النخالة: اتفاق أوسلو ولد ميتًا وعلاقتنا مع حماس استراتيجية

تابعنا على:   12:00 2019-09-17

أمد/ بيروت: أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي،زياد النخالة، أن جميع من وقعوا على اتفاق أوسلو أو حضروه، يدركون أنّنا كَشعبٍ فلسطيني قد فقدْنا ولِلأبدِ سبعة وثمانينَ في المئةِ من فلسطين، وغيرُ متأكدينَ ما مصيرُ الجزءِ المُتبقّي منها.
وأوضح  النخالة خلال كلمته في "اللقاء الوطني للخروج من اوسلو" في الذكرى 26 لاتفاقية أوسلو، يوم الثلاثاء، أن "الشعب الفلسطيني عرف مع الوقت أنه أخذ وعودًا من قَتَلةٍ وَلصوصٍ بأن يكونَ لنا وطنٌ على ما تَبقّى من فلسطين".

أوسلو ولد ميتًا

وشدد على أن اتفاق أوسلو "مات يوم انتهى التصفيق لنا في احتفال البيت الأبيض آنذاك، فقد كانَ احتفالَ الذينَ شاركونا إنهاءَ قضيتِنا وعَدالتِها بِأيدينا".

وقال: "لقد انتهى الاحتفال العزاء، واستمر الذينَ وقعوا ستة وعشرينَ عامًا يبيعونَ الوهمَ لِلناس، ولم يَحصلوا إلا على بطاقةِ "vip" يَتنقّلونَ بها عبرَ الحواجزِ الصّهيونيّة وعبرَ العواصم، وحَصَل الناس على مَزيدٍ منَ الإذلالِ، والإحساسِ بِالخَديعة، حتى وقتِنا هذا".

ولفت  النخالة أن اتفاقِ أوسلو كدرس وتَجرِبةٍ من أسوأ التّجارِبِ التي مَرَّ بها شعبٌ على وَجْهِ الأرض، مبينًا أن "أمامَنا تَحدياتٌ جديدةٌ، واستحقاقاتٌ جديدة، وعلينا جميعًا مَسؤوليّة تصویبِ مَسارِنا السِّياسيِّ بما يَضمنُ الحفاظ على حقوق شعبِنا".

صفقة القرن

وأضاف الأمين العام: "لقد تم إعلانُ اتفاقِ أوسلو ميتًا عشراتِ المرات، وبعدَ ستةٍ وعشرينَ عامًا تمَّ قرارُ دفنِهِ رسميًا، ممن وَقعوا عليه (أمريكا وإسرائيل)، بما سمّي بصفقةِ القرن، التحدي الجديد أمام شعبِنا وأمتنا".

ولفت إلى أن "الجميعَ مُوافق على مُخرجاتِ صَفقةِ القرن، حتى لو رَفضوها خطابيًا، لأنَّ سلوكَهم العمليَّ يقولُ ذلك.
 
وبيَّن أن "الجميعُ عرباً وأوربيينَ، شرقًا وغربًا، يُريدونَ إغلاقَ ملفِ القضيةِ الفلسطينيةِ، وإلى الأبد، لذلكَ لا حقوقَ لِلفلسطينيينَ في كلِّ مكانٍ، وأينَ اتّجَهْت".

المقاومة جاهزة

وأكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، أنَّ وَحدةَ قوى المقاومةِ أولويّة في مُواجهةِ المَشروع الصهيوني وأنها تقفُ على مدارِ الوقتِ جاهزة للتّصدِّي لأيِّ عدوان محتَمل.

وأشار إلى أن المقاومةَ في غزةَ، وفي كلِّ مكانٍ من فلسطينَ عنوانٌ كبير لنا جميعا، ويجبُ أنْ نَحمِيَهُ بكل ما نِملكُ من قوّةٍ، بِإرادتِنا الواعيةِ، وَقدرتِنا على حِمايةِ شَعبِنا، مضيفًا: "المقاومة هي إرادةُ شَعب، وليسَت إرادةَ حزب بِعينِه".

وشدد النخالة أن وَحدةَ الشعبِ الفلسطينيِّ في كلِّ أماكنِ وجودِهِ شرطٌ أساسيٌّ في مواجهةِ كلِّ التَّحدياتِ التي تُواجِهُ شعبَنا، موضحًا أن الشعبُ العظيمُ يَحتاجُ لِلاحتضانِ من قوى المقاومةِ، ليسَ أقلَّ من حاجةِ المقاومةِ لِاحتضانِ شعبِها لها، فالأبناءُ يَجِبُ أن يَلتفِتُوا لآبائِهم.

وأوضح أنَّ "شعبَنا ومقاومته يَقفون موحدين خلف الأسرى الأبطالِ ونضالاتهم، ويعملون على تحريرِهم بكل الوسائلِ المُمكنةِ"، مؤكدًا أن أي مساس بحياة الأسرى القادة المضربينَ عن الطعام سيأخذ الأوضاع إلى مَنحىً آخرَ تمامًا.

وقال النخالة: "يجبُ أن نقاتلَ ونقاتلَ لِنفرضَ وقائعَ جديدةً على الأرضِ، وإذا لم نفعلْ ذلكَ فلن يَلتفِتَ إلينا أحد، وسيساومونَنا على لقمةِ العيشِ وشربةِ الماء، كما يَفعلونَ الآنَ، حتى نغادرَ أرضَنا، ونغادرَ كرامتَنا، وَنُغادرَ هويتَنا".

العلاقة مع حماس

وبالحديث عن العلاقة مع حركة "حماس" قال القائد النخالة: "العلاقة مع الإخوة في حركة حماس عَلاقة استراتيجية، لا يُمكِنُ أنْ نفرط بها، بأي حالٍ منَ الأحوال رغمَ كل المحاولات المعادیة التي تعمل ضد هذا التحالف".

 

فيما يلي نص كلمة القائد زياد النخالة كاملة ً:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاةُ والسلامُ على سيدِنا محمد، وعلى آله وصحبِهِ ومَنْ والاه إلى يوم الدين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتُه

من اليوم الأول لِلتوقيع على اتفاقِ أوسلو، كانَ جَميعُ مَنْ وقّعوا على الاتفاقِ أو حضروه، يدركون أنّنا كَشعبٍ فلسطينيِّ قد فقدْنا ولِلأبدِ سبعة وثمانينَ في المئةِ من فلسطين، وغيرُ متأكدينَ ما مصيرُ الجزءِ المُتبقّي منها ... ومع الوقتِ أصبحَ واضحًا أنّنا أخذْنا وعوداً من قَتَلةٍ وَلصوصٍ بأن يكونَ لنا وطنٌ على ما تَبقّى من فلسطين !...

لقد ماتَ اتفاقُ أوسلو يومَ انتهى التّصفيقُ لنا في احتفالِ البيتِ الأبيض آنذاك... لقد كانَ احتفالَ الذينَ شاركونا إنهاءَ قضيتِنا وعَدالتِها بِأيدينا ...


 
 لقد انتهى الاحتفالُ العزاء ... واستمرَّ الذينَ وقّعوا ستة وعشرينَ عامًا يبيعونَ الوهمَ لِلناس، ولم يَحصلوا إلا على بطاقةِ "vip" يَتنقّلونَ بِها عبرَ الحواجزِ الصّهيونيّة وعبرَ العواصم . وحَصَلَ الناسُ على مَزيدٍ منَ الإذلالِ، والإحساسِ بِالخَديعة، حتى وقتِنا هذا.

 نتحدّثُ اليومَ عن اتفاقِ أوسلو کَدرسٍ وتَجرِبةٍ من أَسوأِ التّجارِبِ التي مَرَّ بها شعبٌ على وَجْهِ الأرض ... والمراجعة تخلقُ الأحقادَ والعَدَاوة، وحتى الانحيازَ لِلعدوِّ في كثيرٍ منَ الأحيان، ولكنَّ الموتى لا يَعودون...

والآنَ أمامَنا تَحدياتٌ جديدةٌ، واستحقاقاتٌ جديدة، وعلينا جميعًا مَسؤوليّة تصویبِ مَسارِنا السِّياسيِّ بما يَضمنُ الحفاظ  على حقوق شعبِنا. ورغمَ ذلكَ نَرى أنَّ البعضَ منا ما زالَ يَتحدّثُ عن أوهامِ أوسلو... والأعداءُ يصنعونَ مؤامراتٍ جديدة ، ومساراتٍ جديدة.

لقد تمَّ إعلانُ اتفاقِ أوسلو ميتًا عشراتِ المرات، وبعدَ ستةٍ وعشرينَ عامًا تمَّ قرارُ دفنِهِ رسميا، ممَنْ وَقّعوا عليه (أمريكا وإسرائيل)، بما سمّيَ

بصفقةِ القرن، "التحديِّ الجديد" أمامَ شعبِنا وأمّتِنا.

وأقولُ لكم بِصراحةٍ: إنَّ الجميعَ مُوافقٌ على مُخرجاتِ صَفقةِ القرن، حتى لو رَفضوها خطابيًا. لأنَّ سلوكَهم العمليَّ يقولُ ذلك... الجميعُ عرباً وأوربيينَ، شرقًا وغربًا، يُريدونَ إغلاقَ ملفِ القضيةِ الفلسطينيةِ، وإلى الأبد. لذلكَ لا حقوقَ لِلفلسطينيينَ في كلِّ مكانٍ، وأينَ اتّجَهْتَ...

الفلسطينيُّ محاصَرٌ كَشخص... والفلسطينيٌّ مُطارَدٌ كَشخص... والفلسطينيُّ مُتّهمٌ أينما ذَهَب...

ومطلوبٌ من الفلسطينيِّ أن يَبحَثَ عن جنسيّةٍ أخرى ... ويُفضِّلُ أن تكونَ أجنبيّة ً، حتى يَستطيعَ الحياة.

مقابل ذلك، يقدم لليهود والإسرائيليينَ كل التّسهيلات، وكل النفاق

على امتداد العالم العربي والإسلامي، تحت عناوین مختلفة... ويشرع بإقامة دور عبادةٍ لهم، وتفتح لهم الحدود، وتخدمهم منتجعات السياحة العربية والأجنبية... ويلاحق الفلسطيني، ويكون متهما في كل مكان، وفي كل مطار، وعلى كل حدود، ويستباح في كل دولة، ويعتقل...

ممنوع أن يصرخ، وممنوع أن يشكو... وأكثر من ذلك، عليه أن يشكر كل الناس، بسبب وبلا سبب... ويشكر الدول، ويشكر الحكومات، وموظفي الحدود، ورؤساء الدول... أليست هذه مظاهرَ صفقة القرن ومُخرجاتِها؟!

 أيها الإخوة

ما قيمةُ أن يَتسابقَ العربُ والمسلمونَ وغيرُهم، بِعقدِ المؤتمراتِ لِاستنكارِ إعلانِ العدوِّ ضمَّ مناطقَ إضافيّةٍ لِكيانِهِ منَ المساحةِ التي أبقوها لغواً في اتفاقِ أوسلو لِلفلسطينيين ؟!... ويُلاحقونَ الفلسطينيّينَ في كلِّ مَكان؟!...

أليسَ هذا نفاقا ؟! أليسَ هذا ادعاءً وكذباً؟! ألا يَعلمُ مَنْ استنكرَ، وَمَنْ سیَستنكِرُ، أنَّ هذه الأراضيَ وأهلَها تحتَ الاحتلالِ الصهيونيِّ منذ ُ أكثرَ من خمسينَ عامًا، وأنّها مُستباحةٌ أرضاً وبَشَراً، قَتْلًا وتَشريدا؟!...


 
أوسلو، یا سادة ُ، لعنةٌ أسْمَوْها مَشروعاً وطنيًا، ستُلاحِقُ كلَّ مَنْ وَقّعَ عليها ، أو اندمَجَ فيها ...

وصفقةُ القرنِ نكبةٌ جديدةٌ لِلشعبِ الفلسطيني، ولكلِّ العرب... وهي إعلانُ انتصارِ المَشروع ِ الصهيونيِّ في المنطقةِ والعالمِ إلى الأبد...

ونحنُ كَفلسطينيينَ لا نَجِدُ طريقةً لِلتفاهمِ مع بعضِنا البعض، ونحنُ نُدركُ أنّنا جميعاً مُستهدفونَ... ولِلأسفِ الضحايا يُقلّدونَ جَلادِيهم !...

لذلكَ، وأمامَ كلِّ ذلكَ أقولُ: إنَّ المقاومةَ في غزةَ، وفي كلِّ مكانٍ من فلسطينَ عنوانٌ كبيرٌ لنا جميعا، ويجبُ أنْ نَحمِيَهُ بكلِّ ما نِملكُ من قوّةٍ... نَحميَهُ بِإرادتِنا الواعيةِ، وَقدرتِنا على حِمايةِ شَعبِنا...

المقاومةُ هي إرادةُ شَعْبٍ، وليسَتْ إرادةَ حزبٍ بِعينِه...

ولذلكَ هذا الشعبُ العظيمُ يَحتاجُ لِلاحتضانِ من قوى المقاومةِ، ليسَ أقلَّ من حاجةِ المقاومةِ لِاحتضانِ شعبِها لها. فالأبناءُ يَجِبُ أن يَلتفِتُوا لآبائِهم... إنَّ العقوقَ

شيءٌ مَقيتٌ. نحنُ نُقاتلُ العدوَّ من أجلِ وَطنِنا، ومن أجلِ شعبِنا، ونحنُ نُدركُ استحقاقاتِ هذا القتالِ...

ونحنُ نقاتلُ العدوَّ يَجبُ ألا يُنسِينا الألمُ أنّنا قُمْنا من أجلِ فلسطين ... فلا نجعلُ الأعداءَ يُحوّلونَ أهدافَنا، لتُصبحَ تحسينَ شروطِ حياتِنا . هي أهدافُنا النهائية.

الإخوة والأخوات

في هذا الطريقِ الطويلِ والشّاقِّ من أجلِ فلسطينَ يَجبُ أن نُدركَ ما يَتوجّبُ علينا فعلُه، وما حَجْمُ ما يَتوجّبُ علينا القيامُ بِه، حتى يكونَ شعبُنا على بَيّنة... لا بِالخطاباتِ، ولا بالمُجاملاتِ فقط، ولكنْ بالحَشْدِ وبالقوّةِ وبالتّحريضِ على القتال ...

 لم يَتركوا خياراً آخرَ لِشعبِنا... يجبُ أن نقاتلَ ونقاتلَ لِنفرضَ وقائعَ جَديدةً على الأرضِ ... وإذا لم نفعلْ ذلكَ فلن يَلتفِتَ إلينا أحدٌ، وسيُساوِمونَنا على لقمةِ العيشِ وشربةِ الماءِ ، كما يَفعلونَ الآنَ... حتى نُغادرَ أرضَنا، ونغادرَ كرامتَنا، وَنُغادرَ هُويّتَنا...

الإخوةُ والأخواتُ في ختامِ مُداخلتِي أؤكّدُ على ما يلي:

أولا: إنَّ وَحدةَ قوى المقاومةِ أولويّةٌ في مُواجهةِ المَشروع  الصّهيونيِّ . وإنها تقفُ على مدار ِ الوقتِ جاهزة ً للتّصدِّي لأيِّ عدوان ٍ محتَمل.

ثانيا: إن العلاقة مع الإخوةِ في حركة حماس هي عَلاقة إستراتيجية، لا يُمكِنُ أنْ نفرط بها، بأي حالٍ منَ الأحوال رغمَ كل المحاولات المعادیة التي تعمل ضد هذا التحالف.

ثالثا: إنَّ وَحدةَ الشعبِ الفلسطينيِّ في كلِّ أماكنِ وجودِهِ هي شرطٌ أساسيٌّ في مواجهةِ كلِّ التَّحدياتِ التي تُواجِهُ شعبَنا.

رابعا: إنَّ شعبَنا ومقاومته يَقفون موحدين خلف الأسرى الأبطالِ ونضالاتهم، ويعملون على تحريرِهم بِكلِّ الوسائلِ المُمكنةِ كما أشيرُ هنا إلى أن أي مساس بحياةِ الأسرى القادة المضربينَ عن الطعام ِ سيأخذُ الأوضاعَ إلى مَنحىً آخرَ تماماً

عاشَ نضالُ شعبِنا وجهادُه حتى النصر

المجدُ والخلودُ لِشهدائِنا الأبرار.

والسلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه

 

اخر الأخبار