زعيم استثنائى

تابعنا على:   12:19 2019-09-27

محمود مسلم

أمد/ عندما يقف مايرون بريليانت، نائب رئيس غرفة التجارة الأمريكية، في اجتماع كبير ليقول للسيسي: «أنت زعيم قوى واستثنائي بعدما أنجزته فى مصر خلال السنوات الماضية»، فإنها شهادة تستحق التأمل.

على مدى أكثر من 6 أيام حرص الرئيس السيسي -خلال وجوده فى نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة- على الاجتماع مع أكثر من 20 مسئولاً من كافة دول العالم، بداية من أمريكا وفرنسا وإنجلترا وإسبانيا، حتى سيراليون وكينيا والصومال وجيبوتي ولبنان والأردن والعراق وفلسطين، ما بين لقاءات ثنائية وأخرى قمم ثلاثية.. كل هذه اللقاءات، بالإضافة إلى سكرتير عام الأمم المتحدة ورئيس البنك الدولى، تصب بالطبع فى المصلحة السياسية والاقتصادية لمصر.

كما حرص الرئيس -كعادته- على أن يشغل المجتمع الأمريكي حيزاً من الحوار، بحكم وجوده على أرض الولايات المتحدة، وبالتأكيد كان الاقتصاد عنصراً مهماً فى هذه اللقاءات، بحكم أنه يقود العالم حالياً، فقد عقد 3 لقاءات كبيرة حضرها الوفد الصحفي المرافق له، لتوضيح صورة الأوضاع في مصر (السياسية والاقتصادية والاجتماعية)، وذلك عبر اجتماعاته مع أعضاء غرفة التجارة الأمريكية، ورؤساء الشركات الكبرى، والاجتماع الثالث كان مع المؤثرين من المفكرين والباحثين والمجتمع المدني الأمريكي، وحضرها ممثلون لشركات كبيرة مثل «أباتشى - سيتي بنك - إكسون موبيل - جوجل - أوبر - فيس بوك - أمازون - ماستر كارد» وغيرها من كبرى الشركات الأمريكية، بالإضافة إلى رموز فكرية وسياسية أمريكية.

الاقتصاديون الذين يحضر بعضهم الاجتماع السابع، وآخرون قالوا «الرابع» مع الرئيس، أشادوا بما تحقق فى مصر، وأن مشكلاتهم خلال السنوات الأخيرة قد اختفت، فبعد أن كانوا يعانون من: (عدم الاستقرار الأمنى - صعوبة إيجاد عملة صعبة لشراء مستلزمات الإنتاج - استحالة خروج أرباح الشركات من مصر - مشكلات كبيرة فى الطاقة «الغاز والكهرباء» - تهالك شبكة الطرق - مديونيات لشركات البترول العالمية تصل إلى 6.3 مليار دولار - عدم إصدار قانون جديد للاستثمار)، الآن أصبحت كل هذه المشكلات ماضياً، والشركات تتحدث عن تحديات جديدة، وتؤكد حرصها على الاستثمار فى مصر وبحثها عن فرص وتعاون مشترك، وكان الرئيس هو الآخر يبحث عن مصلحة المصريين، فيتحدث عن شراكة لتكنولوجيا الطائرات وعن فرص شراكة مع «أوبر»، وذكر بأنه هو من اقترح عليهم مشروع الأوتوبيس، ويطالب شركات البترول بالمشاركة فى التنقيب بالبحر الأحمر، ويدعو إلى شراكة أخرى لتحويل السيارات للعمل بالغاز والكهرباء، وإلى المشاركة فى مصنع لإنتاج البلازما، ويطالبهم بالاستثمار فى منطقة محور قناة السويس الجديد، كما تحدث الرئيس عن هدفه بإعلان مصر خالية من فيروس «سي» العام المقبل وتحويل مصر إلى مركز للطاقة فى المنطقة.

الحوارات كانت إيجابية وتعكس ثقة الشركات فى الرئيس المصري بعد أن تجاوب معهم على مدى 5 سنوات لحل مشكلاتهم، وهو بالطبع ما انعكس على الاقتصاد المصري الذى وصل إلى معدل نمو 5.6٪، وتراجعت البطالة إلى 7.8٪، وهى نسبة لم تتحقق منذ فترة طويلة.

الرئيس أيضاً أعطى الفرصة لزملائه من الوزراء الحاضرين للحديث مع ممثلي الشركات، مما ساهم فى حل بعض المشكلات البسيطة بالحوار الصريح.. والجميع أشاد بالعلاقات المصرية - الأمريكية بمناسبة مرور 40 عاماً على اتفاقية «كامب ديفيد»، لكن الأهم أن الرئيس السيسي، كما حمل معه هموم المصريين، لم تغب عنه مشكلات الأشقاء الأفارقة وطالب الشركات بضرورة نقل تجربة مصر فى القضاء على فيروس «سى» إلى أفريقيا وبتكلفة أقل، وطالبهم بالاستثمار فى أفريقيا لأنها بحاجة حقيقية إلى هذه الفرص وتملك دولها إمكانيات توصلها لذلك.. أما عن الحوار السياسي -الأكثر سخونة- فنستكمل غداً حول إثيوبيا وإيران وتركيا والإرهاب والاستقرار والمدن الجديدة.

عن الوطن المصرية

كلمات دلالية

اخر الأخبار