أكره الكتابة في الأجواء المشحونة

تابعنا على:   23:52 2019-09-04

مصطفى إنشاصي

بعد أحداث التفجير في رجال الشرطة في غزة وخروج أقلام غير مسئولة ممَنْ مصدقين أنفسهم قادة أو سياسيين ومثقفين و... ولا عتب على العامة، من ذوي الأهواء والمنافقين والمذهبيين والطوائف والحزبيين والجهلة، تنفخ في نار الحرب الأهلية وتدمير ما بقِ من وشائج اجتماعية في مجتمع المقاومة إن كان باقي من الوشائج أو المقاومة شيء، فكان لا بد من الكتابة والرد على بعضها! والآن بعد أن اتضحت الرؤية والحمد لله أن الأمر لا هو كما صوره البعض داعش وماعش، ولا اختراق من أجهزة الأمن الصهيونية ولا ما يحزنون، وإن كان أشد من كل ذلك؟! لأن السبب فيه داخلي، خلل في مصداقية المقاومة، وما ربت وأعدت عليه أبناء الجهاز العسكري لديها، وسبق أن تبين أن مَنْ اتهموا بأنهم تنظيم قاعدة وداعش وغيرها بعد انتهاء الحرب على غزة عام 2008 – 2009، واستمر العدو الصهيوني طوال عام 2010- 2011 وهو يحاول تبرير شن حرب أخرى على غزة بالترويج أنه يوجد تنظيم للقاعدة فيها، وتبين أن أكثر أولئك الذين اتهموا أنهم تنظيم للقاعدة كانوا من أبناء حركتي حماس والجهاد، ولكنهم لم يقتنعوا بتبريرات فصائلهم عن تراجعها عن ما عبئأتهم به طوال سنوات، ولا التغيرات التي حدثت على بعض القادة والأتباع من مظاهر توحي بأن الأولوية لم اعد لمشروع المقاومة، و...، والأمر نفسه مع الخلية التي قامت بالتفجيرات الأخيرة وبقية الذين حدث عندهم تحول في وجهة البندقية بعد الانتكاسة التي حلت بهم، بدل أن كانت فوهتها للعدو المركزي للأمة تحولت إلى صدر الأمة!

كتبت قبل أن تتضح الرؤية رداً على أصوات الغوغاء التي كانت تدعوا إلى استباحة كل القيم والموانع الاجتماعية لمجتمع ضيق وعلاقاته العائلية والاجتماعية متشابكة، ولكنهم أناس مرتزقة وجهلة ولا يعوا ما يكتبون:

أكره الكتابة في الأجواء المشحونة وقبل اتضاح الرؤية ولكن مضطر القول للعقلاء:

كل مَن يكتب بروح حزبية أو مذهبية أو طائفية شريك في ما يحدث ...

كل مَن يؤجج المشاعر والنفوس ويحرض ضد أي جهة يختلف معها لأي سبب لا يقل إجراماً وإثماً من مَنْ ارتكب تلك الأحداث ...

كل مَن يوجه الاتهام لأي فكر إسلامي سياسي أو مذهبي عدو للمجتمع ويقصد إثارة الفتنة والفوضى وتصعيد التوتر ...

كل مَن ينسب داعش أو غيرها للإسلام ويتهم أن المنفذين دواعش، ويحرض على استئصال كل مَن ينتمي لذلك الفكر ويسمى علماء سلف يختلف معهم في المذهب أو الفكر السياسي، دون توضيح أن داعش وغيرها صناعة مخابراتية عالمية وإقليمية ومحلية، تدعمها كل جهات الصراع على تناقض مصالحها، وأنهم يستغلون حماسة وقلة علم الشباب، والظروف المعيشية والحزبية وصراعات وتعصب الجهلة في فصائل المقاومة و... ذلك أشد جهلا وعداءً وخطراً على للمجتمع من داعش نفسها وداعية حرب أهلية ...

كل مَن يدعو ليس لاستئصال، لأنه يصعب استئصال عمل مخابراتي يستغل الدين والقضاء عليه تماماً، ولو أمكن ذلك ونجحت هذه الأساليب كان تم القضاء عليه منذ عشرات السنين، ولكن كل مَن يدعو للقضاء على هذه الجماعات وفكرها بالقتل والإبادة، هذا الأسلوب أثبت فشله بل وتولدت جماعات متشددة كثيراً من سابقاتها، يجب توقيفه والتحقيق معه وإن كانوا فصائل، ﻷنه استغلال حزبي للتحريض ضد مَن يختلف معه، لا يخدم مصلحة المجتمع، بل مَن يستخدم ذلك الأسلوب يقصد مضاعفتها ...

تلك الجماعات ﻻ تحمل فكر ديني صحيح يمكن اعتباره السبب في أعمالها تلك، هي عمل مخابراتي يستغل شباب غض ومتحمس باسم الدين لتحقيق أهدافه ضد المجتمع كله وليس ضد طرف فيه، وفي الوقت نفسه يحرض إعلامه وطابوره الخامس في المجتمع والفصائل وجهلتها ومتعصبيها وكل كاره لنفسه، ويخلط اﻷواراق، ويعلو صوت الغوغاء على صوت العقلاء، ويشتعل الوضع وقد لا يتم السيطرة عليه ...

لذلك يجب توجيه الاتهام لكل المحرضين من أي نوع، وتحميل فصائلهم ومسمياتهم المسئولية عن تصعيد وتويتر الأوضاع ...

يجب علاج هذه الظاهرة بالعقل والحكمة، الفكر والعقوبة، والشدة واللين، وروح الحرص على وحدة المجتمع وصلابته ...

الصمت خير وأكثر سلامة!

من الخير للمسلم في مواطن الفتن أن يصمت فذلك خير له في دينه وآخرته، ويتجنب قدر المستطاع خلط رغباته الشخصية أو الحزبية أو المذهبية أو الطائفية وغيرها بحدث الفتنة، ويتحدث بلسانها! ومن ليس لديه تجربة أو علم عن تلك الجماعات يسمح له بالحديث بموضوعية وإيجابية تخدم مصلحة المجتمع والشباب المُستَغل والمُضلَل منهم، صمته ﻵخرته خير من كلامه!
ونصيحة للبعض دعوكم من التراث وكتبه وعلمائه و... مما طالب به المستشرقون الغربيون للقضاء على اﻹسلام، فالغرب طوال قرنين جند مئات الآلاف من المفتونين به، أو العملاء والمرتزقة، لاستئصال ومحو تراثنا بكل أنواعه، وليس فقط فشل بل وازدادت قناعة الأمة به والإقبال عليه، لأن المشكلة ليست في التراث المشكلة فيكم أنتم!

نعم فيكم أنتم ...! لأن الذين ينادون بذلك هم الأشد خطورة على المجتمع بدعوتهم للاستئصال وسفك الدماء التي منها كثير برئ، وشق صف المجتمع، وفتح باب للفتنة ولدينا عدو يحاصرنا يمكنه من إشعال نار حرب أهلية لا تُبقِ ولا تذر، فتلك أمنيته، ولأن كل ممنوع مرغوب، ولأن ما تدعون إليه فشل في كل أنحاء العالم، فما بالكم وهي كتب بالملايين، وتمثل تاريخ ووجود اﻷمة، وغالبية الأمة تعتز وتتمسك بها، ومن يطلب بذلك قلة، ومطالبهم تلتقي مع مخططات الغرب وأعداء اﻷمة، فضلاً على أنكم تؤكدون أنكم تكفيريون أكثر منهم، والأسباب غير خافية، فمطالبكم ليس لمصلحة الأمة أو المجتمع، ولكن ﻷسباب:

تبعية أيديولوجية وفكرية للغرب، أو عمالة وارتزاق، أو جهل ... حزبية، مذهبية، طائفية ...

هذه الجماعات تريد علاجاً متعدد الجوان يجمع بين:

الجانب العقائدي والفكري والاجتماعي، وتحسين ظروفهم المعيشية، وعدالة في توزيع الثروة في المجتمع، وبعض الحرية للتعبير عن الرأي، والأمني، والقانوني ... وغيرها

لذلك الحريص على مصلحة المجتمع وسلامته وحصار هذه الجماعات يتدبر كلمته قبل كتابتها

 

لا للأقلام غير المسئولة

رابين أراد من توقيع اتفاق أوسلو إحداث حرب أهلية وقد فشل ...

شارون أراد من فك اﻻرتباط مع غزة من طرف واحد إحداث حرب أهلية وانقسام والقضاء على المقاومة وتصفية القضية و... نجح في إحداث الانقسام وفشل في إحداث الحرب الأهلية ...

بعض كتبة الفيس ينفخون في أتون حرب أهلية من منطلقات حزبية وطائفية ...

المستفيد هو العدو الذي إن اشتعلت لا قدر الله سيزيد وقودها وسيسهل وصول السلاح للجميع
ليرتفع صوت العقلاء رفضا لتلك المنشورات وتفسح لهم الجهات المسئولة حرية التحرك اجتماعيا لتوعية الجماهير من خطر ذلك، وتتخذ إجراءات صارمة ضد تلك الأقلام غير المسئولة،وعلى الجميع نشر ثقافة:

أن الأطر التنظيمية وسائل لخدمة قضية الأمة وليست أصناماً تعبد، ولا تًسقط حق المسلم على المسلم في إطار آخر، ولا قمع الشعب وظلمه لصالح التنظيم، وأن حق الإسلام مقدم على حق التنظيم، وأن حق الله ورسوله صلَ الله عليه وعلى آله وسلم هو ما سيحاسب عليه الإنسان وليس حق التنظيم ...

كلمات دلالية

اخر الأخبار