نتنياهو وصفعة القرن

تابعنا على:   11:08 2019-09-18

عبدالحكيم ذياب

أمد/ غداً تُجرى انتخابات برلمانية من جديد، وكما جرت العادة الضحية دائماً، وعلاقة النجاح في أي إنجاز أو نجاح يكتب لأحد المرشحين، هم الفلسطينيون، وعلى ما يبدو أنّ الأمر يتطوّر مع كل انتخابات جديدة، وهذه المرّة يخرج علينا نتنياهو خلال جلسة لحكومته والتي أُقيمت في إحدى المستوطنات اليهودية في غور الأردن ليصرح بأنه سيضمّ المستوطنات ومناطق واسعة في الضفة الغربية، منها غور الأردن وشمال البحر الميت، والغريب إلحاحه على التنفيذ، ممكن أن نفهم أنه يريد حصد المزيد من الأصوات مقابل هكذا تصريح، لكن الحقيقة تقول إنه ينوي ما تنويه أمريكا كفرض أمر واقع عشية إعلان أمريكا ما أسمته التسوية في الشرق الأوسط، فقد كان يتحدّث بكل ثقة ليقنع المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت، الذي يدرك أن نتنياهو يتّخذ إجراءات عملية ومواقف سياسية بالغة التطرف في إطار حملته الانتخابية، وأنه يطرح ضمّ الأراضي لكي يستقطب لصالحه أصوات المُستوطنين، لكنّ الأخير اعترض على مثل هكذا إجراء، بحجة أنّ هذه الحكومة هي انتقالية ولا يحقّ لها اتخاذ قرارات مصيرية، وأوقف نتنياهو عما يفكر به، ونتنياهو يصرّ عليها أكثر كونه يراها ملحة أكثر لأنه يثق بقرارات ترامب، ويرتكز على خطته المعروفة بـ «صفقة القرن» بعد أيام من الانتخابات الإسرائيلية.

وهنا مربط الفرس يجب أن نكون مستعدّين لأي خطوات يمكن أن ينفّذها نتنياهو أو الحكومة الإسرائيلية القادمة، خاصة بعد أن منحت الحكومة الشرعية القانونية لما يسمّى مستوطنة «مافوؤوت يريحو» الواقعة جنوب غور الأردن، ليذهب نتنياهو ليقول إنها مقدمة لقرارات لاحقة!!

بالطبع سيكون هدفها ضم شمال البحر الميت وغور الأردن، وكذلك كل أراضي المستوطنات في الضفة الغربية، وسيفرض سيطرته عليها بفعل القوة، دون أن يسأل أو يأخذ بأن دولاً كثيرة اعترضت على القرار، إلا أنه ماضٍ في قراراته مُستعين بالأمريكان، بحجة أن غور الأردن هو جدار حماية إسرائيل من الجهة الشرقية، وعلى ما يبدو أننا الآن أمام مخطط أكثر تهويداً، وقسوة، نحن نخسر وليس بأيدينا إلا أن نسمع لشجب واستنكار الدول العربية، ونتنياهو يضع خطته، لضمّ ما يسمى بالأراضي المقدسة!!

لا أحد يمكن أن يقول إن هذا المخطط هو حبر على ورق، وما يدل على ذلك أن حلفاءه في اليمين المتطرف يؤيدونه، رغم إدراكهم أن نتنياهو فعل ذلك حتى يكتسح الأصوات، وهذا سبب في أن هناك من شكّك في نواياه في التنفيذ.

دعنا نقول إن هناك أطرافاً إسرائيلية ترى أن صفقة القرن ستجعل إسرائيل كجزيرة محاطة بالفلسطينيين المقاومين والذين لا ينسون أن كلّ هذه البلاد لهم، ونتنياهو الآن يلعب على هذا الوتر ويسعى لضمّ كل الأراضي المحيطة بإسرائيل، وهذا ما تقوله الخُطة الأمريكية وما أسمته بصفقة القرن، وما يسعى لتنفيذه نتنياهو الذي لا ينفكّ عن القول إنه سيخوض المفاوضات مع ترامب ليبدأ بتنفيذ خطوات الصفقة، وإعلان السيادة الإسرائيلية على أراضٍ يسميها الأراضي الإستراتيجية لحماية دولة إسرائيل، في حين أن إسرائيل سنّت قانوناً يُوصي بالسماح للمستوطنين بشراء وتملك أراضٍ في الضفة الغربية بشكل فردي، ومثل هكذا قرار ينتظره المستوطنون منذ سنوات، نظراً لأن القانون في الضفة الغربية يسمح فقط للفلسطينيين والأردنيين أو الأجانب من أصل عربي بشراء وتملك الأراضي هناك، لكن لا يسمح لليهود ولا للإسرائيليين بتنفيذ صفقات عقارية وإبرام صفقات في الضفة الغربية بشكل فردي، ويسمح بذلك فقط من خلال شركة وموافقة رئيس الإدارة المدنية.

الرئيس محمود عباس رفض هذا القانون رفضاً قاطعاً، واعتبره تكريساً لسياسة الأبارتايد التي تنتهجها دولة الاحتلال.

كما هدّد الرئيس بوقف الاتفاقيات وسيوقفها فعلاً، لذا يجب على كل الفصائل والوطنيين دعم ومساندة الرئيس في معركته ضد أطماع وجنون نتنياهو والتطرّف الإسرائيلي، فقط نحن من نقدر أن نوقف حلم الاحتلال وأمريكا، بوحدتنا وقوّتنا، وحقّنا في العودة.

اخر الأخبار