أين النفوذ العربى فى لعبة "مناطق النفوذ"؟؟

تابعنا على:   14:56 2019-07-12

عماد الدين أديب

الكبار في العالم والأشرار في المنطقة يلعبون بنا -نحن العرب- لعبة قذرة.

الأمريكي، والروس، والأوروبي: تجار يبيعون ويشترون من خلال «تجارة الأزمات»!

يريدون أن يبيعوا لنا الدواء، والسيارة، والقمح، والتكنولوجيا -غير المتقدمة- والثقافة والترفيه، والصاروخ والطائرة المقاتلة!

يريدوننا دائماً وأبداً مستهلكين غير منتجين.

يريدوننا دائماً وأبداً منقسمين غير متوحدين.

يريدوننا دائماً وأبداً دويلات لا دولاً، طوائف متناحرة لا مجتمعاً متجانساً متسامحاً.

وللأسف الشديد نحن نقدم لهم رقابنا طواعية عن طيب خاطر كي يركِّبوا فيها طوق السيطرة «بالريموت كونترول»!

بالتأكيد هناك مؤامرات علينا، لكننا -نحن العرب- أكبر متآمر على نفسه!

التركي، الإيراني، الإسرائيلي لديهم مشروعات لإدارة المنطقة على مسرح قتال عربي، لاحتلال وقضم أراضٍ عربية، وللحصول على نفط وغاز ومال وتجارة عربية.

هم يفكرون كذلك، هم لديهم مشروعاتهم الشريرة، ولكن أين مشروعنا العربي المضاد الذي يحمى البلاد والعباد ويقف بقوة ضد هذه الهجمات المخيفة؟

وحده -الآن- محور «القاهرة الرياض أبوظبي» هو الأمل الباقي والجدار الأخير الصامد أمام المشروع الإسرائيلي الصهيوني، والإيراني الطائفي، والتركي العثماني.

هذا هو الأمل الباقي لحماية المنطقة ولإيجاد رؤية عربية معتدلة تحافظ على مصالح المنطقة دون تفريط أو تطرف.

إننا نعيش في عالم يتشكل الآن لتقسيم خارطة الكرة الأرضية إلى مناطق نفوذ.

وما يحدث الآن منذ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض هو «مشاجرة تاريخية» لإعادة ترسيم مناطق النفوذ عبر سلاح الضغط السياسي والتهديد العسكري والعقوبات الاقتصادية وفرض الرسوم التجارية.

وفكرة «مناطق النفوذ» هذه ليست وليدة اليوم، لكنها تأصلت فكرياً ونظرياً في القرن السادس عشر، حينما كتب «نيكولا ميكافيللي»: «إن السياسة هي القوة، وعلاقات السياسة هي علاقات النفوذ».

أصحاب هذه النظرية يرون أن السياسة هي علم السيطرة بالقوة بشكل مفرَّغ تماماً من أي محتوى أخلاقي أو سلوك مبدئي.

وليذهب إلى الجحيم منطق أن العالم تديره اتفاقات دولية ومنظمات أممية تعتمد على مبادئ القوة القانونية التي تنظم علاقات الدول ببعضها البعض.

وحتى لا يلتبس الأمر فقد استقر علماء الاجتماع السياسي على أن تعريف النفوذ السياسي هو «كل فرصة أو إمكانية ضمن العلاقات الاجتماعية أو السياسية بين الأفراد والدول تسمح لشخص أو جماعة أو دولة بتنفيذ رغبتهم الخاصة حتى لو كانت ضد القانون أو في مواجهة مقاومة ما، وبغضّ النظر عن مشروعية شكل أو وسيلة ممارسة هذا النفوذ».

قانون اللعبة منذ بدء الخليقة حتى قيام الساعة أن الجميع يسعى لممارسة النفوذ وتقسيم كل ما هو ممكن ومتاح لمناطق نفوذ، ولكن إذا كانت هناك ممارسة نفوذ نريده أن يكون نفوذاً عربياً.

عن الوطن المصرية

اخر الأخبار