اتفاق أوسلو

تابعنا على:   10:19 2019-08-26

حمادة فراعنة

الحلقة الثالثة

الشيء المؤكد أن مبادرة ريغان 1982، كانت نتيجة اجتياح العدو الإسرائيلي لجنوب ووسط لبنان واحتلال بيروت وخروج قوات منظمة التحرير وتوزيعها على البلدان العربية من اليمن شرقاً حتى الجزائر غرباً وما بينهما، فعمل ريغان على استثمار نتائج الاجتياح الإسرائيلي وتوظيفه لصالح العدو الإسرائيلي .

والشيء المؤكد أكثر أن مؤتمر مدريد 1991، الذي دعا له الرئيس جورج بوش مباشرة تم بعد حدثين كبيرين : أولهما على المستوى الإقليمي، وثانيهما على المستوى الدولي، فقد تم بعد وقف إطلاق النار في العراق واحتلاله وحصاره، وبعد انتهاء الحرب الباردة وهزيمة الشيوعية والاشتراكية والاتحاد السوفيتي لصالح المعسكر الأميركي، فالنتائج التي حققها الأميركيون دولياً بإزالة المعسكر المنافس وتلاشيه، وتدمير العراق وإزاحته، دفعت جورج بوش الأب للعمل على ترسيم هذه النتائج واستغلالها وتوظيفها لصالح تعزيز نفوذ وقوة وشرعنة المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي على أرض فلسطين .

وبخلاف ذلك وعلى أرضية الانتفاضة الشعبية الفلسطينية التي انفجرت في وجه الاحتلال ومؤسساته عام 1987، اضطر إسحق رابين، ولأول مرة، في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى قبول التفاوض مع منظمة التحرير الفلسطينية والاعتراف العلني بالعناوين الثلاثة :

1 – الشعب الفلسطيني، 2 – منظمة التحرير الفلسطينية، 3 – بالحقوق السياسية المشروعة للفلسطينيين، وعلى أرضية هذا الإقرار تم التوصل إلى اتفاقية أوسلو والتوقيع عليها في ساحة الورود في البيت الأبيض يوم 13/9/1993، والتي تضمنت المبادئ المتفق عليها التالية :

هدف المفاوضات : « تشكيل سلطة فلسطينية انتقالية ذاتية، للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة لمرحلة انتقالية لا تتعدى الخمس سنوات، وتؤدي إلى تسوية نهائية مبنية على أساس قراري مجلس الأمن 242 و 338 « .

وعن أهمية الانتخابات تحدث الاتفاق : « حتى يتمكن الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة من حكم أنفسهم وفق المبادئ الديموقراطية، سيتم إجراء انتخابات سياسية عامة مباشرة وحرة لانتخاب المجلس – السلطة الفلسطينية « و « تشكل هذه الانتخابات خطوة أولية انتقالية مهمة باتجاه الاعتراف بالحقوق الشرعية، والمطالب العادلة للشعب الفلسطيني « .

وعن ولاية المجلس تحدث الاتفاق : « تشمل ولاية المجلس – السلطة الفلسطينية - منطقة الضفة الغربية وقطاع غزة باستثناء قضايا سيتم التفاوض عليها في مفاوضات الوضع النهائي « والقضايا المؤجلة تشمل « القدس، اللاجئين، المستوطنات، الترتيبات الأمنية، الحدود، العلاقات والتعاون مع جيران أخرين وقضايا أخرى ذات أهمية مشتركة « .

وعلى أساس هذا الاتفاق تم الانسحاب الإسرائيلي التدريجي متعدد المراحل من المدن الفلسطينية بدءاً من غزة وأريحا أولاً، باستثناء : القدس والمستوطنات والحدود، وتم تشكيل مجلس السلطة الفلسطينية كخطوة أولى إلى أن جرت انتخابات رئيس السلطة والمجلس التشريعي يوم 20/1/1996، والسماح بعودة حوالي 350 الف فلسطيني خلال السنوات الخمس الانتقالية ما بين 1994 – 1999 .

اليمين الإسرائيلي المتطرف مع الاتجاه الديني المتشدد لم يرق لهما هذا الاتفاق، ولذلك وصفوا إسحق رابين على أنه خائن وتنازل عن « أرض إسرائيل « للأعداء الفلسطينيين، واغتالوا رابين يوم 4/11/1995، وفشل نائبه شمعون بيرس في الانتخابات يوم 17/5/1996، ليقود المستعمرة الإسرائيلية نتنياهو ضد اتفاق أوسلو وعرقلة خطواته وتجميدها، وأكمل شارون من بعده الذي أعاد احتلال المدن الفلسطينية عام 2002، التي سبق وانحسر عنها الاحتلال، ومحاصرة ياسر عرفات واغتياله ورحيله يوم 11/11/2004 .

كلمات دلالية

اخر الأخبار