إهانات نتنياهو تجاوزت الفلسطينيين ووصلت الى "العرب"!

تابعنا على:   09:35 2019-07-24

كتب حسن عصفور/ بالتأكيد، يبذل رئيس الوزراء الإسرائيلي الأطول عمرا في تاريخ الكيان، بقاءً في منصبه، كل جهد ممكن ليس استمرارا في مكانه الحكومي فحسب، بل إزاحة كل ما علق به من فضائح فساد مالي وسياسي، مستغلا كل السبل لذلك، داخلية بتصفية خصوم وإزاحتهم من طريقه، آخرها أمر وزيره للعدل بإقالة مدير عام الوزارة ايمي بالمور بعد شغلها المنصب منذ 5 سنوات ونصف.

المعارضة الإسرائيلية "المرتبكة"، اعتبرت تلك الإقالة خطوة على طريق تفكيك "النظام الديمقراطي"، وكشفا للرعب الذي يعيشه نتنياهو جراء ملفات الفساد، التي لو وصلت نهايتها الطبيعة لذهب الى السجن بلا عودة باقي سنواته.

ولكن، الأهم في محاولات نتنياهو الإنقاذية لمستقبله الشخصي والسياسي، كيفية استخدامه الوضع العربي بطريقة لا تترك مجالا أبدا للبقاء صامتين عليها، ليس لكمية الاهانات الموجهة للواقع العربي، بل لكمية المعلومات التي تمثل "خطرا" موضوعيا على النظام السياسي العربي، بل وتقزيمه الى حد انه بات "الحامي" له.

يوم الثلاثاء 23 يوليو 2019، أعلن نتنياهو أمام وزير الطاقة الأمريكية، التصريح الذي يجب الا يمر مرورا عابرا، بأن "إسرائيل هي القوة الوحيدة التي تحول دون انهيار الشرق الأوسط". وقال: "يمكنني القول بكل قناعة إنه بدون إسرائيل لكان الشرق الأوسط سينهار تحت نير قوى التطرف الإسلامي، سواء الشيعي الذي تقوده إيران، أو السني الذي يقوده داعش". ويكمل "إسرائيل تحول دون انهيار الشرق الأوسط ووقوعه في أيدي الإسلام المتطرف".

ولم ينس الإشارة الى تنامي "العلاقات الثنائية" بين دول عربية والكيان، لكن تلك مسألة لا قيمة لها ما دامت تمر من تحت الطاولة كونها "علاقة محرمة" شعبيا ورسميا، لو لم تكن لتم الإفصاح عنها، مهما حاول البعض تسويقها، في ظل تخوين الآخر.

عندما يصل الأمر برئيس الطغمة الفاشية الحاكمة في تل أبيب، الفاسد الأكبر بالمعنى الشمولي، بأنه "الحامي العام" للنظام العربي، ودونه سقط وانهار، فتلك ليست إهانة عابرة ابدا، وما تحمله يفوق كثيرا "الجانب المظهري الافتخاري" للتسويق الذاتي للهروب من معركة الفساد التي تلاحقه وستنهي مستقبله، لكنها رسالة أن "الكيان الإسرائيلي"، لم يعد "عدوا" ولا محتلا لكنه "صديق" بل وأكثر "حليف" وحامي للرسمية العربية.

نعلم، ان البعض يرى إهانة نتنياهو الكلامية والعملية للرسمية الفلسطينية، ويوميا يمارس كل أشكال العدوان على طريق تنفيذ المشروع التهويدي، لكن الشعب الفلسطيني، ورغم "خنوع الرسمية" يعمل بكل سبل ممكنة برفض ومواجهة ذلك، وعله رغم "الهوان العام" لا زال أكثر العناصر التي تمثل "صداعا حقيقيا" لدولة الكيان ومشروعها، وأن "الغضب المخزون" قد ينفجر في أي وقت رغم قيود المؤسسة العباسية في الضفة المحتلة، و
ذاتية حماس" في قطاع غزة، لكن الغضب المخزون لن ينتهي سوى بزوال مسبباته.

الإهانة العلنية للنظام الرسمي العربي من قبل الفاشي نتنياهو، يفترض ان لا تمر كخبر أو يسخر البعض منها صمتا، فهو يكرس رسائل خطيرة جدا، ما يتطلب الرد الصريح، وليتهم يذكرون أن دولة الكيان مستمرة لأن الرسمية العربية لم تقرر بعد تلقينها درس "الوجود".

الصمت عار...ولا مبرر له!

ملاحظة: السلوك الإعلامي الإيراني يدفع حركة حماس الى موقع "التصادم" مع الواقع العربي...قيادة الحركة عليها توضيح سلوكها السياسي قبل أن تفقد مسارا لن ينفعها بديلا "وهميا"!

تنويه خاص: رد فعل السفير الألماني على مبعوث "العناية الأمريكية" غرينبلات عندما استخف بالقانون الدولي لحل الصراع في بلادنا، جاء كصفعة سياسية منعشة للروح الفلسطينية جملة يجب حفضها "القانون الدولي ليس قائمة طعام نختار منها ما نريده..."

اخر الأخبار