رحلتي - الحلقة الثالثة

تابعنا على:   13:40 2019-08-02

خالد مسمار

كانت الجماهير دائما تحتشد خارج الفندق مرحبة بالرئيس ومن معه وكان العائد الذي يعيش أهله في غزة يحتفلون بقدومه احتفالا كبيرا.

وفي أحد الأيام قال لي أحد مرافقي الأخ أبو عمار ان من بين الجماهير المحتشدة من يبحثون عني، ذهبت الى البوابة المكتظة بالجماهير  واذا به الدكتور رشاد مسمار ابن عمي المرحوم الشيخ رامز مسمار يصرخ وينادي: كيف تسكن في فندق وبيتنا موجود؟ ماذا تقول الناس عنا؟ هيا بنا الى البيت. لكنني بصعوبة اقنعته رحمه الله ان الفندق مقر القائد وعمله وسأزوركم في وقت قريب.

وفوجئت عند زيارتي له بإفراد غرفة خاصة بي في بيته رحمه الله مكثت ليلتي وأخبرته انني يجب ان أتواجد في مقر القائد في هذه الأيام الحرجة فوافق على مضض علما انني بصعوبة أقنعته ان لا يحتفل بي كما فعل أهل كثير من الأخوة العائدين.

كنا نجلس أنا وسيلمان وفا في المنتدى محاولين ان نجد مكانا للتوجيه السياسي ولوكالة الأبناء الفلسطينية (وفا). علمت عندها ان الأخ مازن عز الدين قد سبقني الى غزة وحصل على موقع في السرايا ولكن امكانياته ضعيفة. حاولت ان احضر المفوضين السياسيين الجدد الذين تم اختيارهم من مختلف الأقاليم وطلبت من الأخ أبو عمار ان نجد لهم مسكنا ومقرا فلم أتمكن، لذلك أرسلت للأخ عثمان أبو غريبة المكلف بالتوجيه السياسي كمفوض سياسي عام وأنا نائبه الأول عدم ارسال أي مفوض سياسي في الوقت الراهن، وضرورة حضوره هو شخصيا، لأنني بعد شهر من وجودي في غزة لم أستطع ان أحصل على مكان أو مقر منفصل للتوجيه السياسي. واستأذنت الأخ أبو عمار ان أزور أسرتي في عمان بعد انقطاع دام اكثر من شهرين لأوفر لهم احتياجاتهم، وكان الأخ عثمان قد وصل غزة.

قبل مغادرتي غزة الى عمان حصل ان منع الاسرائيليون عمال غزة من التوجه الى أعمالهم، فتوجهت جماهير العمال الغاضبة الى معبر إيريز وقاموا باحراق الباصات الاسرائيلية الموجودة هناك، فاتهم الناطق العسكري الاسرائيلي الأخ ابو عمار انه وراء ذلك. وللرد عليه قرر الأخ أبو عمار تسميتي ناطقا رسميا باسم القوات للرد على الناطق الاسرائيلي.

وقد تم ذلك بالفعل رغم انه لا يوجد في اتفاق المبادئ هذا المنصب. وبذلك أصبح عملي مزدوجا: نائب المفوض السياسي العام والناطق الرسمي باسم القوات.

في عمان زرت القائد الراحل الأخ صخر أبو نزار (يحيى حبش) وكان من المستنكفين بالدخول الى الوطن، وأقنعته ان لا أحد حول الرئيس أبو عمار يعتمد عليه من القيادة الفلسطينية، وانه من واجبه ان يساند قائدنا ورمزنا الذي دخل الوطن لنكون الى جانبه مهما كان رأينا في اتفاق المبادئ الذي تم في أوسلو. وفعلا تجاوب المرحوم أبو نزار مع مناشدتي له ومناشده آخرين غيري. في هذه الأثناء تمكن الأخ عثمان أبو غريبة من استئجار مبنى لهيئة التوجية السياسي والوطني، وهكذا صار اسمها في الوطن، وعند عودتي من اجازتي في الأردن بدأنا مشوارنا الأساسي وإحضار المفوضين السياسيين الى الوطن وتشكيل الهيئة من عدد من الكوادر المتمرسة في العمل السياسي والتنظيمي... وكان همّ الأخ أبو عمار هو جيل الأشبال والزهرات وطلب منا بناء المعسكرات الصيفيه لهذا الجيل وخاصة في غزة حيث تواجدنا أولا. وعندما بدأت مرحلة اعادة الانتشار في باقي محافظات الضفه الغربية كلفني القائد الرمز أبو عمار بالذهاب فورا الى هناك وتشكيل التوجية السياسي في تلك المحافظات، ساعدني في ذلك وجود كادرين من كوادر التوجيه هما الشاعر والكاتب شهاب محمد والشاعر والكاتب ربحي المرقطن، وكانا قد عملا معي في غزة هما والدكتور حسن أحمد في تشكيل اعلام الهيئة في القطاع.

كان العمل مضيئأ والامكانيات شحيحة، ولكنني استطعت بدعم من الأخ عثمان وتشجيع من الأخ القائد ابو عمار واهتمامه ان ننشئ مفوضيات للتوجية السياسي في كل المحافظات في الضفة، وأصرّ الأخ أبو عمار ان نستكمل عملنا الذي بدأناه في غزة بانشاء المعسكرات الصيفية في انحاء الضفة للأشبال والزهرات الذي كان الأخ أبو عمار يعوّل على هذا الجيل ويهتم به اهتماما بالغا رافعا شعار: سيأتي اليوم الذي يرفع فيه شبل فلسطيني أو زهرة فلسطينية علم فلسطين فوق أسوار القدس ومآذن القدس وكنائس القدس: انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا وانا الصادقون.

كلمات دلالية

اخر الأخبار