إحسان أوغلو ودوامة الرئاسة

تابعنا على:   23:47 2014-07-04

محسن عقيلان

كان قرار حزبي الشعب الجمهوري والحركة القومية باختيار احسان اوغلو كمرشح توافقي اربك حسابات حزب العدالة والتنمية لكنه فتح باب التساؤلات ولم يجد الرضى الكامل في صفوف المعارضة .فإحسان أوغلو من مواليد القاهرة عام 1943م حاصل على ماجستير في الكيمياء من جامعة عين شمس متميز بانه مسلم معتدل أمين عام سابق لمنظمة المؤتمر الاسلامي غير متحزب لكن كل ذلك لا يعفيه من النقد .

ابتداءً من حزب العدالة والتنمية الذين وصفوه بالمتدين الذي لا ترتدي زوجته الحجاب ووصفوه بالخيانة على خلفية موقفه الموارب من احداث 30 يونيو في مصر وعدم وصفه هذه الاحداث بالانقلاب وايضا اتهموه بعدم الخبرة السياسية وانما اكاديمي مثقف فقط وهذا لا يصلح لان يقود بلد بحجم تركيا كما يزعمون لكن اوغلو لم يسلم من المعارضة ايضا حيث في استطلاع لمؤسسة okc التركية للابحاث تبين ان 32% من اعضاء حزب الشعب الجمهوري موافق فيما ابدى رفضه 68% وأيضا في إستطلاع اخر لاعضاء حزب الحركة القومية كان

75% موافق مقابل 25% رافض أي ان اوغلو لم يحوز على كامل ثقة الحزبين المرشح من قبلهم .

بالاضافة لذلك ان المصوتين له مفتتين خلف رجل بيروقراطي يقود حملته حزبين مختلفين عقائديا وايضا امامه الكثير من المشكلات ايضا

•         التعامل مع القضية الكردية وعملية السلام مع حزب العمال الكردستاني من دون ازعاج مؤيدي الحركة القومية المعارضين لقضية الاكراد

•         موقف العلويين منه في ظل الحديث الذي يدور عن قربه من السعودية المعادية للعلويين على حسب وصفهم وقد ظهر مؤشر في غير صالح احسان اوغلو عندما صرح احد شيوخ العلويين في افتتاح بيت الجمع العلوي انه لن يصوت لمرشح مصطنع يقصد احسان اوغلو وانه يفضل عليه اردوغان .

ولكن كل ذلك لا يعني ان احسان اوغلو مرشح عادي يسهل هزيمته لان ساعة الصفر واقتراب

مؤشرات فوز اوردوغان سوف ينسى الرافضين له من الاحزاب المعارضة مبادئهم ويغضوا الطرف عن ثوابتهم ويصبوا في صالح احسان اوغلو ليس حبا به انما كرها في فوز اوردوغان لذلك انضم حزب اليسار الديمقراطي لقائمة الاحزاب المؤيدة لاحسان اوغلو ولا ننسى جماعة فتح الله غولن التى وعدت بدعم احسان اوغلو وهي في جعبتها بعض المفاجأت التي وعدت بها للنيل من اوردوغان ردا على اغلاق المدارس التحضيرية له وتضييق الخناق على اتباعه ونقلهم من مناصبهم في مؤسسات الدولة

و تعتمد المعارضة على ان احسان اوغلو الزعيم الوحيد الذي يستطيع توحيد الامة التركية بدلا من الانقسامات الحادة التي تعانيها اليوم وهذه نقطة جيدة تضاف لرصيد اوغلو الذي جمع في بوتقة واحدة اليسارى و اليمينى و القومى و الاسلامى

اذا سباق الرئاسة هذه المرة عبارة عن دوامة و لن يكون بالسهولة التي اعتاد عليها اردوغان لان تسرب بعض من مناصريه لصالح المسلم الازهرى وارد بالاضافة لشخص مثل إحسان أوغلو يجمع قوة حزبي الشعب الجمهوري والحركة القومية ومكر فتح الله غولن واخيرا الانتخابات لا تخلو من المفاجأت و أغسطس ليس عنا ببعيد.

 

الكاتب /باحث في الشأن التركي

اخر الأخبار