واقعاً كما شهادة المؤسسات الدولية المرموقة ذات الإختصاص في ذلك المجال.

حيث هذا الحراك الإقتصادي و بداية دوران عجلة الإنتاج الحقيقي للمواطن المصري يشكل خطراً لكثير من الدول التي لا تحب الخير للعرب ، لانها ستكون بكل بساطة منافساً اقتصاديا لها ، و هذا أيضاً لا يبشر بخير لجماعة لفضها الشعب ، لانها لا تتمنى الخير لوطنها ، حيث لو سألتهم هؤلاء سؤال مباشر ، هل يتمنون الخير لهذا الشعب عن طريق هذا النظام القائم ، ليكون جوابهم لا والله و الف لا ، فهذا يدل أنهم ليسوا بمصريين حقيقيين لهذا الوطن ، و يعرف الشعب المصري جيداً ديْدن هؤلاء و من يدعمهم و من يدور في فلكهم ، أينما يحُلوا يُحل الخراب و الدمار ، أنظر إلى العراق عندما أُحتل من أمريكا ، نسقوا مع الحاكم الأمريكي للعراق و اختلسو مليارات الدولارات.

انظر إلى السودان بعد عشرات السنوات لحكمهم حيث الفساد و تقسيم السودان وإضعافه عشرات السنيين ، أنظر إلى سوريا و ليبيا و اليمن حيث أشعلوا هناك حرب أهليه بين أخوة الدم ، و حدث بلا حرج عندما حلوا ضيوفاً كراماً عند النظام التركي القائم ، حيث أدى قدومهم هناك إلى تفسخ الحزب الحاكم التركي و طرد كثير من مؤسسيه بسبب تدخلاتهم المشبوهة ، مما أدى إلى حدوث أزمات اقتصادية حادة ، أدت إلى خسارة أردوغان الإنتخابات في العاصمة الإقتصادية اسطنبول ، و التي هي مقدمة لمغادرة هذا الحزب سدة الحكم في تركيا ، حيث سقوطهم المدوي في إنتخابات الرئاسة التونسية من الجولة الأولى ، و برحيل الرئيس المصري السابق محمد مرسي في سجنه أُسقطت عودة الشرعية من وجهة نظرهم ، جعلهم كل ذلك ينتفضون كمحاولة أخيرة إنقاذ ما يمكن إنقاذه و لو كلف ذلك سقوط كل العواصم العربية في بحر من الدماء ، من أجل حكم فاشل لهم بإمتياز و تشويه لدين سمح و تكفير لكل من يختلف معهم ، فالمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين ، فمهما غضبوا المصريين من هذا النظام القائم بسبب تقصيرات هنا و هناك ، فلن يستبدلوه بأناس مثل هؤلاء ، لأن حاسة الشعوب السادسة أو السابعة أو الثامنة متمرسة في أن تصل إلى أعماق من يريد أو لا يريد الخير لها ، و هذا هو الإنتماء الحقيقي لفكرة الدولة الوطنية ، و معادلتها البسيطة عند استحقاق الإحلال ، بأن يُستبدل من يقودها بقيادة أفضل و ليست أسوء.

كلمات دلالية

اخر الأخبار