اتفاق تحييد مخيم اليرموك.. والتفاؤل الحذر .

تابعنا على:   08:05 2014-07-04

رامز مصطفى

اتفاق تحييد مخيم اليرموك الذي وُقع مؤخراً بين المجموعات المسلحة من جهة، وبين الفصائل الفلسطينية وبضمانة الدولة السورية من جهة أخرى، أثار الكثير من التفاؤل لدى أوساط شعبنا الذي أتعبته أيام التشرد القسري عن مخيمه، سواء في اليرموك أو غيره من المخيمات على الأرض العربية السورية، مدعاة هذا التفاؤل المرتفع منسوبه، رغم حذر المتفائلين والمتشائمين، وهم محقون في ذلك، على خلفية التجارب السابقة للاتفاقات التي وُقعت، والتي جرى الانقلاب عليها وقبل أن يجف حبرها، هذا التفاؤل مرده أن الدولة السورية قد دخلت هذه المرة مباشرة على خط الاتفاق، وهي مَن رعته وأحاطته بعناية، وهذا أمر طبيعي بسبب أن الطرفين أو الأطراف لا يتوفر عامل الثقة فيما بينها، وهذه الثقة في الأساس ليست متوفرة أصلاً بين الفصائل ذاتها بسبب أنها قد قدمت حساباتها الخاصة على كل الحسابات.

حسناً فعلت الدولة السورية بأنها قد وضعت يدها مباشرة على ملف مخيم اليرموك، وهي التي لم تكن غائبة عنه أساساً، ولكنها كانت تقدم دور الفصائل على دورها، بهدف إعطاء الفصائل الأولوية لتكون مرجعية هذه المخيمات، وتسهيل توزيع الحصص الغذائية، وإخراج المرضى وطلبة الجامعات ومن يود المغادرة، وآخرها طلبة الشهادتين الإعدادية والثانوية نموذجاً في تعاون الدولة السورية مع الفصائل ولجان المصالحة في تثبيت دورها كمرجعيات وطنية واجتماعية، ولكن وبعد مرور ما يزيد على سنة ونصف على خطف مخيم اليرموك وطرد سكانه، ولأسباب لا يتسع المقال الاستفاضة فيها، لجأت الدولة السورية إلى هذه الخطوة، وهي متوقعة، بعد نجاحها في إنجاز وتحقيق الكثير من المصالحات في عدة مدن وأرياف سورية.

 

مع مرور الأيام، وفي غياب آليات تطبيق الاتفاق، تُصدر المواقع الالكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي جرعات من الأخبار المشوبة بالتشاؤم، مما يترك صداه السلبي في نفوس أهل المخيم الذين ينتظرون بفارغ الصبر العودة لمخيمهم ومنازلهم، وهم أصلاً نفوسهم تعبة، وهذا لا يعني أن علينا أن نمارس التضليل وبيع التفاؤل الكاذب، كمن يبيع الهواء في زجاجات فارغة للآخرين على أنه الترياق الشافي من الأمراض، ولكن ما أود قوله أن نترك الأمر للجهات الموقعة على الاتفاق، وتحديداً الدولة السورية ومعها الفصائل من أجل المعالجات الهادئة وتنفيذ المتفق عليه، بغض النظر عما يدور داخل المخيم، نحن ومع تفاؤلنا في هذا الاتفاق في الوصول إلى خواتيمه الإيجابية، ولكن أيضاً نخشى عليه من الانهيار، خصوصاً أن المجموعات داخل المخيم ليست واحدة في التوجه والقرار والمرجعية الموجودة عند الكثير من الدول، وقد شاهدنا ومع كل تطور ميداني في محاولة لقلب الميدان السوري لصالح مسميات هذه الجماعات، كانت المجموعات في المخيم تتأثر مباشرة بفعل التعليمات التي تصلها، فتنقلب على الاتفاقات وتعيد الأمور إلى المربع الأول، سنبقى على تفاؤلنا في نجاح الاتفاق، رغم الألم والوجع وتقطع السبل بين الكثيرين من العائلات وحتى الأصدقاء والذكريات الجميلة.

اخر الأخبار