قداسة المكان غائبة

تابعنا على:   14:31 2019-06-02

خالد صادق

 في مكة حيث طهارة المكان وقداسته عقد "مؤتمر" دعت له المملكة العربية السعودية ,ودعيت له العديد من الدول العربية والإسلامية, القضية الفلسطينية بقداستها ورمزيتها لم تدرج على جدول أعمال "المؤتمر", ولم تكن الدعوة بسبب استهداف الجيش الصهيوني للطفل عبد الله غيث البالغ من العمر 15 عاما, والذي دفع ثمن جريمة انه أراد ان يكحل عينية برؤية المسجد الأقصى والصلاة فيه, هو وزميله مؤمن اطبيش الذي أصيب بجراح خطرة عندما حاولا التسلل للوصول إلى المسجد الأقصى للصلاة فيه في الجمعة الأخيرة من رمضان, ولم يعقد المؤتمر لتكريم الشهيد البطل الفتى يوسف وجيه ابن 18 عاما والذي امتلك سلاحه الأبيض بين يديه ليجاهد به في سبيل الله, ويطعن مستوطن حاقد يدنس بقدميه طهارة القدس ومسجدها ويمضي نحو الآخر ليطعنه ثم تنهال عليه رصاصات الغدر من كل جانب ليتم اغتياله وتصفيته على يد المجرمين الصهاينة.

بالله عليكم لو ذكرت أسماء هذين الشهيدين أمام زعماء العالم العربي والإسلامي المجتمعون في مكة هل سيعرفهم احد, أو يكون قد سمع عن خبر استشهادهم برصاص الاحتلال الصهيوني, هل يمكن ان يكونا قد جالا في ولكن ما يضيرهما ان يسمع بهما هؤلاء, وهما اللذان استجابا لنداء ربهما وقاما بواجبهم الوطني بكل عز وفخار, فمؤتمر مكة جاء على عجل لأجل أمور ثلاث أولها التسويق لما تسمى بصفقة القرن الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية والسيطرة على مقدرات الأمة وثرواتها, وثانيهما دعوة هذه الدول للمشاركة في ورشة البحرين الاقتصادية التي ستعقد بالمنامة لتحويل القضية الفلسطينية من قضية سياسية إلى قضية اقتصادية, وثالثهما التحشيد ضد إيران والتحريض عليها ودعم القرارات الأمريكية ضدها, وكل هذا يتم بالتنسيق بين أطراف عدة تقودها الإدارة الأمريكية و"إسرائيل" وفق مخطط مدروس بعناية فائقة, والهدف منه تمرير ما تسمى بصفقة القرن التي تبنتها العديد من الدول الخليجية وقررت دعمها وتسويقها وفرضها على الجميع.

قد لا يدرك هؤلاء المجتمعين في مكة ان صفقة القرن ستسقط بسكين الفتي يوسف وجيه, وبجهاد وتضحيات شعبنا الفلسطيني, فالفصائل الفلسطينية أخذت على عاتقها التصدي لصفقة القرن, واستخدام كل الوسائل الممكنة لإسقاطها, حتى لو وقف خلفها ودعمها العالم كله, فهؤلاء المجتمعون في مكة لا يعرفون قيمة المكان الذي يجتمعون فيه ولا قداسته, ولا يعرفون قيمة فلسطين بقدسها واقصاها ومكانتها, فقوله عز وجل في محكم آياته "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى .." تدل على حالة الترابط بين المكانين, وقداستهما, وطهرهما, ومكانتهما لدى المسلمين, وصفقة القرن بدأت أولى خطواتها بمنح القدس ومسجدها المبارك لليهود بقرار أمريكي جائر ومجحف وغير مسئول, فعن ماذا تتحدثون أيها المجتمعون في مكة, يا من تمثلون شعوبكم العربية والإسلامية, عن أي أخطار تتحدثون وانتم تدركون تماما ان "إسرائيل" هي الخطر الأكبر عليكم, وهى التي تقود المنطقة إلى الهلاك, لان لها أطماع كبيرة لا تنتهي ولن تنتهي إلا بإقامة دولة "إسرائيل" من الفرات إلى النيل, هذا هو معتقدهم التوراتي الذي لن يتخلوا عنه, فلماذا تسلمون أنفسكم لهذا الكيان المجرم, وهو يترنح من ضربات المقاومة في غزة, والتي أثبتت لكم هشاشة هذا الكيان وضعفه وجبنه, استفيقوا أيها الزعماء قبل ان توقظكم أطماع "إسرائيل" في بلدانكم, ولا تكونوا لقمة سائغة بين أنيابها, لأنها ساعتها ستفترسكم بلا شفقة أو رحمة.

كلمات دلالية

اخر الأخبار