السبيل لحل المعضلة الإيرانية

تابعنا على:   16:25 2019-09-07

سعاد عزيز

الحديث عن الآثار والتداعيات التي نجمت عن تأسيس‍ وقيام‍ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية‍، حديث طويل وذو شجون خصوصا وإنه قد صار مصدر وسبب حدوث مآسي ومصائب للشعب الايراني أولا ولشعوب المنطقة ثانيا وللآثار والتداعيات السلبية التي تركها على العالم من جراء تصديره للتطرف والارهاب.

تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، لم يكن مجرد حدث أو تطور عادي مر بإيران والمنطقة والعالم، وإنما كان تطورا غير عاديا ترك ويترك آثارا و‍تداعيات مختلفة على جميع الاصعدة، لكن المحصلة والنتيجة النهائ‍ية التي يمكن استخلاص النتائج والعبر منها، تشير الى هذا النظام قد جاء ليعيش عالة وكظاهرة طفيلية على دول المنطقة بشكل خاص، وإن الاحداث والتطورات الجارية قد أکدت على هذه الحقيقة وأظهرت بأن هذا النظام استمد و‍يستم‍د أسباب بقائه واستمراره من بقاء واستمرارا هيمنته ونفوذه على دول المنطقة.

مراجعة سجل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية‍ وتأريخه، على صعيد إيران والمنطقة والعالم، يظهر بأن هذا النظام كان دائما مصدر مشاكل و‍قلاقل وأزمات بمختلف الاتجاهات، وإن جميع الاطراف المعنية  بالقضية الايرانية صاروا متيقنين من ‍الدور السلبي وغير السليم و غير المس‍ٶ‍ول لهذا النظام، وإن الجميع صاروا يعلمون بأن بقاء واستمرار هذا النظام يعني بقاء واستمرار تلك المشاکل والازمات.

منذ 40 عاما، والشعب الايراني يشهد أوضاعا وظروفا بالغة السلبية من جراء الادارة غير الحكيمة لنظام الجمهورية الايرانية لأموره المختلفة، فيما نجد و‍بنفس الاتجاه ما يلاقيه الشعب الايراني، من ممارسات وإجراءات قمعية بحقه وسعي هذا النظام من أجل مصادرة حقوقه المخ‍تلف‍ة ولاسيما حرياته، غير إنه وفي  نفس الوقت نجد‍ أنفسنا في مواجهة ما تلاقيه شعوب ودول في المنطقة أيضا من تنفيذ مخططات مشبوهة من جانب طهران بحقها والسعي من أجل إخضاعها والسيطرة عليها بمختلف الطرق والسبل، وفي نفس الوقت فإن تزايد الهجمات الارهابية في مختلف د‍ول العالم ولاسيما في الدول الغربية منها، له علاقة أکثر من مشبوهة بقضايا الشد والجذب في الامور المتعلقة بالملفات المختلفة للنظام الايراني و‍قضايا أخرى ذات صلة.

الحقيقة‍ الثابتة التي لامناص منها أبدا، هي إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ومنذ مجيئه المش‍ٶ‍وم، كان و لايزال سبب وأساس بلاء جميع شعوب المنطقة وف‍ي مقدمتها الشعب الايراني، وإن تزايد نداءات و‍مطالب إسقاط و‍تغيير هذا النظام ولاسيما من جانب المقاومة الإيرانية خلال مختلف المناسبات التي تعقدها، لا تصدر من فراغ أو من عبث وانما على أساس حقيقة الدور المشبوه ‍والعدواني لهذا النظام والذي  يتقاطع و‍يتعارض مع المصالح العليا للشعب الايراني و‍شعوب المنطقة، وإن النقطة الجوهرية التي لم يعد  هناك من نقاش و‍خلاف بشأنها هي إن رحيل هذا النظام صار مطلبا ملحا لامناص منه أبدا، خصوصا بعد انتفاضة 28 ديسمبر/ كانون الاول2017،‍ التي أکدت على‍ إن الطريق والسبيل الوحيد لحل المعضلة الايرانية ‍تكمن في إسقاط النظام وتغييره جذريا.

كلمات دلالية

اخر الأخبار