ضابط أبحاث اسرائيلي سابق: نتانياهو اسوأ من غولدا مئير

تابعنا على:   09:25 2014-07-06

أمد/ تل أبيب: اعتبر ضابط الأبحاث السابق في شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية \"آمان\"، البرت سوداي، رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، اسوأ من رئيسة الحكومة السابقة، غولدا مئير، وحذر من سياسته الحالية ووصفها بالجنونية.

وسوداي هو الضابط الذي قد حذر القيادة الاسرائيلية عام 73 من ان الرئيس المصري انور السادات سيشن حرباً على اسرائيل، لكن احداً لم يتجاوب معه وتعاملوا باستهتار مع تحذيره.

وقال، في مقال مع صحيفة \"هارتس\"، انه \"اختار ان يكتب تصوراته لحكومة نتانياهو وسياستها بهدف التحذير من الاخطاء التي حدثت في السابق\"، ويضيف: \"كرجل أبحاث في الماضي، اضطررت الى دخول رؤوس قادة إسرائيل، كي ابلغ عن نوايا العدو وقدراته بشكل تفهمه قيادتنا. وامتدت فترة خدمتي الطويلة من عهد بن غوريون (بدأت في الاستخبارات العسكرية خلال حملة كاديش)،(يقصد العدوان الثلاثي)، وحتى عهد ارييل شارون (كباحث متطوع خلال حرب الخليج الثانية). ومن الواضح انني كإسرائيلي بلورت لنفسي افكارا، وعبرت عنها احيانا، شفويا، امام رؤساء الحكومة. وكانت غولدا مئير بالنسبة لي أسوأهم. فلقد سيطرت بقبضة حديدية على حكومتها، وكانت متعنتة لا تعرف المساومة. ورغم انها خدمت في الماضي كقنصل في موسكو ومن ثم وزيرة للخارجية، الا ان ردها على الغرب وخصوصاً على جونار  يارنج، موفد الأمم المتحدة الى الشرق الأوسط - (هو دبلوماسي سويدي اختارته الأمم المتحدة للتفاوض مع الأطراف العربية وإسرائيل حول تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242) - كان بعيدا عن الدبلوماسية الذكية\".

ففي قولها ان إسرائيل مستعدة للانسحاب ولكن ليس الى الحدود الدولية، دفعت غولدا انور السادات الى اختيار خيار الحرب\".

ويوضح سوداي سبب تذكيره بهذه المعلومات قائلا ان إسرائيل تخضع اليوم لقيادة شخص يسبب لها اضرار يمكن ان تكون اصعب من اضرار حرب 1973. ويفسر استنتاجه هذا قائلا: ان غولدا مئير، ككل سابقيها ومن جاؤوا بعدها، كانت تعرف التزامها بالحفاظ على العلاقات الودية مع أهم داعم استراتيجي، الولايات المتحدة. وحتى يتسحاق شمير العقائدي، تجاوب مع نصائح واشنطن وامتنع عن العمل خلال حرب الخليج الأولى. وقد عاشت غولدا مئير، كبنيامين نتانياهو، في الولايات المتحدة، واكثرت، هي ايضا، من السفر في حملات دعائية ولجمع التبرعات، لكنها لم تعتبر نفسها ابدا، اميركية يحق لها التدخل في شؤون الدولة التي نشأت فيها. كما ان غولدا لم تستغل خدماتها ومكانتها لمراكمة الأموال والاستمتاع بملذات الحياة. وكان الشاي هو مشروبها الشائع، ومطبخها الصغير شكل مقر اللقاء الحميم للقيادة السياسية. ولا اعرف ان كانت تملك أي ممتلكات اخرى باستثناء منزلها المتواضع. اما اليوم، فالفجوة بين القيادتين الإسرائيلية والاميركية اعمق مما كانت عليه في أي فترة ماضية. لقد تدخل نتانياهو في شؤون واشنطن قبل انتخاب اوباما للرئاسة وبعد ذلك. وانا لست مقتنعا بأن وضع إسرائيل سيتغير اذا استبدل اوباما بزعيم ديموقراطي او جمهوري.

ويضيف إن \"سياسة إسرائيل في المناطق، وخاصة البناء هناك، هي سياسة جنونية، تحرك ضدنا اصدقائنا في الغرب، خاصة الولايات المتحدة،، ففي كل هذه الدول تتعزز التيارات التي تنادي بالمقاطعة، وقيادتنا تخلق الذرائع لمواصلة الاستيطان وتكيل كل التهم الى الآخرين. لقد تحول البناء الى بطاقة ثمن، ردا على كل عمل واخفاق في الجانب الفلسطيني. لقد اقنع نتنياهو، الديماغوجي المعتمد، اجزاء واسعة من شعب إسرائيل بأن التنازل عن الأراضي يهدد وجودنا هنا. لقد نسي، او ينسينا، حقيقة ان إسرائيل كانت تملك قبل حرب الأيام الستة، قدرات تغلبت بواسطتها على كل اعدائها. ونحن اليوم اقوى بعشرات الاضعاف، والأرض لا تشكل الخطر العسكري الكبير في عهد الصواريخ طويلة المدى\".

اخر الأخبار