سعودي وليس السعودية

تابعنا على:   11:54 2019-06-29

ماهر حسين

تداول الكثير من أبناء شعبنا الفلسطيني (فيديو) لشخص سعودي يتهجم فيه على الشعب الفلسطيني وعلى المسجد الأقصى حيث يشكك في مكانة المسجد الأقصى، طبعا" هنا وللتوضيح فإن ما صدر عن هذا الشخص غير لائق وفيه من الصفاقة وقلة الادب والجهل الكثير الكثير ولكنه بالمحصلة صدر عن شخص واحد ولا يمثل هذا الأمر الشعب السعودي الشقيق ولا سياسة المملكة العربية السعودية من قضية فلسطين والقدس الشريف.

طبعا" حدثت ردود أفعال كثيرة على هذا التسجيل الغير مسؤول والذي يهدف لإثارة الفتنة بين شعبين شقيقين وهذا ما دفعني لكتابة هذا المقال بهدف تعزيز الوعي الفلسطيني في كيفية التعاطي مع هذا النوع من التسجيلات التي تمس بشعبنا وبالمقدسات.

ما يهمني اليوم في الحقيقة هو التأكيد على ضرورة أن يكون هناك حذر في التعاطي مع هذا النوع من التسجيلات المصورة أو الكتابات عبر وسائل التواصل الاجتماعي فالشتم والسب والشتم والسب المقابل أسهل ما يكون وهو أبسط حل ولكل شًتام وسًباب قاموسه ويحضر للأسف مع الشتائم والمسبات ظاهرة خطيرة تتمثل بالتعميم فتتحول المشكلة من شخص واحد الى شعب وهذا أمر خطير لا يليق بأصحاب قضية كأبناء شعب فلسطين.

ببساطة سعودي تهجم على الشعب الفلسطيني بألفاظ غير لائقة ونفس الشخص شكك في مكانة القدس الدينية لدى المسلمين وهذا أمر ينطبق عليه (للبيت ربُ يحميه )  وأظن بأن هذا الشخص الباحث عن شهرة أو الراغب في زيارة تل أبيب من مطار بن غوريون يجب تجاهله ولكن وبظل فوضى وسائل التواصل الإعلامي وبحال كان هناك ضرورة للرد على تهجماته القليلة أدب والتي تعبر عن جهل فهناك ضرورة للتعامل معه بمنطق أنه فرد أو شخص واحد فلا علاقة لجنسيته  السعودية بالأمر ولا يجب أن نسمح لأمثال هذا الشخص بأن يكون هناك سباب أو شتائم متبادلة بين شعبين شقيقين .

لست بوارد الحديث عن عمق العلاقة التاريخية بين المملكة العربية السعودية وفلسطين وبين القيادتين وبين الشعبين ولا داعي لأن نجعل من أمثال هذا الجاهل الشتام أساس لضرب جذور هذه العلاقة.

ما حصل ببساطة هو أن شخص سعودي شتم والرد عليه يكون بالتجاهل أو بالرد بما لا يمس المملكة العربية السعودية وللعلم ومن خلال متابعتي الدائمة لوسائل التواصل الاجتماعي فإن مثل هذا الأمر يحدث ، فتجد فلسطيني يتهجم على السعوديين كمثال أو ينتقد سياسة المملكة العربية السعودية ويتجنى على مواقفها  ويكون ردي دوما" عند حدوث نقاش بالأمر بأن هذا الشتام قد يكون فلسطيني ولكنه حتما" ليس فلسطين.

بالمحصلة من الخطورة السماح لبعض الجهلة بأن يقودوا شعبين شقيقين للتناحر وللاختلاف وبلا سبب سوى جهالة وصفاقة فرد أو ارتباطه بأجندة ما تميل شرقا" أو غربا" ، وأظن بأن التجاهل هو أفضل طريقة للتعاطي مع أمثال هذا الشخص ومع تفهمي لحرية من يرغب بالرد طبعا"، على أن نتفادى تحويل الأمر لخلاف بين الشعبين ولهذا علينا تفادى التعميم في الرد لتفادي الفتنة والخلاف الملعون فكما قلت من تحدث سعودي وليس المملكة العربية السعودية وبالمقابل من رد فلسطيني وليس فلسطين.

بالنسبة لي أقول بأن ما يجمعنا مع أهلنا وعزوتنا من المحيط الى الخليج هو التاريخ والحاضر والمستقبل ونحن دوما" كشعب فلسطيني كنا وسنبقى المثال للوفاء وللإخلاص ولهذا يجب أن نضع الأمور في مكانها بتجنب الشتم والشتم المتبادل وعلينا العمل بكل وعي لتقريب كل عربي لفلسطين باعتبار فلسطين قضية عربية يقف معها كل أحرار العالم.

كلمات دلالية

اخر الأخبار