سـيـادة وريـادة الـمـيـدان

تابعنا على:   14:27 2019-06-14

خالد صادق

القصف الذي تعرض له قطاع غزة الليلة قبل الماضية بطائرات الاحتلال الصهيوني من نوع «اف 16» ودباباته الرابضه على حدود القطاع, يمثل حالة تصعيد جديدة محفوفة بالمخاطر, التصعيد ليس فجائيا, بل كان متوقعا في ظل تنكر الاحتلال لشروط التهدئة, والتنصل من تطبيق التفاهمات, والتصعيد في القدس والمسجد الأقصى المبارك, والتصعيد الصهيوني ضد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال, على ما يبدو ان هذا التصعيد ترافق مع إخفاق وفشل بنيامين نتنياهو في تشكيل حكومة صهيونية جديدة, وبالتالي سيتم إخضاعه مرة أخرى للتحقيق في قضايا فساد من المتوقع ان تنهي مسيرته السياسية تماما, وقد تؤثر على فرص حزبه «الليكود» سياسيا, ويتعرض لما تعرض له حزب العمل من تراجع كبير على المستوى الشعبي, خاصة ان المجتمع الصهيوني بدأ يجنح نحو اليمين الصهيوني المتطرف, والذي لا يمارس سياسة, إنما يستند للقوة فقط.

الاحتلال الصهيوني برر العدوان على غزة بإطلاق صاروخ تجاه منطقة الغلاف الحدودي شرق القطاع, وإطلاق بالونات حارقه أشعلت حرائق كبيرة في محاصيل زراعية للمستوطنين حسب مزاعم الاحتلال, وزراء «إسرائيليون» طالبوا بمهاجمة قطاع غزة، واغتيال قادة المقاومة. فقد طالب، رئيس المعارضة الصهيونية بيني غينتس بمهاجمة قطاع غزة وتدفيع المقاومة الثمن واتهم نتنياهو بالكلام دون الفعل, واستمرار إطلاق الصواريخ من غزة يعني أن نتنياهو فقد قوة الردع حسب قوله, وهذا يعني ان «إسرائيل» تتجه نحو التصعيد على غزة, لاستعادة قوة الردع المفقودة, وان هذا القصف على غزة هو محاولة لجر المنطقة إلى عدوان جديد يبدو ان هناك إجماعاً صهيونياً عليه من كافه الأحزاب اليمينية واليسارية والوسط, بعد ان اهتزت صورة الجيش الذي لا يقهر أمام الإسرائيليين, وأصبحت المقاومة قادرة على ردع الاحتلال وإحباط مخططاته.

هذا التصعيد الصهيوني الخطير دفع الوفد الأمني المصري لتحديد زيارة سريعة إلى قطاع غزة مطلع الأسبوع القادم, في محاولة لإنقاذ التفاهمات التي تم التوافق عليها, وتطبيق الجدول الزمني الموضوع لها, وعلى الرغم من اتخاذ «إسرائيل» لخطوات تصعيدية كمنع إدخال المساعدات المالية إلى قطاع غزة, ومطالبة السفير القطري محمد ألعمادي بتأجيل زيارته للقطاع, وفرض حصار بحري على غزة, إلا ان فصائل المقاومة الفلسطينية أكدت على ضرورة إعطاء الجهود المصرية القائمة, فرصةً لإنجاح إجراءات كسر الحصار عن قطاع غزة, وهى تعلم تماما ان الاحتلال يحاول كسب الوقت والمماطلة, لكن الفصائل الفلسطينية تمسك بزمام الأمور في يدها, وتستطيع ان تتنبه لكل مخططات ونوايا الاحتلال, لأنها لم تتخل ولن تتخلى عن إستراتيجية المقاومة يوما, وطالما ان يدها ضاغطة على الزناد, فهي قادرة على الدفاع عن نفسها وشعبها, فهى صاحبة القرار وسيدة الميدان, ولن يملي عليها احد ما يريد, انما هى من تملي على الجميع ما تريد .

كلمات دلالية

اخر الأخبار