مسك معالي...نجاح مهدى لوالدتها وجدتها الشهيدتين

تابعنا على:   17:18 2019-07-20

أمد/ سلفيت: بعد فراق لوالدتها والتي تركتها في سن العاشرة، نالت الطالبة مسك سلام معالي من سلفيت، شهادة التوجيهي ونجحت وسط الدموع، وفرحة ما بعدها فرحة.

مسك بجهدها ومثابرتها وتحدّيها وإيمانها العميق، وبتوفيق ورعاية الله لها بالصلاة والدعاء في  كل وقت وحين، كانت بذلك إحدى طالبات فلسطين اللاتي يُحتذى به في العلم والتعلم والأخلاق والارادة والتحدي.

وبكل ثقة وفخر تقول مسك إنها لا تنسى وطنها، وإنها تهدي تفوقها لوالدتها الشهيدة التي استشهدت بعد ان دهستها مستوطنة بتاريخ 8\1\ 2011 على طريق القدس رام الله قرب مستوطنة " بيت ايل "في حادث سير جعلها تبيت عدة ايام بالمستشفى قبل ان يعلن عن وفاتها  جراء الحادث، حيث كانت مسك  في سن العاشرة وفي الصف الرابع الابتدائي وقتها.

 كما تهدي نجاحها وحصولها على معدل 88.7% لجدتها الشهيدة مريم معالي التي قتلها أحد جنود الاحتلال بضربها بعقب بندقيته على صدرها خلال انتفاضة الحجارة بحثا عن ابنها المطارد وقتها والشهيد يحيى عياش.

وأهدت سارة، التفوق للشهداء الذين ضحوا للوطن وللأسرى الأبطال الذين تذوب زهرة شبابهم خلف القضبان، وتشير بأن الشهادة موقعة من دولة فلسطين، والتي تأمل أن تتحقق رغم أنف الاحتلال.

ودون تردد، أهدت نجاحها لكل فلسطين وشهدائها كافة، ولوالديها ولمدرستها ومديرتها ولأقربائها، ولكل من ساهم في رفعة وتقدم العلم والمعرفة في فلسطين كافة، ولكل حر وغيور على وطنه.

وتواصل: “أشعر بفرحة كبيرة؛ فقد كانت النتيجة حصيلة اجتهاد ودراسة مستمرة وتخطيط سليم ودعم أسري كبير ووقفة ممن أحبني، فلهم جميعا أهدي هذا النجاح، ولكل من قدم للوطن شهداء وأسرى وجرحى وأبطالًا مرة أخرى”.

وتتابع حديثها: “كنت أمارس حياتي بشكل طبيعي طيلة سنوات الدراسة وحتى امتحانات التوجيهي، فكنت أدرس دون إرهاق أو تعب، وأداوم على الصلاة والدعاء”.

ولم تتمالك الطالبة مسك نفسها لحظة سماعها نتيجتها، فانسابت دموع الفرح، وحمدت الله كثيرا، وكانت دموعها أفضل تعبير عن شعورها بالفرحة والابتهاج.

ووسط فرحة عائلتها، تعاود مسك وتقول: “هي أكبر وأول فرحة في حياتي”. وكانت الدموع تنساب من عيون عماتها وخالاتها وهي تتقبل التهاني بهذا التفوق والنجاح الكبير، كان الجميع في مشهد فرح ولحظات تغمرها السعادة.

تتابع مسك: “توقعت  النجاح وهذا كان بفضل الله أولاً وجهود عائلتي اللذين وفرا لي كافة وسائل الراحة، وبذلا الكثير من أجلي، وبفضل جهود الهيئة التدريسية في مدرسة بنات سلفيت الثانوية للبنات”.

وتتهيأ وتتشوق  مسك، لتكون مثالاً حياً للتفوق وخدمة وطنها وشعبها، وتقدم ما تستطيع لشعبها الذي لم يبخل عليها بشيء حتى تفوقت؛ حيث تهدف لتطوير شعبها والنهوض به في مواكبة التقدم العلمي المتسارع.

والد المتفوقة مسك أعرب عن فرحته بالنتيجة التي حصلت عليها ابنته، وشكر الله عزّ وجل على ذلك، مشيرا إلى أنه كان يتوقع أن تحصل على هذا المعدل.

بدوره أشاد الدكتور والإعلامي خالد معالي بتفوق ابنة أخيه، داعيا كل طلبة فلسطين إلى التسلح بسلاح العلم والمعرفة كأحد الطرق المهمّة في مقاومة الاحتلال،حتى كنسه لمزابل التاريخ غير مأسوفا عليه،  مثمنًا جهود كل الغيورين الشرفاء والحريصين على وحدة شعبنا في مواجهة المحتل.

اخر الأخبار