الحكومة السودانية تنتصر لـ "حبوبتي كنداكة" بـ 4 حقائب وزراية

تابعنا على:   16:40 2019-09-06

أمد/ الخرطوم: أعلن عبد الله حمدوك، رئيس وزراء السودان، مساء الخميس تشكيلة الحكومة الجديدة، المؤلفة من 18 حقيبة بينها 4 للنساء، هن أسماء محمد عبد الله لوزارة الخارجية، وولاء البوشي للشباب والرياضة، وانتصار الزين صغيرون للتعليم العالي، ولينا الشيخ لحقيبة التنمية الاجتماعية، على أن يبت لاحقاً مصير وزارتين لم ينتهِ التوافق بشأنهما بعد.

وكان حمدوك كشف أن تأخر إعلان وزراء الثروة الحيوانية والسمكية، والبنية التحتية، سببه ضرورة إجراء مزيد من التشاور.

كما قال في مؤتمر صحافي: "اليوم نبدأ مرحلة جديدة من تاريخنا"، مضيفاً "أنه يعمل من أجل ما سمّاه التمثيل العادل للسودانيين في هياكل السلطة الانتقالية، وبناء مشروع وطني يقوم على التعدد والديمقراطية واحترام الآخر"
"حبوبتي كنداكة"

ولاقى تعيين النساء ترحيباً واسعاً في الشارع السوداني وعلى منصات التواصل.

واسترجع الكثيرون صورة الشابة السودانية التي عرفت بـ "كنداكة"، وقادت التظاهرات في شوارع الخرطوم، مرتدية الأبيض وصادحة بأعلى صوتها "ثورة!".

يذكر أن مصطلح "كنداكة" انتشر بشكل واسع خلال احتجاجات السودان، في إشارة إلى صمود المرأة وقدرتها على المواجهة وتحقيق الانتصار، حتى إنه وصل إلى وسائل الإعلام الغربية، حيث استخدم التعبير نفسه في اللغة الإنجليزية kandaka.
ماذا تعني كلمة "كنداكة"؟

ويشير هذا اللقب الغارق في التاريخ إلى زوجات الملوك، أو الملكات في العصور القديمة، حيث حكمت المرأة في فترات عديدة من تاريخ السودان في الممالك النوبية شمال البلاد، التي تعرف بكوش.

وارتبط هذا اللقب بالملكات الحاكمات. ويعني "المرأة القوية"، وبالتحديد اثنتان من أوائل النساء اللواتي كن من أعظم ملكات مملكة مروي.

ويبدو أن حمدوك تمسك بتلك "المرأة القوية"، وبصرخاتها التي صدحت في شوارع السودان منذ ديسمبر الماضي، إذ أعلن قبل أيام تمسكه بصحة تمثيل المرأة وإنصافها في التشكيلة الحكومية.

وقال الثلاثاء الماضي: "إن السودانيين أجمعين ومن مختلف المدن شاركوا في الثورة، لذلك نهدف لضمان تمثيل النساء بشكل مناسب في الحكومة"

وعلى الرغم من أن إعطاء 4 وزارات للمرأة لا ينصفها طبعاً إنما هو خطوة الألف ميل، إلا أن تشكيلة حمدوك لاقت ترحيباً بين الشباب والشابات في السودان.

كنداكة

يذكر أن الحكومة الوليدة، ستعمل بموجب اتفاق لتقاسم السلطة مدته ثلاث سنوات، تم توقيعه الشهر الماضي بين الجيش والمدنيين.

وكان حمدوك أعلن مساء أمس حكومته الانتقالية للثلاث سنوات القادمة، كاشفاً عن تأخير تسمية وزارتي البنى التحتية والثورة الحيوانية لمزيد من التشاور، فيما سقطت وزارة الشباب والرياضة "سهواً"، فضلاً عن اختيار نصر الدين عبد الباري وزيراً للعدل بديلاً لـ محمد عبد السلام ازيرق.
وسمى حمدوك عمر بشير منيس وزيراً لرئاسة مجلس الوزراء، جمال عمر للدفاع، والطريفي إدريس للداخلية، وأسماء محمد عبد الله للخارجية، وإبراهيم البدوي للمالية، وأكرم علي التوم للصحة، ومحمد الأمين التوم التربية والتعليم، ومدني عباس مدني للتجارة والصناعة، وعادل إبراهيم للطاقة والتعدين، وياسر عباس للري والموارد المائية، وعيسى عثمان شريف للزراعة، ولينا الشيخ للعمل والتنمية الاجتماعية، وانتصار صغيرون للتعليم العالي، وفيصل محمد صالح للثقافة والإعلام، ويوسف آدم للحكم الاتحادي، ونصر الدين مفرح للشؤون الدينية والأوقاف.

إنجاز نسوي جديد يحققه السودان في مسيرته نحو الديمقراطية بعد تعيين أربع وزيرات في الحكومة الانتقالية، أبرزهن أسماء محمد عبد الله التي حظيت بمنصب الخارجية، في حدث هو الأول من نوعه في السودان، والثالث على مستوى الدول العربية.

أول وزيرة خارجية في العالم العربي كانت الناها بنت مكناس من موريتانيا، وكذلك الثانية وهي فاطمة فال بنت أصوينع.
اللافت أن وزيرة الخارجية السودانية التي عينت الخميس، لم تكن ضمن الترشيحات الأولى التي قدمتها قوى الحرية والتغيير لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك للمنصب.

لكن إصرار الأخير على ضرورة التمثيل العادل للنساء وبقية أقاليم السودان في الحكومة الانتقالية، غلّب كفة أسماء على عمر قمر الدين الذي كان قاب قوسين أو أدني من تولي المنصب.

فمن هي أسماء محمد عبد الله وزيرة خارجية السودان؟

وفق سيرتها الذاتية المنشورة في مصادر محلية سودانية، هي من أوائل السودانيات اللائي التحقن بالسلك الدبلوماسي في السبعينيات.

تدرجت في المناصب حتى وصلت إلى درجة "وزير مفوض". وعملت نائبة مدير دائرة الأميركيتين في الخارجية.

كما عملت في عدد من سفارات السودان في دول بينها النرويج، وكذلك في البعثات الدبولماسية السودانية في ستكهولم والرباط.

أقصاها نظام البشير من الخارجية عام 1990، بموجب قانون "الفصل للصالح العام".

إلى جانب وزيرة الخارجية، ضمت التشكيلة الحكومية الجديدة ثلاثة وزيرات أخريات هن:

انتصار الزين صغيرون، وزيرة التعليم العالي

عالمة آثار سودانية، وتعتبر صاحبة أول رسالة دكتوارة في الآثار في بلادها، حسب مصادر محلية تتحدث عن سيرتها الذاتية.

أسهمت في رصد أكثر من 33 موقعا أثريا أثناء بحوثها في حضارات السودان بما فيها ممالك كرمة وكوش ومروي.

لينا الشيخ محجوب، وزيرة العمل والتنمية الاجتماعية


خريجة جامعة الأحفاد للبنات حيث حصلت على بكالوريوس إدارة أعمال، وماجستير في الدراسات التنموية من جامعة مانشستر في المملكة المتحدة.

إﺣﺪﻯ ﻣﺆﺳﺴﻲ "ﺍﻣﺒﺎﻛﺖ ﻫﺐ ﺧﺮﻃﻮﻡ"، وهي ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺷﺒﻜﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﻣﻌﻨﻴﺔ ﺑﺮﻳﺎﺩﺓ ﺍلأﻋﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ. ‏

إﺣﺪﻯ ﻣﺆﺳﺴﻲ "ﺍﻣﺒﺎﻛﺖ ﻫﺐ ﺧﺮﻃﻮﻡ"، وهي ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺷﺒﻜﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﻣﻌﻨﻴﺔ ﺑﺮﻳﺎﺩﺓ ﺍلأﻋﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ. ‏

ولاء عصام البوشي، وزيرة الشباب والرياضة


ناشطة سودانية شابة، خريجة جامعية في مجال الهندسة، عارضت نظام الشير لعدة سنوات.

عملت في القطاع العام والخاص، والمجتمع المدني والكثير من المبادرات التطوعية.

عملت مستشارة لبناء القدرات في برنامج القادة الشباب السودانيين بمركز "جسر للتنمية".

وانتخبت رئيسة للمجلس الاستشاري لشرق ووسط أفريقيا لزمالة القادة الشباب الأفارقة.

التقت الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما من خلال برنامج "زمالة مانديلا للقادة الأفارقة"، في واشنطن حيث ناشدته رفع العقوبات الأميركية عن السودان.

 

اخر الأخبار