هل يصبح العرب في إسرائيل رقم (2) في النظام السياسي الإسرائيلي؟

تابعنا على:   16:55 2019-09-21

جهاد ملكة

أمد/ تحالف الأحزاب العربية "القائمة المشتركة" هو تحالف سياسي يضم أربع أحزاب عربية تمثل المواطنين العرب في دولة الاحتلال، تشكلت في أعقاب الإعلان عن انتخابات مبكرة عام ِ2015 ورفع نسبة الحسم في الانتخابات إلى 3.25% حيث تم ذلك بناء على تعديل قانوني بادر إليه زعيم حزب المهاجرون الروس "إسرائيل بيتنا" افيغدور ليبرمان بهدف منع الأحزاب العربية الصغيرة من دخول الكنيست، أي أنه يجب أن يحصل كل حزب على ما نسبته 3.25%، على الأقل من أصوات الناخبين، لكي يدخل إلى الكنيست الإسرائيلي. وتضم القائمة المشتركة، أربعة أحزاب عربية وهي: الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة (تحالف سياسي يساري عربي – يهودي)، والتجمع الوطني الديمقراطي (حزب قومي عربي في إسرائيل)، والقائمة العربية الموحدة (ائتلاف سياسي يشمل أحزاب سياسية عربية)، والحركة العربية للتغيير (حزب سياسي اجتماعي وطني عربي بقيادة د. أحمد الطيبي).
وما يميز القائمة المشتركة هي تركيبتها الفريدة من نوعها القائمة على مبدأ توحيد الصفوف العربية في دولة الاحتلال بحيث تضم في صفوفها: إسلاميين وعلمانيين وليبراليين، ونسويين/ات، وقوميين واشتراكيين، ومسيحيين ودروز ويهود، وتمثيل جغرافي للشمال والمركز والجنوب، وتمثيل للمدن وللقرى.
في انتخابات الكنيست الإسرائيلي ال22 التي جرت يوم 17 سبتمبر 2019، استطاعت القائمة المشتركة أن توحد خلفها كل المصوتين العرب في الداخل المحتل وتحصل على 13 مقعد، وهذا رقم غير مسبوق، ودعوات المقاطعة للانتخابات لم تجدي نفعا، فنسبة الاقبال والتصويت في الوسط العربي وصلت الى 60%، والغالبية العظمى من المصوتين العرب (حوالي 90%) صوتوا للقائمة المشتركة، وهذا يؤكد بأن المواطنين الفلسطينيين في الداخل المحتل نبذوا الأحزاب الصهيونية والتفوا حول قيادة موحدة وتوحدوا بعد أن كانوا متفرقين ويصوتوا لأحزاب صهيونية تضرهم ولا تنفعهم. ما جرى يشكل نقطة تحول في الحياة السياسية للمواطنين العرب ويكونوا كتلة انتخابية لها وزنها في المستقبل القريب.
القائمة المشتركة ذات الغالبية العربية، مع مقاعدها ال13، لم تقرر بعد ما إذا كانت ستدعم حزب وسط اليسار "أزرق ابيض" بقيادة غانتس، لكن لا يزال احتمال تشكيل حكومة وحدة تضم الحزبين الكبيرين هو الطريقة الأكثر ترجيحا للخروج من الطريق المسدود في تشكيل الحكومة الإسرائيلية رغم إصرار حزب أزرق أبيض على تنحي نتنياهو الذي يواجه اتهامات ضده في قضايا فساد وفي انتظار اما ان يكون رئيس الحكومة المقبلة او كبير السجناء في إسرائيل!..
أحد السيناريوهات المطروحة لتشكيل الحكومة الإسرائيلية القادمة هو تشكيل حكومة وحدة وطنية من حزبي "الليكود" و "ازرق ابيض" وفي حال تشكلت هذه الحكومة، فإن القائمة المشتركة ستصبح تلقائيا في المعارضة وبما أن المعارضة في إسرائيل لها امتيازات خاصة فإن رئيس القائمة أيمن عودة ربما يصبح أول رئيس معارضة عربي في الكنيست الإسرائيلي، ويصبح رقم (2) في النظام السياسي الاسرائيلي بعد منصب رئيس الوزراء. ومنصب رئيس المعرضة هو منصب رسمي في إسرائيل وله أهمية خاصة، وأهميته تكمن بأن رئيس المعارضة يتلقى تقارير أمنية دورية من رئيس الحكومة ورئيس الاركان، ويجب ان يجتمعوا معه ويطلعوه على الوضع السياسي والأمني للدولة، وفي حالات الحرب يجب أن يبلغه رئيس الحكومة بأنهم ذاهبين للحرب، كما أن خطابه سيكون رقم (2) في كل المناسبات الرسمية وفي مناسبات افتتاح دورات الكنيست، كما يجب أن يكون مطلعاً على مجريات الأمور السياسية والأمنية في الدولة، وأي ضيف يزور إسرائيل يجب أن يجتمع معه، بالتالي هذا يعطيه قوه لطرح قضايا الفلسطينيين في الداخل والتأثير لصالحها، إلا اذا قررت إسرائيل ان تغير بروتوكولاتها وقوانينها ويبقى السؤال الان هل ستسمح العنصرية الإسرائيلية لأيمن عودة بتولي هذا المنصب أم ستنقلب دولة الاحتلال على قوانينها؟
تُعرّف القائمة المشتركة الفلسطينيين في اسرائيل أنهم سكان البلاد الاصليّين، ومن هذه الحقيقة تنبع حقوقهم الجماعية والفردية، وتتحدد علاقتهم مع دولة الاحتلال، اذ تطالب القائمة المشتركة بالاعتراف بهم كأقلية قومية ذات حقوق جماعية، وبحقهم بإدارة ذاتية لشؤونهم الثقافية والتعليمية والدينية، ويؤكدون على أنهم جزء فاعل لا يتجزّأ من الشعب الفلسطيني والأمة العربية، من حيث انتمائهم الوطني والقومي والحضاري والثقافي.

اخر الأخبار