من يحمي غزة؟

تابعنا على:   08:52 2019-09-24

جاكلين أبو طعيمة

أمد/ الشمس خائفة من الشروق.. الصباح يظهر ثم يتراجع .. خوف كبير يسكن كل الوجوه التي تحاول أن تغسل وجهها لتصحو .. تحارب فقر وجوع يوم آخر.

قد كتب الله لكل البشر أن يعيشوا أحرارا بأمان, ولا يموت منهم الشباب والأطفال إلا هنا ... تتغير الآيات .. وتتغير البدايات والنهايات.

المكان: غزة.

والقصة يا سادة هو الموت الدائم, الموت الذي لا ينتهي, حتى وإن كنت على قيد الحياة, فهذا ليس مؤشر لحياتك, وإن كان نبضك طبيعيا وقلبك يدق.  لأن كل شيء آخر ميت وبالتحديد مقتول.. الحياة , الامل, الطموح, الصحة, العمر, الأحلام والضحك.

فلو كنت طالب في المدرسة; معلمك لا يتقاضى راتب والآخر مهدد بالفصل, ولو كنت شاب في ريعان العمر نهايتك الانتحار من اليأس والبطالة وقلة الفرص والواسطة والمحسوبية في التعيين, ولو كنت تاجر مصيرك السجن بسبب الكساد والخسارة والشيكات المرتجعة, ولو اخترت أن تكون عامل فاختصار الطريق ليس هناك عمل, وإلا فستعمل عشر ساعات بخمسة شيقل.
ولو طبيب فأنت فاشل لعدم الخبرة والتدريب وتبادل الخبرات, وقلة الامكانيات ومحدودية التخصصات, وتعطل الاجهزة الطبية.

ومأساتك العظمى لو كنت مريض, فلا يوجد سرير في المستشفى ولا رباط ولا دواء ولا أجهزة رنين مغناطيسي وسيغيب التشخيص الصحيح عن المشهد.  والأعظم إن كنت مريض سرطان .. الموت البطيء رفيقك ينقص وزنك للنصف, يتساقط شعرك, يوهن جسمك, أولادك يبكون خلفك وعمرك يقصر يوما بعد يوم وينتهي أمرك.

في غزة لو كنت إنسان فستموت كبت وحزن وهم على مستقبلك الضائع على حاضرك المفجع. تموت احلامك . تدفن عمرك ولسانك مغلق لا تستطيع أن تصرخ. صوتك ممنوع. محاصر. مكسور.
سارقي غزة يمنعون كل شيء والمتآمرين عليها حكموا عليك بالموت ساكتا خائفا جائعا.

ولا حرج في أن غزة زجاجة مغلقة جيدا فيها فأر يعافر ويقاوم يريد أن يتنفس يعيش, يجري يمينا وشمالا من اولها لآخرها, ولا ينجو. فيموت داخل الزجاجة دون أمل.
وهي غزة سرقها بعضهم وتآمر عليها آخرين, قتلوا الأموات والأحياء ومنعوا الشمس فتعفن كل من فيها وبقوا هم يأمرون وينهون ويكسبون ويسرقون.
من يحمي غزة قبل أن يموت كل من فيها.. وقتها لن تفيد كل المناشدات والاستنكارات وحقوق الإنسان والمجتمع الدولي.. احموا البشر في غزة...

كلمات دلالية

اخر الأخبار