المعارضة التركية تسمي رسمياً أكمل الدين احسان أوغلي مرشحاً للرئاسة

تابعنا على:   03:36 2014-06-30

أمد/ أنقرة : سمى ابرز حزبين معارضين تركيين الاحد رسميا رئيس منظمة المؤتمر الاسلامي سابقا اكمل الدين احسان اوغلي مرشحهما المشترك الى الانتخابات الرئاسية.

ويحاول حزب الشعب الجمهوري (اشتراكي ديمقراطي) وحزب العمل القومي التصدي لحزب رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، الذي يتوقع ان يؤكد ترشيحه الثلاثاء لاقتراعي العاشر والرابع والعشرين من اب/اغسطس.

وقدم ممثلو الحزبين المعارضين وثائق مرشحهم المشترك الاحد خلال اجتماع مع رئيس البرلمان التركي جميل جيجك، وبذلك اصبح احسان اوغلي اول مرشح يخوض رسميا غمار السباق الى الرئاسة.

وسرعان ما اثار اختيار المثقف السبعيني المعروف باعتداله انتقادات الاوساط المتمسكة بالعلمانية، رغم ان احسان اوغلي اعلن صراحة انه يجب "ابقاء الدين بعيدا عن السياسة".

 

وولد العالم احسان اوغلي في القاهرة من والدين تركيين، وهو متخرج بشهادة فيزيائي متخصص في تاريخ العلوم وتولى منصب الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي حيث دعا الى الحوار بين المسيحية والاسلام.

لكنه مبتدئ في السياسة وانتخب في 2004 في ذلك المنصب بدعم اردوغان وظل فيه حتى كانون الثاني/يناير.

وقال اردوغان في اول ردة فعل على ترشيح اوغلي إنه "لا داعي للتعليق"، مضيفاً أن "الشعب هو أفضل من يقرر".

وشبّه تقديم حزبي الشعب الجمهوري والحركة القومية مرشحاً مشتركاً بـ "بناء سقف بلا أساسات أو قواعد".

ويرى محللون ان أردوغان ورجاله سوف لن يتعرضوا لخصمهم الجديد بالانتقادات تماما كما فعلوا حين انشقوا عن تيار نجم الدين أربكان ليؤسسوا حزب العدالة والتنمية.

ومن المتوقع أن يختار أردوغان النهج نفسه ليتجاهل إحسان أوغلو في كلماته قدر المستطاع ويركز في انتقاداته على حزبي الشعب الجمهوري والحركة القومية وزعيميهما.

ويعتقد البعض ان اوغلي هو أيضاً سيتجنب توجيه اتهامات جارحة إلى أردوغان أمام الكاميرات او في التصريحات الاعلامية.

ويتوقع المتابعون للشان التركي ان اوغلي سيقدِّم نفسه إلى الرأي العام بشكل مغاير تماماً، محاولا رسم صورة ذهنية مختلفة حتى يثبت أنه ليس "إسلاميا" ولا معادياً لمبادئ أتاتورك، ولا بعيداً عن اليسار، وذلك من خلال تصريحات حول العلمانية وميراث أتاتورك والحديث عن ترجمته لكتاب الشاعر التركي الشيوعي ناظم حكمت إلى اللغة العربية، ولفت الأنظار إلى زوجته غير المحجبة، ولعل هذه الأخيرة هي الأهم في نظر العلمانيين المتطرفين وأحد أسباب ترشيح إحسان أوغلو لرئاسة الجمهورية.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن أردوغان قد يفوز بالرئاسة من الجولة الأولى من هذه الانتخابات التي ستُقام للمرة الأولى وفق نظام الاقتراع العام المباشر على منافسيه، رغم الانتقادات الشديدة لتسلطه وميوله "الإسلامية" منذ حركة الاحتجاج التي هزت البلاد في 2013.

وسيخوض أردوغان السباق الرئاسي ضد مرشحين هما مرشح حزبي المعارضة العلمانية والقومية أكمل الدين إحسان أوغلي والمرشح الكردي صلاح الدين ديمرطاش.

واعلن الرئيس التركي عبد الله غول انه لن يرشح نفسه لولاية رئاسية ثانية فاتحا بذلك امام اردوغان طريق الترشح للرئاسة.

وقال غول للصحافيين اثر اجتماع مغلق مع اردوغان في اسطنبول "لن اقدم ترشحي. ولايتي تنتهي في 28 اب/اغسطس" مشيرا الى انه ابلغ رئيس الوزراء بقراره هذا قبل الانتخابات البلدية التي جرت في اذار/مارس الماضي.

وبموجب الدستور التركي الذي يعود إلى 1982، يبقى منصب الرئاسة فخريا، بيد أن أردوغان الذي فشل في 2013 في فرض نظام رئاسي، ألمح إلى أنه سيستخدم كل السلطات الموضوعة في تصرفه وأنه ينوي خصوصا الاستمرار في حكم البلاد، قائلا "الرئيس المقبل لن يكون شكليا".

اخر الأخبار