مركز بحثي: رغم الهدنة "حماس" تخشى هجوم إسرائيلي مباغت

تابعنا على:   16:14 2019-07-14

أمد/ تل أبيب: على الرغم من الجهود المستمرة للتوصل إلى هدنة مستقرة في قطاع غزة، فضلًا عن الاعتذار الإسرائيلي الأخير عن استهداف أحد عناصر حركة حماس عن طريق الخطأ، تفتقر المنظومة التي تشمل مفاوضات عبر وسطاء ورسائل متبادلة وشروط يضعها كل طرف أمام الآخر، إلى الحد الأدنى من الثقة بين حماس وإسرائيل.

وبحسب مركز القدس للشؤون العامة (JCPA)، أحد المراكز البحثية الإسرائيلية، تخشى حماس احتمالات الخداع الإسرائيلي، وأن تكون الأخيرة بصدد إعداد مفاجئة تتمثل في عمل عسكري مباغت يستهدف قادة الحركة، ومن ثم تعمل الحركة بدورها على وضع سيناريوهات لا تخلو من فكرة المفاجئة أيضًا.

هجوم مباغت
ويرى المركز المعني بالقضايا الاستراتيجية المتعلقة بإسرائيل وباليهود حول العالم، أن فكرة الهجوم الشامل المباغت الذي قد تشنه إسرائيل ضد حماس لم تغب لحظة عن تخطيط قيادة الحركة، التي تمتلك قناعة بأنها هدف للتصفية في أي وقت، ومن ثم أعدت سيناريوهات لتنفيذ عمليات مازال الاحتلال لم يفهم أبعادها، تعتمد في ما يبدو على إرسال أسراب من الطائرات المسيرة الهجومية إلى داخل إسرائيل.

وتدل هذه الرؤية على أنه رغم اعتذار إسرائيل وقبول قيادة حماس، لكن الحركة ربما تضع احتمالات أن يكون الأمر متعمدًا برمته، وأن الثقة بالطرف الآخر، حتى ولو كان هناك تقدم في المفاوضات نحو هدنة طويلة الأمد، قد تتخللها مفاجئة عسكرية في غاية الخطورة.

رسالة لإسرائيل
وأشار المحلل السياسي يوني بن مناحم، في تحليله الذي نشره المركز، اليوم الأحد، إلى أن ”حماس قامت يوم التاسع من الشهر الجاري بمناورة عسكرية واسعة في قطاع غزة، شملت محاكاة عمليات استدعاء القوات بشكل عاجل لمواجهة تهديد أمني مفاجئ، بغية اختبار مدى جاهزية القوات والأجهزة الأمنية ومدى الالتزام بتنفيذ الأوامر“.

وشملت التدريبات عمليات تعزيز المراقبة الحدودية وغلق المعابر وإقامة حواجز على الطرق بجميع أرجاء القطاع، ونشر القوات وغلق مجال الصيد إلى حين صدور إشعار آخر.

وطبقًا للمحلل الإسرائيلي، جاءت المناورات في وقت تراجعت فيه وتيرة التظاهرات الأسبوعية عند السياج، كما تراجعت ظاهراة البالونات الحارقة، بينما نجحت إسرائيل في كشف نفق هجومي، كان قد حفر إبان عملية ”الجرف الصامد“.

وأضاف أن ”الهدف من المناورة هو توصيل رسالة إلى إسرائيل بأنها لن تستطيع زعزعة استقرار القطاع أو الوضع الأمني هناك، بينما يرى أن رفع التأهب بالحركة ينبع من مخاوف تتعلق باحتمال تنفيذ عمل عسكري مفاجئ من قبل الجيش الإسرائيلي يستهدف إعادة صورة الردع التي تضررت منذ بدء مسيرات العودة في آذار/ مارس 2018“.

حرب استنزاف
وتعتقد حماس أن إسرائيل تريد أيضًا أن تضع حدًا لـ“حرب الاستنزاف“ التي تشنها الحركة والتي تعد التظاهرات عند السياج من بين أدواتها، فضلًا عن البالونات الحارقة والصواريخ التي تطلق في الجولات الحربية القصيرة.

وأردف أن لدى حماس تقديرات بأن الاجتماعات التي عقدها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في هذا الصدد داخل ”الكابينيت“ ربما أسفرت عن قرار بشن عمل عسكري مفاجئ، لمواجهة الأزمة السياسية والقانونية التي يواجهها شخصيًا.

استعادة الردع
ويقدر بن مناحم، أن ”هناك بعدًا آخر لمخاوف حماس، يتعلق باحتمال أن ترسل إسرائيل وحدات خاصة إلى القطاع لاستهداف قادة الحركة“، حيث هناك مؤشرات على ذلك، منها عملية ”خان يونس“ الأخيرة، وتضع قيادة حماس استهداف قيادات عسكرية فلسطينية في بيروت في سبعينيات القرن الماضي في الحسبان، كما تعتقد أن إسرائيل لديها رغبة ملحة في إعادة صورة الردع لوحداتها الخاصة بعد فشل عملية ”خان يونس“ في تشرين الثاني/ نوفمبر الأخير.
وذكّر المحلل الإسرائيلي بالتقارير التي تحدثت عن محاولة إسرائيل تنفيذ عمليات اغتيال ”هادئة“ بحق قادة حماس عقب فشل عملية  ”خان يونس“ أو التجسس عليهم، وأن أجهزة الأمن التابعة للحركة ألقت القبض على متعاونين مع إسرائيل كانوا على صلة بالمخطط، الذي كان يشمل إرسال طرود مفخخة لقادة الحركة.

تجدر الإشارة إلى أن اعتذار إسرائيل الأخير عن استهداف أحد عناصر كتائب القسام، الذراع العسكرية لحماس، أثار حالة من الغضب بين مستوطني غلاف غزة جنوبي إسرائيل، عكسته تقارير إعلامية إسرائيلية.

 كما أن طريقة تعاطي حكومة نتنياهو مع الحركة تثير خلافات سياسية في إسرائيل، بل وكانت سببًا في استقالة وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان، ومن ثم ربما تدرك حماس أن حسابات هذه الحكومة قد تتغير.

اخر الأخبار