بريطانيا تدعو قوى غربية إلى اجتماع في البحرين لمناقشة "خطة هرمز"...ونائب ميركل مرتاب

تابعنا على:   14:42 2019-07-31

أمد/ عواصم – وكالات: دعت المملكة المتحدة ممثلين عن الولايات المتحدة الأميركية، فرنسا، ودول أوروبية أخرى لعقد اجتماع في البحرين يوم الأربعاء، في محاولة لإطلاق مهمة دولية من أجل حماية السفن التجارية المبحرة في مضيق هرمز، حسب يورونيوز.

وجاءت الدعوة بعد ساعات على إعلان سفارة الولايات المتحدة الأميركية في ألمانيا، أن واشنطن وجّهت طلباً رسمياً لكّل من باريس ولندن وبرلين للمشاركة في مهمة حماية السفن في هرمز بدعوى ما أسمته الاعتداءات الإيرانية.

وتسعى بريطانيا من خلال الاجتماع إلى تقريب وجهات النظر، خصوصاً بين برلين، المترددة (جدّاً) في إرسال قوات عسكرية إلى الشرق الأوسط والخليج، وواشنطن، التي تعتبر أكبر قوة عسكرية أجنبية متواجدة في المنطقة.

وفي سياق الرد على الدعوة الأميركية، رأى نائب المستشارة أنغيلا ميركل، ووزير المالية الألماني، أولاف شولتز أن تفادي التصعيد العسكري في المنطقة في غاية الأهمية. وأضاف شولتز أن برلين لا ترى المهمة الأمنية "إيجابية" وشكك في جدوى المشاركة فيها.

وفي ردّ مشابه، قال متحدث باسم الخارجية الألمانية، يوم  الثلاثاء، لصحيفة محلية "إن برلين سبق ورفضت المشاركة في المهمة "سنتينيل" التي تقودها الولايات المتحدة في المضيق.

ويعقد الاجتماع في البحرين حيث القيادة المركزية للأسطول الأميركي الخامس، المسؤول عن منطقة الخليج.

المسعى البريطاني

وذكرت صحيفة "الغارديان" نقلاً عن مصادر في الحكومة البريطانية أن مقترح لندن لتشكيل قوة بحرية يقودها الاتحاد الأوروبي تهدف إلى منع احتجاز ناقلات نفط أخرى في المستقبل من قبل القوات الإيرانية.

وتواجه لندن صعوبة في تأمين الحماية لسفنها التجارية، رغم وجود قطعة بحرية تابعة لها في مياه الخليج.

وبحسب "الغارديان" دائماً، فإن المدمرة البريطانية "إيتش.إم.إس مونتروز" الموجودة في مياه الخليج، كانت على مسافة ساعة من ناقلة النفط "ستينا إيمبيرو" عندما احتجزها الحرس الثوري الإيراني.

واحتجزت طهران ناقلة النفط التي كانت ترفع العلم البريطاني بعد أن قامت سلطات جبل طارق باحتجاز ناقلة نفط إيرانية، تزعم لندن أنها خرقت العقوبات الدولية المفروضة على سوريا.

وكانت بريطانيا قد أرسلت سفينة حربية ثانية إلى المنطقة وأعلنت أن البحرية الملكية سترافق السفن التجارية. مع ذلك تبقى المهمة صعبة جداً نظراً لأن قطعتين حربيتين غير كافيتين لتأمين كل السفن التجارية على امتداد 19 ألف ميل بحري تقريباً.

من هذه الزاوية قد يقرأ اجتهاد لندن لإطلاق المهمة الأمنية المشتركة.

وكان وزير الخارجية البريطاني السابق، جيريمي هنت، هو الذي تقدّم بالمقترح، وأيدته دول أوروبية فيه منها فرنسا وإيطاليا والدنمارك، ويبدو أنه لا يزال قائماً رغم التغيير الحكومي الذي حدث مع استلام بوريس جونسون رئاسة الوزراء.

ويرى مراقبون أن نجاح الاجتماع مرتبط إلى حدّ بعيد بالدور الذي ستقبل الولايات المتحدة لعبه في المهمة، إذ لا يعرف بعد إذا ما كانت واشنطن تريد قيادة المهمة، أي أن تكون على رأسها، أو أن تكون عضواً مشاركاً فيها.

ومن جهة أخرى، قال نائب المستشارة الألمانية ووزير المالية أولاف شولتس يوم الأربعاء، إنه مرتاب بشدة إزاء طلب الولايات المتحدة من ألمانيا الانضمام إلى مهمة عسكرية في مضيق هرمز، كما ذكرت "رويترز".

كانت الولايات المتحدة اقترحت تكثيف الجهود لحراسة مضيق هرمز في منطقة الخليج، وذلك في وقت تتصاعد فيه التوترات بينها وبين إيران. ويمر نحو خمس النفط العالمي عبر المضيق.

وقال شولتس لتلفزيون (زد.دي.إف) "أنا مرتاب للغاية بهذا الشأن، وأعتقد أن هذا التشكك يشاركني فيه كثيرون".

وأضاف أن من المهم تفادي التصعيد العسكري في المنطقة وأن مثل هذه المهمة تنطوي على مخاطرة الانزلاق إلى صراع أكبر.

وقال "ولهذا السبب لا أعتقد أنها فكرة جيدة".

وهناك معارضة كبيرة داخل الحزب الديمقراطي الاشتراكي الذي ينتمي له شولتس للمشاركة في مهمة تقودها الولايات المتحدة. والحزب هو الشريك الأصغر في الائتلاف الحاكم بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل.

وعندما سئل شولتس عما إذا كانت أحزاب الائتلاف تشاطره نفس الرأي بشأن الطلب الأمريكي، أجاب "نعم، هذا هو انطباعي".

وقال إن برلين لا تزال تعتبر أن الاتفاق النووي الدولي مع إيران هو الخيار الأفضل لمنعها من صنع قنبلة نووية.

وطالبت لندن الشركاء الأوروبيين غير مرة بالانضمام إلى المهمة، بحجة أن مضيق هرمز يعتبر شرياناً حيويّاً لإمدادات النفط العالمية.

اخر الأخبار