الاحتلال يحمل عوامل فنائه

تابعنا على:   12:28 2019-07-16

خالد صادق

تواطؤ الاحتلال الصهيوني في التعامل مع جرائم المستوطنين ضد الفلسطينيين, ومهازل القضاء الصهيوني في المحاسبة على هذه الجرائم, شجع هذا الكيان الصهيوني المجرم على تنامي ظاهرة العصابات التي استشرت لدى هذا الكيان إلى حد بعيد, لأن هذه العصابات المجرمة تعمل تحت حماية الجيش الصهيوني, وبتشجيع منه والغرض من وراء ذلك التضييق على الفلسطينيين وتهجيرهم من أرضهم, والبحث عن أماكن أخرى أكثر استقرارا لهم, ولو لاحظنا لوجدنا ان اغلب جرائم العصابات الصهيونية تتركز في المناطق التي يسعى الاحتلال لضمها إليه, مثل القدس المحتلة, والأراضي الفلسطينية في الضفة المسماة «ب» و «ج», وقد شهدت هذه المناطق عدداً من الجرائم البشعة التي ارتكبتها عصابات الإجرام الصهيونية والجيش بحق الفلسطينيين, مثل جرائم القتل والحرق والاعتداء, وسرقة المحاصيل الزراعية, واتلاف السيارات ومنازل الفلسطينيين وسرقة أموالهم, وكتابة شعارات عنصرية على الجدران تتوعد العرب والفلسطينيين بالقتل والحرق والفناء عن الوجود, وأصبحت هذه ظاهرة تتزايد كل يوم, في ظل التواطؤ من سلطات الاحتلال في التعامل معها.

بالأمس فقط أظهر مقطع فيديو، محاولة مجموعة من الإسرائيليين سرقة رجل أعمال فلسطيني من قطاع غزة، كان متوجهاً إلى مدينة القدس، حيث كان بحوزته مبلغ كبير من المال حسب ما أوردت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية، والتي قالت أن ملثمين في محطة وقود حاولوا سرقة رجل أعمال فلسطيني، وكان فلسطينيون قد اشتكوا مرات عديدة من قيام الجيش الصهيوني عند مداهمة منازلهم بسرقة أموالهم وحلي نسائهم, وان الجنود الصهاينة أول ما يبحثون عند مداهمة البيوت, يبحثون عن الأموال والذهب ويقومون بسرقتها, ورغم تقديم آلاف الشكاوى, إلا ان الحكومة الصهيونية وقضاءها الفاسد, تواطؤوا في التعامل مع هذه الجرائم, وتكتموا عليها فتفاقمت الظاهرة وتكررت بشكل علني يدل على أساليب العصابات والمافيا في التعامل مع الفلسطينيين, واستباحة كل شيء, كيف لا وقد برأ القضاء من احرق عائلة دوابشة من قطعان المستوطنين, وبرأ من احرق الفتى محمد أبو خضير, وبرأ من سرق الأموال والمحاصيل الزراعية وصادر الأراضي والمنازل بغير حق, بل ان القضاء تعامل مع أوراق مزيفة حتى يمنح العقارات والبيوت للمستوطنين.

هذه العصابة الإجرامية المسماة «إسرائيل» والتي يلهث وراءها الرسميون العرب لإقامة علاقات معها, لا يقتصر إجرامها على ما ترتكبه من جرائم بحق الفلسطينيين, بل تنتهك سيادة الدول, وتقوم بتصفية «أعدائها» داخل دول العالم, كما حدث في مالطا وبلغاريا والإمارات العربية المتحدة وفي لبنان وسوريا وتونس, فالعمل العصابي هو الأسلوب الأنسب لبقاء هذا الكيان المجرم, الذي لا تحكمه قوانين أو مواثيق أو حتى دستور, فهو كيان قائم بالقوة الجبرية, ولا يتمتع بأي قواعد لضمان البقاء, لذلك هو يرى في الفوضى والتثوير والقهر المناخ الأنسب لبقائه واستمراره, وكيان بهذه الصفات لا يستطيع ان يحمي نفسه, فكيف له ان يحمي بلدان وعواصم عربية تلهث وراءه للتحالف معه, وهم لا يدركون ان اللهاث وراء هذا الكيان هو بداية النهاية لهم, لأن اليهود لا يحترمون الضعفاء, ولا يراهنوان عليهم أبدا, وسرعان ما يلقون بهم في بحور الظلمات, لتفتك بهم الشعوب وتعصف بهم أقدارهم إلى غير رجعة, هذه مصائركم أيها المطبعون ان بقيتم تلهثون وراء الاحتلال الذي يحمل في أحشائه كل عوامل فنائه.

كلمات دلالية

اخر الأخبار