انتبهوا لما هو آت

تابعنا على:   11:46 2019-09-06

محمود مرداوي

عندما تجد نفسك في أرض مجهولة وحل الظلام الدامس، وتناهى لمسامعك صوت مفزع يثير التساؤلات لا تتظاهر بأنك لم تسمع لأن الصوت لا يُلغى بالتجاهل ولا يُتفادى بالنسيان .
تحقق قبل أن تسير، ولا تترك نفسك عرضةً للمفاجآت.
قف واهدأ 
تأمل واسمع 
لاحظ واقرأ من حولك 
وشاهد ما يرون واسمع ما يقولون .
لا تذعن لتخيلك ومعتقداتك السياسية 
إذا جمدت وتخلفت عن مجاراة حالة السيولة والتغييرات المستمرة تجد نفسك خارج الأحداث ولا تستطيع مجاراتها 
أنت في مكان وهي في مكان آخر  
أنت في زمان وهي في زمان آخر 
لكن إذا أردت أن تدخل على المشهد على قاعدة ما هو موجود لتحقيق ما هو مأمول 
وليس على قاعدة الأماني بتجاهل المعطيات والموجود تستطيع أن تصبح حاضراً في المشهد وجزءاً منه .
سيد نفسك فيما تختار 
مذعن للواقع بكذب على النفس مريح ، يبقيك سائراً في المكان تتوهم لحظة الوصول، لكن النزيف مستمر ، أعمار الشباب المقدرات الحقوق والتغييرات على الأرض، استيطان وتهويد وتهجير واعتقال وتقتيل ، أو فاعل صادق في التشخيص على صعوبة الحال، تتحرك بمقتضى أخذ الكتاب بقوة وما يعنيه ذلك من مخاطر ثمن السير في الطريق الصحيح .
آلام وأهوال تراها أنت ضعف أو أبناؤك عشرون ضعفاً فاختر، معادلة لا يستوي غيرها ولا يستقم أي مسار بديل عنها .
انظر بزوم عدستك وعلى الشمال ضيق ووسع ، باعد وقرب ثبتها والتقط مشاهد بعين صهيونية ترى مصانع صواريخ دقيقة وحوامات منتشرة في ظل زحف للسلاح باتجاه فلسطين مقصود.
160000 صاروخ في لبنان 
عشرات آلاف الصواريخ في سوريا 
مخازن ومعسكرات في العراق 
وسجل أصواتاً صهيونية تتحدث بصوت عال أن ما يجري خطر لا يمكن أن يتعايش الكيان تحت رحمته ، وإصرار لدى إيران وحزب الله بعدم التراجع عن استراتيجية التموضع والانتشار والتسلح .
اترك العدسة قليلاً واصمت ، دعها تصور موقعاً استشرافياً لمشهد آت لا محال منتظر، أصوات قصف وانطلاق صواريخ وهدير طائرات وحركة دبابات وشاحنات .
ومن على قلعة النمرود بزاوية 45 درجة أدر كاميراتك ووسع زوم عدساتك لتلتقط صورة للجليل الأعلى والأسفل ، ثم ضيق وباعد حتى المثلث الجنوبي والنقب .
ضغط وعزل وعنصرية وتمييز وتحريض لايتوقف، لن يستمر الصمت ولن يختاروا السكوت، 
فيدخل على زومك دون إرادة أو قصد مرابط ممتشق للسلاح على أبواب غزة مرابطاً مطلاً على عسقلان ، غزة بعشرات آلاف صواريخها وعشرات آلاف رجالها تحت السلاح تلتحم مع كل فلسطيني هُجر في المنافي ومخيمات اللجوء المؤقت تعانق الضفة والقدس التي فيها مقتلة للصهاينة تنتظر لم يسبق لها مثيل، لديها ما تحتاجه لفعل ذلك، لن يحتسي الفلسطينيون الشاي ويتسلون بالمكسرات وهم يتابعون الأحداث على شاشة التلفاز في معركة بكوا حسرةً على أجيال ماتت دون أن تعش يوماً مع هوية وجواز سفر .
الفلسطينيون في أية معركة على فلسطين وفي فلسطين لن يجدوا مفراً من خوضها .
أين العرب؟
أين المسلمون؟
أين أحرار العالم؟
وعندما يأتوا لايملك الفلسطينيون إلا أن يدافعوا عن ماضيهم وحاضرهم للمشاركة في صناعة مستقبلهم .
فيا أيها الفلسطينيون اصبروا وصابروا ورابطوا 
واعلموا يقيناً أنه لا يحدث في ملك الله إلا ما أراد الله .

كلمات دلالية

اخر الأخبار