ما بين سيناريوهات مواجهة خارج المألوف وحالة أمنيَّة مَطَّاطة .. هل نحنُ أمام معركة استنزاف..؟؟!!

تابعنا على:   16:25 2019-08-29

صلاح أبو غالي

ونحنُ الآن على أعتاب مرحلة جديدة، هناك الكثير من المتغيِّرات الدراماتيكية والمفاجآت التي حدثت بالفعل، أو قد تحدث، والتي أضحَت الشُّغل الشَّاغل لأجهزة مخابرات وجيش العدو الصهيوني، وتتجاوز المألوف على المستوى العملياتي، وبدأت بتطبيق عدَّة سيناريوهات للخروج من حالة العجز الأمني المتراكمة والمتصاعدة، والتي جعلت المواطن الصهيوني لا يثق بقدرات هذه الأجهزة، وأنها باتت غير قادرة على حمايته، وتوفير الأمن اليومي له، كل ذلك عمل على مُراكمة دور المقاومة الفلسطينية، ومهام صنَّاع القرار بغزة، ما يتطلَّب الانتباه، واليقَظة لكل ما يدور مِن أحداث، وهو ما يتَّضح بالآتي:

أولاً: العمل السريع والعاجل على امتصاص ضربات العدو الصهيوني، واحتواء نتائج الأحداث الأخيرة بغزة، وترميم الحالة الأمنية، حتى لا تُؤثِّر سلباً في بُنيَة وسلامة الجبهة الداخلية.

ثانياً: أحداث ووقائع الميدان تشير إلى أن العدو الصهيوني يسعى لخلق حالة مِن التوتُّر الأمني، والعسكري، على جبهة جنوب لبنان، وسورية، وتصدير الأزمة الداخلية إليها ، على اعتبار أن خاصرتها الأمنية هَشَّة وضعيفة، لتحقيق نجاحات وانتصارات وهمية، تُؤثِّر في الناخب الصهيوني مِن جهة، وتُحقِّق للكيان الصهيوني حالة مِن الأمان وتَوازُن الرَّدع.

ثالثاً: من أجل إرباك ساحة غزة، بدأ العدو الصهيوني بالعبث بأمن وسلامة الجبهة الداخلية، وتحريك أدوات وجهات مشبوهة، وأشخاص تم تجنيدهم للقيام بعمليات انتقامية وتفجيرات في نقاط تم تحديدها بعناية، لحرف أنظار المقاومة والأجهزة الأمنية عن مخطَّطا وأجهزته الاستخبارية في المنطقة، لتحقيق هذه الغاية.

رابعاً: يسعى العدو إلى إضعاف الجبهة الداخلية بغزة، مِن خلال الهجمات الإعلامية الممنهجة، والهجمات العسكرية، إلى جانب زيادة حِدَّة الحصار والعقوبات وانهاك الوضع الإقتصادي، للعمل على تآكُل الحاضنة الشعبية، وتحميل المقاومة أسباب ذلك، وصولاً إلى الدَّفع بالشَّعب للاشتباك الداخلي معها بزعم تغيير واقعه.

خامساً: يجب توجيه كافَّة الطَّاقات الإستخبارية، والإمكانيات اللوجستية، للعمل على دعم وإعادة جذوة العمليات النوعية في كلٍّ مِن جبهة "غزة"، والجبهة الشَّمالية "الضفة والقدس"، لإشغال العدو، ومنعه مِن تصدير أزماته الداخلية باتجاه ساحة "غزة"، الهادفة لخلط الأوراق، وإشغال كلاً مِن المقاومة، والأجهزة الأمنية بالأحداث الداخلية، عن مقاومة العدو الصهيوني في كافَّة الجبهات.

وكَيّ لا تحدث إحدى المفاجآت خارج الحسابات الأمنية، هل نحنُ بغزة كفصائل مقاومة، وصانعي قرار، على أتم الجاهزية والاستعداد للحيلولة دون تكرار ذلك، والعمل على تصدير الأزمة باتجاه عُمق الكيان الصهيوني مِن جديد؟؟!!

وهل تم اتخاذ سياسات خاصَّة جرَّاء تهرُّب العدو مِن استحقاقات التهدئة، مع الرَّاعيين المصري والقطري، لمنع الانزلاق والعودة للمواجهة مِن جديد، في ظل تنصَّل نتنياهو المُعلن مِن هذه التفاهمات، وازدياد حِدَّة الحصار والعقوبات، وزيادة تغوُّل الجيش الصهيوني في دماء المدنيين العُزَّل المشاركين في مسيرات العودة وكسر الحصار، أم هي حالة الرَّد بالكَيّ الموضِعِي كلَّما لَزِمَ الأمر؟؟!!

وما السَّبيل لوقف نزيف الحالة الإنسانية لشعب غزة، ومحاولة خلق حالة تقارب وتوازُن بين القيادة والشَّعب، تعمل على إعادة تعزيز الثِّقة، وتزيد مِن تماسك وقوة الحاضنة الشعبية، وتحفظ أمن وسلامة الجبهة الداخلية؟؟!.

اخر الأخبار