
لو حدثت..فهي \"الفضيحة السياسية والأخلاقية\"!
كتب حسن عصفور/ ما كشفته مختلف \"وسائل الاعلام\" عن جريمة حرق واغتيال الفتى \"محمد ابو خضيرة\" ستبقى \"وصمة عار\" على جبين \"القيادة الرسمية\"، ما لم تتصرف وفقا لمسؤوليتها لتلاحق المجرم المعلوم، دولة وحكومة وأفراد، ولن نقف أمام \"الغياب الرسمي\" لتلفزيون فلسطين عن تشييع الفتى الشهيد، رغم ما قد يراه البعض أنها تماثل \"الفضيحة\"، لكن تلك تبقى \"مسألة\" أخرى، وتكتمل \"الفضيحة\" بما كشفه النائب العام عن تلك الجريمة التي يمكن اعتبارها \"جريمة حرب\" بعد قيام مجموعة يهودية فاشية، بخطفه ثم التمثيل بجثته، كشف لا يجب أن يبقى في سياق :المعرفة الاعلامية: بل يتوجب على القيادة الرسمية أن تنقل الجريمة الى محكمة دولية، وتتقدم بشكوى رسمية لا يجب أن تتأخر عن تلك الجريمة بحرق جثمان \"انسان حي\" تم التمثيل بجثته بشكل فاشي، يجب أن لا تمر مرور الكرام..
جريمة مقتل وحرق الفتى \"أبو خضير\" كشفت بين ما كشفت خبرا يشير الى أن \"وفدا فلسطينيا\" برئاسة أحد كبار رجال الأعمال الفلسطيني، برفقة بعض من ممثلي \"المنظمات الأهلية\" قام بتقديم \"العزاء\" لعائلات \"المستوطنين – الجنود\" الاسرائيليين اليهود الثلاثة الذين وجدوا مقتولين في منطقة الخليل، قبل أيام، والتي استغلتها \"الطغمة الفاشية الحاكمة في تل أبيب\" للقيام بحملة ارهاب واعتقال وقتل بلا حدود، بل أنها ذهبت لاعتقال رئيس المجلس التشريعي وأكثر من عشرين نائبا، بلا سبب يذكر سوى أنهم من حركة \"حماس\"، دون ان نجد استنكارا رسميا واحدا من الرئاسة وأجهزتها متعددة الأسماء على تلك الجريمة السياسية – القانونية، رغم أنهم لا صلة لهم بأي حدث يرتبط بـ\"شبهة سياسية\"، سوى الانتماء لحركة حماس، التي باتت وفقا لاتفاق الشاطئ جزءا من منظومة العمل الرسمي..
خبر قيام رجل أعمال \"كبير\" برئاسة وفد لـ\"تعزية عائلات المستوطنين القتلى\"، لو صح فعلا سيكون أحد أشهر \"الفضائح السياسية\" التي تشهدها الأراضي الفلسطينية منذ تأسيس السلطة الوطنية عام 1994، لا يجب أن تمر مرور الكرام، وكي لا نذهب بعيدا سنبدأ افتراضا أن الخبر قد يكون \"اسرائيليا\" نقلته وسائل اعلام فلسطينية دون تأكيد، ولكن مثل هذه الأخبار لا يجب أن تمر مرور الكرام، ولا تقف أمامها أجهزة السلطة والرئاسة، وتتركها للتداول الاعلامي الواسع دون أن تخرج لتوضح الحقيقة..
مطلوب أولا من الرئاسة الفلسطينية واعلامها ان يخرج ليقول الحقيقة، هل فعلا ذهب \"وفد فلسطيني لتقديم التعزية لعائلات الجنود – المستوطنين الثلاثة\"، الذين وجدوا مقتولين في منطقة الخليل، فلو صحت تلك الأخبار المتداولة، يجب كشف الحدث، ليس فقط اعلاميا، بل من الجهة التي تقف وراء ذلك، والأطراف التي قامت بتقديم \"عزاء لعائلات مستوطنين غزاة محتلين\"، بعيدا عن \"لغز العملية\"، وعدم كشف ومعرفة حقيقتها وطابعها ومن يقف خلفها، هل هي سياسية وطنية - مقاومة على قاعدة مواجهة الإحتلال وأدواته جيشا ومستوطنين، أم أنها جريمة جنائية بين عصابات مصالح ونفوذ وسط \"مافيا يهودية\"، فتلك مسألة سيتم معرفتها لاحقا..
الا أن ما يجب معرفته هل ذهب \"وفد فلسطيني\" لتقديم العزاء الى عائلات القتلى من جنود الاحتلال وأداتهم الاستيطانية، السؤال هنا يتطلب جوابا سريعا ومباشرا من السلطة الفلسطينية، رئاسة وأجهزة أمنية، وطبعا حكومة وناطقا رسميا، يجب كشف الحقيقة، بلا مراوغات أو هروب بالصمت، وكأن شيئا لم يكن، المعلومات منشورة منذ أكثر من 48 ساعة، دون أن تحرك الرئاسة الفلسطينية ساكنا، لا هي ولا أجهزتها، وكأن الأمر \"نكتة اعلامية\"، لا تستوجب الرد والتوضيح، رغم أن ما تم نشره يشكل \"كارثة وفضيحة سياسية\" هي الأبرز فوق أرض السلطة الوطنية منذ تأسيسها، حدث لا سابق له ان يقوم \"وفد فلسطيني\" بتقديم \"واجب العزاء\" لمستعمرين غزاة، سارقي الارض وقاتلي البشر، وكأنهم \"ضحايا\"، لو صحت تلك الأخبار سنكون أمام \"جريمة وطنية\" لا يجب أن تمر مرورا عابرا، بل يجب اعتقال كل من شارك بها وتقديمهم لمحاكمة سياسية وطنية، ووضعهم في \"قائمة العزل السياسي\"، وكشف اسماء الوفد بالكامل وتعميمه على وسائل الاعلام لوضعهم في قائمة \"العار الوطنية\"..
الحدث ليس \"هفوة عابرة\" أو \"جهل سياسي\"، بل هو فعل غير وطني مكشوف جدا، تعامل مع المغتصب المستوطن القاتل وكأنه \"انسان برئ\"، وتجاهل كليا أنه محتل لأرض ومصادر لها في عدوان يدينه العالم أجمع..
صمت السلطة أجهزة ومؤسسات عن كشف الحقيقة في \"زيارة ساقطين سياسيا\" لعائلات مستوطنين هم بمثابة \"مجرمي حرب\" وفقا لكل المواثيق الدولية، يشكل تواطئا سياسيا لن يمر مرور الكرام، واجب السلطة وأجهزتها الأمنية والسياسية أن تكشف للشعب الفلسطيني حقيقة الحدث، تنفي وتكذب الخبر بالحقائق وليس بالتدليس، او تؤكده وتعلن ملاحقتها لمن قام به، واعتقالهم الفوري ومحاكمته وطنيا وأمنيا..
التجاهل لتلك المعلومة التي انتشرت بشكل واسع في وسائل اعلام فلسطينية محلية، وايضا وسائل اعلام عبرية، سيكون مشاركة في تلك الجريمة، لن يتم الصمت على مرتكبيها، ما يتطلب عملا شعبيا وطنيا لملاحقة مرتكبي تلك الجريمة ومن يصمت عليهم، وأن يتم اعتبار ذلك خيانة وطنية كاملة الأركان..
بانتظار رد السلطة، رئاسة وأجهزة وحكومة على حقيقة الفضيحة السياسية الكبرى..بأمل أن لا تكون حدثت..وغير ذلك لكل حادث حديث!
ملاحظة: ما كشفه النائب العام الفلسطيني عن مقتل الفتى ابو خضير يشكل \"جريمة حرب\" متكاملة الأركان..هل تذهب القيادة الفلسطينية بها الى حيث يجب أن تذهب لملاحقة مرتكبيها..أم أن \"الصمت سيد المشهد\"!
تنويه خاص: هل القيادة الرسمية الفلسطينية طرفا في جهود البحث عن \"التهدئة\" التي تقوم بها مصر، أم ان لـ\"التهدئة\" جهة فلسطينية أخرى..المسألة ليست شكلا ولا مناكفة..هي مقياس لمدى التزام القيادة بأنها مسؤولة عن الشعب والأرض!