ذكرى رحيل المناضل الحاج / محمد محمود العزة ( أبو طارق )
لواء ركن/ عرابي كلوب
الحاج/ محمد محمود محمد العزة من مواليد قرية بيت جبرين الخليل عام 1940م.
بيت جبرين الخليل، قرية الألف كهف ، موطن الجبابرة بني كنعان ، عاش في كنف أسرة مناضلة وطنية بعد أن تم تهجيرهم من قريتهم عام 1948م حيث انتقلت إلى مخيم العزة في بيت لحم .
التحق الحاج / محمد العزة بحركة فتح بعد عام 1967م ، وعمل بصمت في القطاع الغربي تحت قيادة الشهيد / أبو جهاد الوزير ، حيث كانت مهمته الإعداد والإمداد والتجهيز، كانت تربطه علاقة قوية مع القيادة الفلسطينية، لم يوفر جهداً في خدمة الثورة وترك بصمة واضحة على ابناء التنظيم .
في إحدى المراحل النضالية تولى الحاج / محمد العزة مسؤولية أمين سر إقليم الأردن لحركة فتح ، بعد أن حمل فكراً تعبوياً مقاوماً ، ربطته علاقة وجيهه مع الشهيد / عثمان أبو غربية والشهيد /خطاب والشهيد / أبو محمد صدقي جوابرة وآخرين .
لم يوفر جهداً في خدمة الثورة وكان خلال الانتفاضة الأولى المباركة عام 1987م أحد داعميها .
كان عنواناً لحق العودة لكل اللاجئين ، وكان يعتبر التنظيم المساعد هو لإسناد المقاومة والعمل الفدائي .
الحاج / محمد العزة حافظ على قدسية المهمة والموقع ولم يلوث مبادئه ، كان يرفض المسلكيات الخاطئة ، كان هادئ الأعصاب لا يحب المراوغة ومن الذين بقوا بالظل .
ابتعد الحاج / محمد العزة عن المظاهر والنجومية وما يدل على هويته هو سجله النضالي بالإنجازات والجهود كان شعلة بالتنظيم المقاوم .
الحاج / محمد العزة كان عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني ومقر لجنة المراقبة والمحاسبة في المجلس .
دافع عن حقوق المظلومين وعاش زاهداً متقشفاً ، نظيف اليد واللسان .
عاد الحاج / محمد العزة إلى أرض الوطن عام 1994م ورفض أن يعمل في أي موقع .
كان صاحب المواقف الذي أحب وطنه فلسطين وأحب أهلها وعاش من أجل فتح الثورة وتنظيمها .
بقي يعمل بصمت في التنظيم بعيداً عن المظاهر والمسميات حيث كان يعتبر التنظيم هو الحضن الحصين للسلطة والثورة .
الحاج / محمد العزة كان رجل مبادئ وقيم وأخلاق يقدّس النضال من أجل الوطن ، لم ينظر بجاه أو منصب أو ثراء على حساب القضية .
تقاعد الحاج / محمد العزة ( أبو طارق ) بتاريخ 1/3/2010م.
كان بيته مزاراً للجميع ، يدافع عن البسطاء ، مقاتل شجاع صاحب كلمة حق .
انتقل إلى رحمة الله تعالى بتاريخ 28/8/2012م في مخيم العزة شمال مدينة بيت لحم وتم الصلاة على جثمانه الطاهر وورى الثرى في مثواه الأخير .
الحاج/ محمد العزة القائد الفتحاوي المخلص الشجاع ، ترجل بعد حياة حافلة بالعمل والانجاز والالم .
لقد كنت نعم الرجل المناضل والصادق الصدوق ، لم تأخذك مغريات الحياة ، كنت فعلاً وبحق قائداً ، عملت بصمت ورحلت بصمت ، وتركت إرثاً للثوريين فعلاً وقولاً لا ينضب .
رحم الله المناضل الحاج / محمد محمود محمد العزة (أبو طارق ) وأسكنه فسيح جناته .