"أمد" ينشر قصص طلبة متفوقين في الثانوية العامة تحدوا المرض وأبناء الشهداء والأسرى

تابعنا على:   20:38 2019-07-18

أمد/ غزة- صافيناز اللوح: بين فراش المرض وأسرّة المستشفيات، وغياب أبٍ عن البيت إمّا أسيراً خلف أسوار سجون الاحتلال الإسرائيلي، أو شهيداً تحت التراب غائباً عن الدنيا، هذا هو حال الكثير من الطلبة، الذي اجتازوا اختبارات الثانوية العامة "التوجيهي" في فلسطين.

الطالبة "سلسبيل نزيه عرباسي" 17 عاماً، من قرية "قيرة" جنوب مدينة سلفيت بالضفة الغربية، مريضة "كلي" منذ عام 1010، أي قبل 9 أعوام، تقوم بغسيل كليتها 3 مرات أسبوعياً، قدمت امتحانات الثانوية العامة كافة على أسرة المرض داخل مستشفى النجاح بمدينة نابلس. سلسبيل، هي الثانية من البنات لأخوة 3 أكبرهم حمزة وأصغرهم 25 عاماُ، وأضغرهم أحمد 13 عاماً، وهي ابنة لوالد يعمل في محل للألمنيوم ببلدة جماعين قضاء سلفيت.

قالت "سلسبيل" الحاصلة على معدل 78% بالثانوية العامة، في اتصالٍ هاتفي مع "أمد للإعلام"، إنّ مستشفى النجاح وخاصة قسم "غسيل الكلى" وفروا لها كافة الظروف، وهيأوا لها أجواء هادئة، خلال تقديمها لاختبارات التوجيهي.

وأضافت، أنّ وزارة التربية والتعليم عملت جاهدة، على تقديم كافة الخدمات المتاحة من أجل تقديمها لامتحانات الثانوية العامة، واجتيازها لها، ووضع مراقبتين من مراقبي الوزارة، من أجل مساعدتها وتسهيل لها بعض الصعوبات خلال تقديمها للاختبارات.

وأوضحت، كنت متوقعة نتيجتي في أول السبعينات لكن الحمدلله جبت نتيجة اعلى من توقعي، وهذه فرحة لا توصف وشعور رائع، متمنيةً أن تكمل دراستها "شيف" مطبخ وفندقة.

وقدمت سلسبيل، شكرها شكر لعائلتها التي ساندتها خلال عامها الدراسي، بالإضافة إلى شكرها لمستشفى النجاح – قسم الكلي بكافة طواقمه، ولمرافقي المرضى الذين كانوا بجوارها، ولوزارة التربية والتعليم على جهودها التي قدمتها لها.

أمّا الطالب المتميز، أصيل محمد المدني (17 عاماً) من مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، وهو من ذوى الاحتياجات الخاصة، حامل لمرض "ساينل أتروفي" بسبب نقص الأكسجين أثناء الولادة، حصل على درجة "98.2"، من فروع العلوم الإنسانية "أدبي".

"المدني" الذي تحدثنا إليه عبر الهاتف، أكد لـ "أمد"، أنّ ابنه "أصيل" قدم امتحاناته في المنزل، عن طريق الوزارة، واصفاً نجاحه بدرجة الامتياز بأنّها "لا توصف"، ومشيراً إلى أنّ ابنه يحب دراسته ويحب التميز وعمل كل جهده للوصول إلى هذه النتيجة".

وأوضح، أنّ أصيل قرر دخول قسم العلوم السياسية في جامعة بير زيت برام الله، لاستكمال مشواره التعليمي المتميز الذي بدأه منذ سنوات.

وفي رسالته، شدد المدني، على ضرورة التركيز بالتعليم كفلسطينيين لأنه سلاحنا أمام العالم لبناء دولتنا، وأن يكون الجيل القادم أفضل من الأجيال التي سبقته".

أبناء الشهداء والأسرى

وفي غزة حاول الطالب وديع يوسف زيادة 17 عاماً، من مخيم البريج وسط القطاع، أن يرسم البسمة على وجه والدته التي تعمل مرشدة نفسية، علّها تخفف حملٍ ثقيل وقع على عاتقها بتربية أطفالها، بعد استشهاد زوجها في حرب 2014م، خلال اغتياله برفقة 6من أخوته داخل منزلهم. وديع الحاصل على درجة 91.1 في الثانوية العامة، من مدرسة الصلاح الإسلامية في مخيم البريج، وهو البكر لوالدته بين 4 أخوة،

قال لـ "أمد"، أنّ فرحته بنتيجته كبيرة جداً، ورسمت البسمة على وجه والدته التي تعبت في تربيه منذ الصغر، وخاصة بعد استشهاد والده بتاريخ في 20/7/2014.

وحول توجهه بتحقيق حلمه في دخول الجامعة، أكد، أنّه سيدرس "صيدلة" في جامعة الأزهر، بعد طي صفحة عام كامل، أتت بمجهوده ومتابعة من والدته وبدون أي ضغوطات. "زيادة"، وهو شاب متميز باللغة الإنجليزية، اجتاز المستوى الـ12 من الإيمديست"، وفاز بالمركز الثالث على مستوى فلسطين، في مسابقة "الكاراتيه"، حيثُ تم تكريمه بشهر 11 من عام 2018م، ف نادي غزة الرياضي.

وحول فرحته بنتيجة الثانوية، قال زيادة، أنّ فرحته فاقت التوقع ومبسوط كثير لأنني فرحت أهلي وما خيبت ظنهم، وكنت أتمنى أجيب أكثر لكن بسبب ظروف معينة وغياب والدي واعالتي لأخوتي لم تكن المتوقعة".

وأهدى وديع نجاحه، لروح والده الشهيد، متمنياً أن يتغمده الله برحمته، وأن يكون قد أدى حلمه الذي كان قد حلم به.

أمّا الطالب أحمد مصلح، الابن الوحيد للأسير "محمد" المحكوم مدى الحياة والمتواجد في سجن نفحة بتهمة انضمامه لكتائب شهداء الأقصى وقيادته لمجموعة الفهد الأسود بمدينة رام الله في الضفة الغربية، حصل على معدل 66%، خالدة مصلح 43 عاماً،

والدة "أحمد"، أكدت لـ"أمد"، أنّ فرحتها بنجاح ابنها كانت ناقصة، بسبب غياب زوجها داخل سجون الاحتلال، والمعتقل منذ 14/2/2011، بالسجن مدى الحياة.

وتمنت والدة "أمد"، أن ينهى ابنها دراسة "المحاماة" في جامعة بير زيت، ليكون مدافعاً عن والده داخل السجون، مرسلةّ رسالتها، للمسئولين والفصائل، أن يهتموا بقضية الأسرى ويساعدوا، على فك أسرهم، وعودتهم إلى أهلهم ومنازلهم.

الطالبة سلسبيل عرمان 18 عاماً، ابنه الأسير محمد المحكومة بـ(7) مؤبدات، بتهمة تنفيذ عملية، في قرية "خربثة بني حارس" قضاء رام الله، والذي اعتقل بتاريخ 18/8/2011م، حصلت على معدل 79% فرع علمي.

أكدت سلسبيل، أنّها ستدرس "كيمياء" في جامعة بير زيت برام الله، لتحقق حلمها الذي حلمت به منذ زمن. والدة "سلسبيل"، ليندا مصلح 43 عاماً أهدت نجاح ابنتها لزوجها القابع في سجن ريمون، متمنية أن يفك أسره قريباً ليفرح مع ابنته بنجاحها. أنهى طلبة الثانوية عامهم..

بين جد واجتهاد وتعب، وظروف صعبة مروا بها، لينتقلوا إلى عام آخر جديد ودراسة جامعية لتكون ممراً لهم يسيرون عليه في حياتهم العملية، ولكن!.. على غير العالم فمنهم من فقد أب داخل السجون، او تحت التراب، أو نهش المرض اجسادهم منذ الصغر.

اخر الأخبار