أبطال الضفة الغربية..

تابعنا على:   16:22 2019-08-08

أشرف صالح

لم يتخيل نتنياهو يوماً أن الضفة الغربية والتي كان يعتبرها جزئاً من أرض إسرائيل مستقبلاً، ستكون شوكتاً في حلقه , وستكون رأس الحربة في مستقبل المقاومة , وخاصة أنه إستطاع ترويض غزة بما يعرف بالتسوية مع حماس , ولكنه أخطأ بالتقدير , وكعادته يخطئ دوماً , وكما أخطأ الساسة والرأي العام وبعض وسائل الإعلام , بالتعريف عن أهمية المقاومة في الضفة الغربية , بالإضافة الى تسليط الأضواء على قطاع غزة , وهذا بالطبع أدى الى خلل في توزيع الأدوار والحفاظ على التوازنات بين جناحي الوطن .

إن عملة خطف جندي ومن ثم قتله جنوب بيت لحم , لم تكن بحاجة الى كتائب مسلحة , ولا صواريخ موجهة , ولا شعارات رنانة كاالتي نسمعها يومياً , وفي المقابل لم تكلف الشعب الفلسطيني تكلفة عالية كما حدث في حروب غزة الثلاثة , ورغم أن هذه العملية كلفت إسرائيل خسارة جندي في بضع ساعات , وكسرة كل القواعد الأمنية لها , إلا أن النهاية ستكون في أسوأ الأحوال , الإمساك بمنفذ أو منفذي العملية , أو إستشهادهم في حال رفضهم الإستسلام والإشتباك مع الجنود "وهذا بالطبع مع وجود إحتمالية النجاة بالفرار" , وسيذهب نتنياهو كعادته المملة الى معاقبة أهالي هؤلاء الأبطال , وسيقوم بنسف بيوتهم , وهكذا ستنتهي الحكاية وستكتب بداية جديدة لأبطال جدد ينفذون عمليات نوعية , إنهم أبطال الضفة الغربية .

الضفة الغربية لها أهمية كبيرة من ناحية فلسفة المقاومة , والتي يفرضها الأمر الواقع، فالمقاومة في الضفة أقرب للتصرف الفطري والتلقائي والفردي , فالأبطال اللذين يخرجون لتنفيذ عمليات نوعية , لا تربطهم أجندات سياسية , ولم يتخرجوا  من معسكرات تدريب بتكلفة عالية , ولا يعملو لصالح فلان على حساب علان , ولا يطمحوا بإزالة السلطة والجلوس مكانها , ولم يرفعوا سلاحكم يوماً بوجه شعبهم , فكل ما ينتج عن عملياتهم النوعية هو سقوط جنود وبتكلفة بسيطة جداً , وهذا هو النجاح الحقيقي لسلوك المقاومة وفلسفتها.

أما الشق الآخر والذي لا يقل أهمية عما ذكرت في السياق , فهو الطبيعة الجغرافية للضفة الغربية , والتي تعتبر أرض خصبة لتنفيذ عمليات نوعية , فتقسم الضفة الى ثلاث مناطق "أ , ب , ج" , والحواجز والمستوطنات ومناطق الإحتكاك , قد تكون عبئاً على إسرائيل بدلاً أن تكون أدوات ضم الضفة لإسرائيل , فهذا الواقع الجغرافي والذي وصفوه السياسيون بهدم عملية السلام , ومن ثم ذهبوا الى الطرق الدبلماسية والقوانين الدولية لحله , سيكون مقبرة للجنود والمستوطنين طالما أن هناك أبطال يعملون بصمت , إنهم أبطال الضفة الغربية .

كلمات دلالية

اخر الأخبار